متابعات

قال المفوض العام بالإنابة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" كريستيان سوندرز، اليوم الأحد، إنّ "عدم المساواة على صعيد النوع الاجتماعي تكاد تكون متغلغلة في كل جانب من جوانب حياة المرأة الفلسطينية اللاجئة، بدءًا من وصولها إلى التعليم والرعاية الصحية ووصولاً إلى توظيفها ومقدار ما تجنيه من المال".

وأضح سوندرز في رسالة له بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أنّ المرأة الفلسطينية "لا تزال المرأة تعاني من العنف ومن التمييز، وإن الاستمرار في ضعف تمثيل النساء في عمليات صنع القرار السياسي والاقتصادي، وفي المناصب القيادية بشكلٍ عام أكثر، لهو سبب ونتيجة لهذا الانعدام الكامن في المساواة".

وأضاف إنّ "حقيقة أن المساواة على صعيد النوع الاجتماعي، والتي هي حق من حقوق الإنسان، لا تزال موضوع نقاش إلى هذا اليوم لهو أمر لا يمكن الدفاع عنه! وإنه لأمر غير مقبول أن تكون الفتيات اللاجئات من فلسطين واللواتي يتخرجن من مدارس أونروا اليوم لا يزلن يواجهن عالمًا تكون فيه فرصهن وخياراتهن محدودة ببساطة بسبب نوعهن الاجتماعي".

وتابع سوندرز "فعلى سبيل المثال وفي غزة، فإن الفجوة بين معدل البطالة بين الذكور والإناث تبلغ حاليًا ٣٣.٨%، الأمر الذي يمثل عدم مساواة مذهل لا تزال المرأة اللاجئة من فلسطين تواجهه"، مُشيرًا إلى أنّ "شعار اليوم العالمي للمرأة هذا العام هو #الكل_للمساواة، ويؤكد الشعار على أن كل واحد فينا، كأفراد، كأعضاء في المجتمع، وكموظفين في الأمم المتحدة، لديه القوة بالمساهمة تجاه عالم أكثر مساواة بين الجنسين".

وشدّد سوندرز "كموظفين في الأمم المتحدة، فإننا نلتزم بالترويج لقيم الأمم المتحدة – ومساواة النوع الاجتماعي هو في جوهرها – ليس فقط في عملنا كموظفين لدى أونروا بل ويوميًا في مجتمعاتنا وعائلاتنا.

وأوضح أنّ "أونروا تدرك أن تحقيق المساواة على صعيد النوع الاجتماعي يتطلب من كل واحد فينا القيام باختبار التحيزات والصور النمطية الخاصة بنا، واتخاذ إجراءات نحو التغيير، ولطالما اعترفت أونروا بأن التوجهات حيال النوع الاجتماعي تتشكل في سن مبكرة وتصبح غالبًا أكثر ترسخًا مع الوقت"، مُبيّنًا أنّه "لهذا السبب فإن كل صبي وفتاة من لاجئي فلسطين في مدارس أونروا يتلقون تعليمًا عن حقوق الإنسان وحل النزاعات والتسامح وذلك كجزء من تعليمهم، من الصف الأول وحتى انتهاء مرحلتهم المدرسية في الصف التاسع أو العاشر".

وأردف سوندرز بالقول "نحن نشهد بالفعل أثر تعليم مئات الألوف من فتيات وفتيان لاجئي فلسطين مبادئ حقوق الإنسان ومساواة النوع الاجتماعي، ولم تحقق مدارس أونروا المساواة على صعيد النوع الاجتماعي في عقد الستينات من القرن الماضي فحسب، بل إن الفتيات اليوم ممثلات بشكل متساوي في البرلمان المدرسي على صعيد الوكالة بأسرها، وإن أكثر من ٦٠% من البرلمانيين الطلاب على صعيد الوكالة، أي ١٣ من أصل ٢١، هم من الفتيات اللواتي تم انتخابهن من قبل زملائهم الطلبة لتمثيل أكثر من ٥٠٠,٠٠٠ طالب لاجئ من فلسطين، للدفاع عن حقوقهم الإنسانية التي تشمل الحق في المساواة على صعيد النوع الاجتماعي، وعلى المستويات المحلية والإقليمية والعالمية".

وفي كلمة لها في نيويورك، قامت إسلام التي تبلغ الخامسة عشرة من العمر والتي مثلت برلمان أونروا الطلابي "بالدفاع بقوة عن حقها في التعليم وعن رغبتها بالمساهمة في عالم أفضل وذلك بالقول "بالنسبة لنا، يعد التعليم حقًا إنسانيًا أساسيًا ونحن نريد أن يتم تطبيق هذا الحق علينا… إنها مسؤولية عالم البالغين أن يقوم بحمايتنا.. نريد أن نصبح صانعي تغيير"، في حين تابع سوندرز "إنها مسؤوليتنا كموظفين لدى أونروا أن نضمن بأن إسلام ومثيلاتها من فتيات لاجئي فلسطين يحصلن على التعليم الذي هو حق لهن وعلى الفرص لاستخدام ذلك التعليم في بناء عالم أفضل لأنفسهن وللأجيال القادمة من بعدهن".

وبيّن "كأفراد فإن علينا جميعًا مسؤولية المساهمة في والقدرة على التغيير وتعزيز المساواة على صعيد النوع الاجتماعي، في العمل الذي نقوم به يوميا كموظفين لدى أونروا وفي مجتمعاتنا على حد سواء، ولكننا كوكالة يعمل فيها ٣٠,٠٠٠ موظف وموظفة، فنحن بمقدورنا سويًا العمل أكثر مما نستطيع القيام به كأفراد"، مُشيرًا إلى أنّ "إستراتيجية أونروا لمساواة النوع الاجتماعي (٢٠١٦ + ٢٠٢١) توفر خارطة الطريق لعملنا الجمعي كوكالة من أجل تحقيق المساواة على صعيد النوع الاجتماعي".

وقال إنّ "المفتاح من أجل تغيير جماعي هو الجهود لزيادة تمثيل المرأة في أعلى المناصب في إدارة أونروا، والاعتراف بأن التغيير الحقيقي نحو مساواة النوع الاجتماعي لن يكون ممكنًا بدون أعداد متساوية من النساء في مناصب صنع القرار، وبنهاية عام ٢٠١٩، كانت النساء ممثلات بنسبة ٣٦% من الوظائف الدولية برتبة (P-5) فأعلى، وبنسبة ٣٠% من الوظائف على درجة (١٦) فأكثر، وسجلت الأونروا تحسنًا طفيفًا بشكلٍ نسبي مقارنة مع عام ٢٠١٨ بزيادة مقدارها ٥% و٢% على التوالي في ذلك التمثيل، إلا أن أونروا لا تزال متخلفة عن الهدف الذي وضعته لنفسها".

وعن عام 2020، قال سوندرز "ستقوم أونروا بالمزيد وستعمل بجد أكبر لنشر ثقافة شاملة وتدابير تيسيرية من شأنها أن تعزز توازنًا أفضل على صعيد حياة العمل بالنسبة للنساء والرجال، مدركة أن العقبات التي تواجه المرأة أكبر بكثير، وفي حين أنه لا يزال هنالك شوط طويل يتعين قطعه على مستوى الإدارة العليا، إلا أن الإنجاز الكلي على صعيد مساواة النوع الاجتماعي في الوكالة بأسرها قد كان إيجابيًا للغاية، حيث أن النساء يمثلن ٥٤% من موظفي أونروا، ومعظمهن من لاجئات فلسطين".

واعتقد سوندرز أنّ "الوكالة قد قطعت شوطًا طويلاً في السنوات القليلة الماضية نحو جعل مساواة النوع الاجتماعي حقيقة، وعلى كافة موظفي أونروا أن يكونوا فخورين بهذا التقدم، إلا أنه لا يزال يتعين القيام بالمزيد من العمل لضمان تحقيق وكالة متساوية في النوع الاجتماعي ومجتمع للاجئي فلسطين متساو على صعيد النوع الاجتماعي، وإنني أتطلع قدمًا نحو ذلك اليوم الذي أكون فيه محاطًا بعددٍ متساوٍ من الزملاء، رجالاً ونساء على حد سواء، في كافة المستويات التنظيمية وصولاً لأعلى هرم في الإدارة".

وتابع "أتطلع قدما نحو اليوم الذي تكون فيه المساواة على صعيد النوع الاجتماعي في مدارس أونروا تقابلها مساواة على صعيد النوع الاجتماعي في مكان العمل، لكي يكون لفتيات لاجئي فلسطين نفس الفرص التي لدى الأولاد الذين يتخرجون من مدارسنا، كما أتطلع قدمًا نحو اليوم الذي لا يتعين فيه على المرأة والفتاة العمل بجد أكثر لإثبات أنهن متساويات – في المجتمع أو في التعليم أو في مكان العمل. إنهن متساويات، وليس عليهن القيام بشيء لإثبات هذا".

متابعات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد