دعاء عبد الحليم – مخيم برج البراجنة

 

رغم أنّ أعمارهم تجاوزت الثلاثين عاماً ومنهم من تخطّى الخمسين، إلّا أنّ ابتسامتهم التي يستقبلون بها أيّ زائر "طفولية بامتياز"، فهم بعد سنوات من التهميش باتوا منتجين يتفاخر بهم ذووهم وأهالي المخيم وكلّ من بات يعرفهم.

بثقة عالية أخبروا فريق بوابة اللاجئين الفلسطينيين الذي زار مركزهم المتواضع أنهم يعملون كلّ خميس ليبيعوا منتوجاتهم الحرفية في شهر آذار/ مارس المقبل، يصنعون بأناملهم لوحات فنية وكراسي خشبية وكثيراً من المنتوجات اليدوية وبالتأكيد لا تغيب فلسطين عن مصنوعاتهم.

 


هذا المشروع الإنتاجي الذي أتمّ عامه الخامس، بدأت فكرته من حاجة مخيم برج البراجنة جنوب بيروت إلى مركز يؤوي ذوي الاحتياجات الخاصّة، لكنّ الإمكانيات البسيطة والمحدودة والممولة من متبرعين لم تسمح إلا باستقبال الأشخاص الكبار الذين يمكنهم استخدام آلات النجارة وربط الحبال وغيرها من الأدوات، ولكي يثمر هذا المشروع تمّ إنشاء معرض سنوي تحت عنوان"طاقتي في إعاقتي" يقيمه مركز أمان المشرف على المشروع مرة في كلّ عام حيث تعرض المنتوجات الحرفية ويتم بيعها وكلّ الأرباح تعود إلى العاملين في المركز وهم أحد عشر شخصاً من ذوي الاحتياجات الخاصّة.
 

المردود النفسي إيجابي جداً

المردود المادي ولو أنه بسيط بحسب المدرّب أبو جابر كايد، إلا أنه يشكل حافزاً للشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة، ليواصلوا عملهم للسنة الخامسة، فهم بحب وفرح ينتظرون يوم الخميس كلّ أسبوع لصناعة المزيد من المنتوجات ليتم بيعها في المعرض السنوي، الأمر الذي جعل المجتمع المحيط يغيّر نظرته لهم، وباتوا محطّ تقدير واهتمام لا سيّما أن الكثير من المؤسسات والمدارس صارت تزورهم وتشدّ على أياديهم، وهو ما رفع من ثقتهم بنفسهم وأعاد السعادة لقلوبهم.

وللإطلاع أكثر على طريقة عمل الشباب وهدفهم من هذا المشروع وكيف أثّر على حياتهم؟، سألنا الشاب أحمد المليجي، حيث شرح لفريقنا أنهم يقومون بقصّ الخشب وتجميعه ومن ثم حفه وطلائه ووصله بحبال ملوّنة للحصول على كراسي متينة يمكن استخدامها للجلوس، بالإضافة إلى صنع لوحات فنية وتحف مستخدمين مواد تم إعادة تدويرها كأغطية عبوات المياه وقشر الفستق المجفف.

 

لا اهتمام من الجهات المسؤولة

ورغم الجو المفعم بالحيوية والنشاط المسيطر على المركز إلا أن غصّة موجودة في قلوب الشباب الذين يطالبوا بالمزيد من الاهتمام بهم وتقديم الرعاية اللازمة لهم بما تتماشى مع وضعهم ولا سيما البطاقة الصحية التي تعطى للبنانيين وتخوّل حاملها من دخول أي مستشفى وتلقي العلاج مجاناً.

يذكر في هذا السياق، عدم وجود برامج عملية لدى منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان لاحتواء والاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة، كما أن برامج وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في لبنان تفتقر للمشاريع الخاصة لهذه الشريحة من المجتمع، والتي لا يوجد حاضن لها في بلد لا يعطي اللاجئين أغلب حقوقهم الإنسانية.

 

شاهد الفيديو

 

خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد