ردود الفعل الفلسطينية والعربية على فوز دونالد ترامب.. مزيج من التهاني والتخوفات

الخميس 10 نوفمبر 2016
ردود الفعل الفلسطينية والعربية على فوز دونالد ترامب.. مزيج من التهاني والتخوفات
ردود الفعل الفلسطينية والعربية على فوز دونالد ترامب.. مزيج من التهاني والتخوفات

فلسطين المحتلة - بوابة اللاجئين

شهدت الساحة الفلسطينية والعربية ردود فعل متفاوتة على نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية التي فاز فيها الجمهوري دونالد ترامب، مقابل هيلاري كلينتون ممثلة الحزب الديمقراطي.

السلطة الفلسطينية

جاءت تطلّعات السلطة الفلسطينية على عكس التصريحات التي صدرت عن الجانب "الإسرائيلي" في بعض النقاط، إذ تراهن الرئاسة الفلسطينية على دعم ترامب لحل الدولتين، كما فعلت مع من سبقه، في حين يرى مسؤولون "إسرائيليون" أن عهد الدولة الفلسطينية قد ولّى، إذ يعتبر وزير التعليم الصهيوني نفتالي بينت أن "انتصار ترامب هو فرصة هائلة بالنسبة لإسرائيل من أجل الإعلان فوراً عن التراجع عن فكرة إقامة دولة فلسطينية في قلب البلد"، وأن "هذه هي مفاهيم الرئيس المنتخب كما تظهر في برنامجه السياسي."

ومن جانبٍ آخر، اعتبر مسؤولون "اسرائيليون" أن "ترامب مناصر فاقع لإسرائيل واليهود"، ووعد خلال حملته الانتخابية بالاعتراف بضم المستوطنات، وصرّح وزير البنى التحتيّة في حكومة الاحتلال يوفال شتاينتس أن وزارته تنوي القيام بأعمال واسعة النطاق بالضفة المحتلة على خلفية فوز ترامب، واعتبر أن "تصريحات ترامب المؤيدة لإسرائيل ستمكّنها من توسيع أعمال البناء في المستوطنات"، في حين تجاهلت السلطة هذا التوجّه لدى ترامب ولم تعقّب على ذلك، على الرغم من أن ملف الاستيطان يشكّل نقطة خلاف بين السلطة والكيان الصهيوني ارتبطت بمراهنات على ذلك الملف ووقف المفاوضات بين الجانبين.

وفي بيانٍ صدر عن رئاسة السلطة الفلسطينية فور الإعلان الرسمي عن فوز ترامب لتهنئته، جاء أنه: "سنتعامل مع أي رئيس ينتخبه الشعب الأمريكي على قاعدة تحقيق السلام في الشرق الأوسط، القائم على أساس حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967، والقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين."

وأعرب مسؤول ملف المفاوضات في السلطة وأمين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، عن أمله في أن توظّف الإدارة الأمريكية الجديدة كل أدواتها لتحقيق حل الدولتين، واعتبر أن الحزبين الجمهوري والديمقراطي أثناء تولّي الرئيسين جورج بوش الابن وباراك أوباما الحكم في الولايات المتحدة، أعلنا أن مبدأ حل الدولتين هو مصلحة وطنية عليا.

وحول ما إذا كان الفلسطينيون يتخوّفون من مواقف ترامب، قال عريقات: "إن ترامب ما قبل الانتخابات لن يكون ترامب ما بعد الانتخابات، فالولايات المتحدة هي دولة مؤسسات."

وفي تصريح لقناة "العربية" أضاف عريقات: "المصالح الأمريكية هي التي ترسم السياسات الخارجية الأمريكية"، واعتبر أن "المجتمع الدولي كله مُجمِع على ضرورة إقرار حول الدولتين باستثناء اسرائيل."

فصائل العمل الوطني

تعارضت مواقف وتصريحات فصائل العمل الوطني الفلسطينية مع موقف السلطة والرئاسة، واتفقت بمعظمها على عدم المراهنة على الرئاسة الأمريكية.

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، دعت القيادة الفلسطينية والقادة العرب إلى عدم المراهنة، أو خلق أوهام على نجاح دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، واعتبرت أن وعوده التي أطلقها أثناء حملته الانتخابية، ستجد ترجمتها الصريحة في الدعم المطلق للكيان الصهيوني ومعاداة كاملة لحقوق الشعب الفلسطيني.

وشدّدت على أن "مواجهة السياسة الأمريكية المرتقبة والتي لن تخرج في جوهرها عن ذات السياسات المتعاقبة للإدارات الأمريكية المختلفة، إلا في ما يمكن أن تضيفه من أبعاد أكثر عدائية تجاه منطقتنا، تستدعي أولاً التوقف عن الرهان والأوهام على أي دور أمريكي يراعي المصالح الوطنية المنفردة أو الجماعية للأمة العربية."

ودعت الجبهة الشعوب العربية وقواها السياسية لممارسة كل الضغوطات على أنظمتها لإعادة النظر في سياساتها الرسمية القائمة، وفرض تصويبها انطلاقاً من استراتيجيات تُحرّرها التبعية للسياسات والمخططات الأمريكية في المنطقة، وباستخدام كل عوامل القوة التي تمتلكها لحماية مصالح الشعوب العربية، وفي القلب منها مصالح وحقوق الشعب الفلسطيني.

فيما دعت حركة المقاومة الإسلامية حماس، الرئيس الأمريكي ترامب إلى إعادة تقييم سياسة بلاده تجاه القضية الفلسطينية والعمل على إنصاف شعبها، وقالت الحركة في بيان صدر عنها الأربعاء 9 تشرين الثاني، أن "معاناة الشعب الفلسطيني وقضيّته العادلة ما زالت مستمرة، بسبب سياسة الانحياز من الإدارات الأمريكية المتعاقبة لمصلحة الاحتلال."

من جانبها دعت حركة الجهاد الإسلامي "جماهير الأمة العربية والإسلامية إلى إعلان رفضها للدعم الأمريكي المستمر واللامحدود للاحتلال، والذي يستخدم هذا الدعم في الإمعان بجرائمه ضد الشعب الفلسطيني."

وقال القيادي في الحركة بالضفة المحتلة الشيخ خضر عدنان "لا نتوقّع خيراً من أي رئيس يحكم الولايات المتحدة، فكلهم في الإجرام سواء، والسياسة الأمريكية كانت ولا زالت الأكثر انحيازاً لدولة الاحتلال"، وأكّد على ضرورة صياغة خطاب فلسطيني وعربي وإسلامي ومن كل أحرار العالم، يصل للشعب الأمريكي وشعوب الدول التي تدور في فلك الولايات المتحدة، يعرّي استبدادها وحلفائها ودعمهم اللامحدود للكيان الصهيوني وآلة قتله للشعب الفلسطيني.

بينما قال الناطق باسم حركة الأحرار الفلسطينية ياسر خلف، إن الشعب الفلسطيني لا يعوّل كثيراً على الانتخابات الأمريكية، فكلا المرشحين مفضوحا التوجّه ومكشوفا السياسة التي لن تكون إلا في صالح الاحتلال على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه وقضيته العادلة، مضيفاً "من تابع الحملة الانتخابية يعلم حقيقة القرب ومدى اهتمام المرشحين الأمريكيين لنيل الرضا الصهيوني متمثلاً باللوبي الصهيوني الأكثر تأثيراً في أمريكا والعالم أجمع."

ودعا السلطة للتوقف عن الارتهان والتعويل على أي دور للإدارة الأمريكية في خدمة القضية الفلسطينية، والعمل مع  الجميع للتوحد خلف إرادة الشعب لمواجهة المشروع الصهيوني وعلى رأسهم سياسات الإدارة الأمريكية.

دول عربية

رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي، كان من أوائل الرؤساء العرب الذين هنأوا ترامب بفوزه، وتمنّى له "كل التوفيق والنجاح في أداء مهامه ومسؤولياته القادمة في رعاية مصالح الشعب الأمريكي الصديق الذي منحه الثقة في القيادة."

وفي بيان صدر عن رئاسة الجمهورية قال "نتطلّع لأن تشهد فترة رئاسة الرئيس دونالد ترامب ضخ روح جديدة في مسار العلاقات المصرية الأمريكية ومزيداً من التعاون والتنسيق لما فيه مصلحة الشعبين."

وهاتف العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب، لتهنئته بفوزه في الانتخابات الرئاسية، وأكد الملك السعودي للرئيس الجديد تطلّع السعودية إلى تعزيز العلاقات التاريخية والاستراتيجية مع الولايات المتحدة "والعمل معاً لما يحقق السلم والاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط والعالم."

وأرسل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح برقية تهنئة إلى ترامب، وحسب وكالة الأنباء الكويتية الرسمية عبّر في البرقية عن خالص تهانيه، وأعرب عن تمنياته له بالتوفيق والسداد، وللعلاقات التاريخية المتميزة بين دولة الكويت والولايات المتحدة الصديقة المزيد من التطوّر والنماء."

وأرسل عبد ربه منصور هادي برقية تهنئة لترامب مهنّئاً له وللشعب الأمريكي، أعرب فيها عن يقينه بأن مرحلة جديدة من التعاون وخيارات السلام قد دنت لمصلحة العالم أجمع. كما هنّأ الرئيس العراقي فؤاد معصوم ترامب قائلاً "باسمي شخصياً وباسم شعب وحكومة العراق أعرب لكم وللشعب الأمريكي الصديق عن أصدق التهاني بانتخابكم رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، متمنياً لكم كل النجاح ولبلادكم كل التقدم والسلام والازدهار وللعلاقات بين بلدينا المزيد من القوة والتعاون المشترك."

وأعرب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن تطلّع بلاده إلى أن تشهد العلاقات بين البلدين المزيد من التعاون في جميع المجالات لما فيه مصلحة للشعبين، وهنّأ ترامب على فوزه مشدداً على أن "العراق يحارب الإرهاب في مقدمة دول العالم ويحقّق انتصارات باهرة في سحق إرهاب داعش ببطولات وتضحيات أبنائه، ونتطلّع إلى استمرار العالم والولايات المتحدة في الوقوف مع العراق في مواجهة الإرهاب الذي لا يهدد بلدنا وحسب، بل العالم أجمع."

خاص بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد