سوريا 

إنّهُ تاسعُ شهر رمضان، يمرّ على سوريا ولاجئيها الفلسطينيين منذ بدء الأحداث السوريّة وما تحمله من مفردات الحرب والحصار والدمار والإنهيار في كافة ميادين العيش.

ورغم انحسار الحرب بمعناها المباشر عن مناطق واسعة، إلا أنّ حروباً أخرى تُشنّ على الناس تطال لقمة عيشهم وأمنهم الغذائي، يتأثر بها بشكل حاد اللاجئون الفلسطينيون، حيث تكتسب معاناتهم في البلاد استثنائيّةً مزمنة عن سواهم، لا سيّما أن 60% منهم نازحون ويعتمدون في معيشتهم على المعونات الماليّة الشحيحة التي تقدّمها "الأونروا"، في ظل استفحال البطالة، وارتفاع إيجارات المنازل.

"قدر متوسط من شورية الخضار، باتت تكلفته تضاهي ما نعيش به طوال الأسبوع"، بهذه العبارة وصف اللاجئ الفلسطيني " أبو توفيق" المهجّر من مخيّم اليرموك ويسكن بلدة قدسيّا بريف دمشق، واقع الحال في رمضان، حيث شهدت الأسعار جولة جنونيّة ثانية في ارتفاعها خلال 3 أشهر.

فبعد تأثّر أسعار السلع الغذائيّة بانخفاض قيمة الليرة السوريّة أمام الدولار، وارتفاعها قرابة 15% وفق مصادر محليّة، منذ شباط/ فبراير الفائت، تحقق الأسعار رقماً قياسيّاً غير مسبوق منذ تفجّر الأزمة السوريّة، متأثرة بقدوم شهر رمضان، وهي عادة سوريّة تاريخيّة بسبب جشع التجّار وتقاعس الجهات الرقابيّة عن القيام بمهامها.

فسعر الكيلو غرام الواحد من الباذنجان، سجّل نحو 1400 ليرة سوريّة، في حين كان سعره 900 ليرة سوريّة قبل شهر رمضان، كما سجّل سعر الكيلوغرام الواحد من الفاصولياء الخضراء 1000 ليرة، بعد أن كان 600 ليرة قبل أسبوع واحد.

أمّا لحم الدجاج الذي يعد أرخص أنواع اللحوم في سوريا، فقد سجّل 1300 ليرة في تخطّ لسعره قبل رمضان الذي كان يتراوح بين 900 إلى ألف ليرة.

اللاجئ " أبو توفيق" الذي يعيش مع زوجته وابنته الطالبة الجامعيّة، في منزل مستأجر في ضاحية قدسيّا، تحدّث لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" عن المعاناة الاستثنائية التي تعيشها العائلات الفلسطينية، وهو من ضمن الشريحة المهجّرة، التي فقدت كل ما تملك في مخيّم اليرموك، وتعيش اليوم على المعونات الماليّة التي تقدّمها وكالة " الأونروا" والتي لا تراعي في قيمتها ارتفاع الأسعار.

يقول أبو توفيق "نحاول أنا وزوجتي وابنتي، ترشيد نفقاتنا قدر الإمكان، فأجار المنزل الذي يبلغ 20 ألف شهريّاً، يقضم كامل قيمة المعونات التي تقدّمها الوكالة لنا كل 3 أشهر، في حين نعتمد في معيشتنا اليومية على راتبي التقاعدي، الذي بالكاد يكفي مصاريف الطعام والمواصلات والفواتير المتنوّعة ليشكل ارتفاع الأسعار خلال رمضان، هذا الشهر الفضيل عبئاً آخر يفوق القدرة على الاحتمال".

وتقدّم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين " الأونروا" مبلغ 20 ألف ليرة سوريّة للفرد كل ثلاثة أشهر، للحالات العاديّة، و14 ألف ليرة للقاطنين في مراكز الإيواء، وذلك بعد تخفيض طال قيمتها التي كانت 28 ألف للحالات العادية و16 ألف للحالات الأخرى، مع بداية العام الجاري.

خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد