صُحف ألمانيّة تتناول تهديدات خفر السواحل الليبي لسفن إنقاذ اللاجئين

الأربعاء 16 اغسطس 2017
صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ألمانيا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

تناولت الصحف الألمانية التهديدات التي وجهها خفر السواحل الليبي ضد سفن الإنقاذ التابعة لمنظمات الإغاثة الدولية لمساعدة اللاجئين في عرض البحر، واعتبرت بعض الصحف أنّ ما يحدث هو "صفقة قذرة" مع خفر السواحل الليبي على حساب اللاجئين.

علّقت صحيفة "تاغس تسايتونغ" الألمانية على تهديدات خفر السواحل الليبي للاتحاد الأوروبي قائلةً "20 مليار يورو هو المبلغ الذي طالب به الجنرال الليبي خليفة حفتر من الاتحاد الأوروبي نهاية الأسبوع الماضي لوقف تدفق المهاجرين، وكان الليبيون في الأشهر الماضية قد استخدموا ورقة رابحة مع الاتحاد الأوروبي."

تابعت الصحيفة تعليقها موضحةً أنّه كلما استمرت أزمة إيطاليا من تدفق اللاجئين وعدم تمكّن الاتحاد الأوروبي من تخفيف العبء عليها، كانت ليبيا المُستفيد الأكبر في ذلك، والآن ليبيا تحاول رفع خدماتها إلى أرقام فلكيّة، ويبدو أنّ تهديد منظمات الإنقاذ غير الحكومية بالسلاح، يدخل ضمن هذه الخدمات، وحتى اللحظة اكتفى خفر السواحل الليبي بإطلاق طلقات تحذيرية فقط، لكن التهديدات المرفقة من طرابلس كانت قوية لدرجة تعليق ثلاث منظمات غير حكومية لنشاطها في الوقت الحاضر.

أشارت الصحيفة كذلك إلى أنّ ليبيا الآن وسّعت من مساحة مياهها الإقليمية وترغب في لعب دور المُنقذ، وهو أمر اعتيادي لا يُمكن الاعتراض عليه مبدئياً، ولكن ما هو غير طبيعي وغير مألوف أن يتم تهديد كل من يريد إنقاذ المُهاجرين داخل هذه المياه، ويبدو أنّ الاتحاد الأوروبي يُراهن على هذه الاستراتيجية المبنيّة على العنف لوقف تدفق المُهاجرين عبر البحر المتوسط.

أمّا صحيفة "تاغس شبيغل" الألمانيّة فاعتبرت أنّه لا يجوز للأوروبيين أن يُراهنوا على أن تلعب دوريات خفر السواحل الليبية دور الرادع للمهاجرين على هذا الطريق، فإلى أين يتم نقل المُهاجرين الذين تمنعهم السلطات الليبية من عبور البحر؟ ومن يقوم برعايتهم في الصحراء؟

فيما يجري الحديث حالياً عن ظروف معيشية داخل معسكرات تجمّع اللاجئين بأنها تشبه ظروف معسكرات الاعتقال الجماعي، ويجب على أوروبا أن تهتم باللاجئين المُهاجرين عبر القوارب، وعقّبت الصحيفة قائلةً "إنها صفقة قذرة، لو تعاملت أوروبا مع المُهاجرين وفق ما يُمليه عليها الآخرون."

 

صحيفة "دي فيلت" الألمانية قالت مُخالفةً للآراء السابقة، أنّه يتضح لأي شخص بكامل قواه العقلية أنّ الاتحاد الأوروبي ومجتمعاته سوف تتفكك، إذا ما فتحنا الطريق أمام كل شخص يحلم بحياة أفضل في أوروبا.

حسب الصحيفة، فإنّ إيطاليا التي تُعاني اليوم من ثقل عبء اللاجئين تتوقع وصول (200) ألف لاجئ حتى نهاية العام الحالي، فيما يتركها الشركاء الأوروبيون وحدها في هذه المحنة، ولهذا قال مفوّض شؤون اللاجئين في المفوضيّة الأوروبية ديميتريس أفراموبولوس بأنه "لا هوادة بعد اليوم في التعامل مع المهربين"، وعليه يجب أن تكون لمهمة مكافحة المهربين وقطع الطريق أمام صفقاتهم الأولوية القصوى.

أضافت الصحيفة، من جانبٍ آخر يعد نشطاء منظمات الإغاثة بإنقاذ كل قارب يحشر فيه تجار البشر اللاجئين وقيادته إلى شاطئ الأمان، على الأمد القصير يُنقذون بذلك حياة الناس، ولكن من يُريد أن يُنهي عمليات الموت بين الصحراء والبحر المتوسط، عليه أن يعمل من أجل ألّا يُقرر أحد أن يُسافر في رحلة الجحيم إلى أوروبا.

صحيفة "هانوفرشه ألغمانيه تسايتونغ" اعتبرت النقاش حول سياسة اللاجئين مليء بالكذب والنفاق، الآن يوقف المنقذون المتطوعون عمليات الإنقاذ في البحر المتوسط بسبب الخوف من تعسّف خفر السواحل الليبية، ما يُعتبر إعلان إفلاس لكل أوروبا، وحتى لو كانت صحيحة فرضيّة أنّ المنقذين يُشكلون عنصر جذب للاجئين لركوب موج البحر، يجب التساؤل "ما هو البديل؟ نترك الناس تغرق في البحر؟"

وكالات - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد