تقرير : زينب زيّون 
مخيّم عين الحلوة - لبنان 

ماذا لو تجوّلت في أزقة مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان، فداعبت أنفك روائح طيّبة، فاحت من النباتات التي تتربّع على أسطح المنازل؟ مشروع استطاع التفوّق على روائح مصارف الصرف الصحي غير المؤهلة في كثير من أحياء المخيم، وصور الدمار التي احتلت ألأحياء.  

"الابتكار وليدُ المُعاناة"، بهذه العبارة اختصرت وفاء عيسى، منسقة مشروع الدفئيات الزراعية على أسطح مخيم عين الحلوة، فكرة قيام المشروع. موضحةً أنّ "الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب في مخيّمات لبنان، بالإضافة إلى الفقر والبطالة والظواهر الاجتماعية الأخرى، أمور تدفع بالإنسان لابتكار مشاريع جديدة تمكّنه من التغلّب على واقعه المرير، أو على الأقل الحد منه".

ثمار خالية من المواد الكيماوية

أوضحت عيسى في حديث لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أنّ "زراعة سطوح منازل المخيم، هو بمثابة مشروع داعم لعمل التعاونيات النسائية التي تعمل على تحضير المربيات والمخلّلات". وشمل المشروع زراعة نباتات مثمرة على أسطح عدد من المنازل في حي الزيب، حي نمرين، حي حطين، سوق الخضار، حي صفوري، حي المنشيّة، والبركسات، بالإضافة إلى خيمة مؤسسة ناشط.

"يجب أن تكون الثمار خالية من المواد الكيماوية، حتى يكون طعم المخلّل المنتج لذيذ"، بحسب ما قالت عيسى، لذا اتجه الفريق لزراعة السطوح في بيوت بلاستيكية، لضمان المعايير المناسبة للمنتجات "المخللات".

وعن فكرة تنفيذ المشروع، قالت عيسى إنّها كانت قد اطلعت على المشروع الذي قامت به مؤسسة الكرامة في فلسطين، منذ حوالي عشر سنوات، محاولة التواصل مع القيّمين على هذا المشروع، بغية نقل الفكرة إلى لبنان، تحديداً مخيم عين الحلوة. وبعد سنة من التواصل بين الطرفين، عبر الإنترنت، استطاع الفريق تعلم آلية العمل، التي تقوم على زراعة السطوح، من خلال مواسير بلاستيكية تغطيها الخيم.

وبالنسبة للهدف، قالت عيسى إنّ "الفكرة من تنفيذ هكذا مشروع هي إشراك النساء المُسنات بالزراعة وتفعيل دور المرأة في المجتمع، لكنّ مشكلةً برزت هنا، فالمُسنات عاجزات عن الصعود إلى سطوح المنازل (المزروعات بحاجة إلى عناية يومية)، ولاجتياز هذه المشكلة، كان لا بد من إشراك الرجال في المشروع، فتألّف الفريق من أربع نساء وستة رجال".

 

صعوبات اعترضت طريق الفريق... تمّ اجتيازها

صعوبات عدّة برزت خلال فترة تنفيذ المشروع، وكان أبرزها مشكلة إدخال مواسير الحديد والبلاستيك والخزانات إلى المخيّم، لأنّ إدخال هذه المواد بحاجة إلى ترخيص من مخابرات الجيش اللبناني، الذي يمنع إدخال مواد البناء إلى المخيّمات الفلسطينية.

إلا أنّ الفريق استطاع الحصول على ترخيص، وإثبات أنّ دخول تلك المواد هو لتنفيذ مشروع الزراعة وليس لاستخدام تلك المواد في البناء.

نُفّذ المشروع، صحيح أنّه مشروع صغير، بحسب ما وصفت عيسى، لكنّه وفير. متابعةً "زرعنا الخيار، الطماطم، الفاصوليا والفرولة، ولكنّنا نقوم بزراعة الخيم بنوعٍ واحدٍ "حسب الموسم"، حتى نستطيع السيطرة على انتشار الحشرات، فكل نوع تجتاحه حشرات مختلفة عن تلك التي تجتاح النوع الآخر".

 

فقر زراعي

في ظلّ قلّة الأراضي الزراعية، وتلاصق المنازل بعضها ببعض، وسواها من المشاكل التي تتربّص باللاجئين الفلسطينيين القاطنين في مخيّمات لبنان، يؤمن هذا المشروع دخلاً يُعينُهم على استمرار حياتهم، وتأمين احتياجاتهم الغذائية أو حتى بيع الخضار والفاكهة ومساندة الزوج في مصروف المنزل.

 

أنواع المحاصيل

تنقسم المحاصيل التي يُمكن زراعتها على سطوح المنازل إلى قسمين:

محاصيل ورقية مثل الملوخية، الفجل، البقدونس، الخس...

محاصيل ثمرية مثل الطماطم والفاصوليا، الخيار والبطاطا...

 

مشروع سهل التنفيذ

يتميّز هذا المشروع بسهولة تنفيذه، حيث أنّه لا يحتاج إلى آلات أو معدات، فكل ما هو مطلوب يمكن إيجاده، بالإضافة إلى أنّ البذور متوفّرة بأسعار متدنية.

فالفرد يستطيع توفير احتياجاته من المواد المزروعة، كالطماطم والفرولة...، إلى جانب الربح المادي، والمحافظة على البيئة، في آن واحد.

خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد