الكيان الصهيوني – ترجمات

طالب سياسيون وصحفيون إسرائيليون رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بالاستقالة الفورية من منصبه عقب اتهام المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، رسمياً له بتلقي الرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال.
ولكن نتنياهو رفض الاستقالة وشن هجوماً على النائب العام  والمحققين، في أعقاب قرار المستشار القضائي للحكومة تقديم لوائح اتهام ضده، معتبرًا التحقيقات ضده بمثابة "محاولة انقلاب سلطوية" تستهدفه، وأن المستشار القضائي رضخ لضغوطات النيابة العامة ورئيسها.
فيما رأى خبراء قانون إسرائيليون أن المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، لن ينتظر التماسات مطالبة باستقالة  نتنياهو، ونظر المحكمة العليا فيها، وإنما يتوقع أن يصدر مندلبليت وجهة نظر، الأسبوع المقبل، يقول فيها إن نتنياهو ليس مؤهلا لتشكيل حكومة.

أما الصحف العبرية فرسمت سيناريوهات مختلفة للمشهد السياسي الإسرائيلي عقب تطورات الأمس.

"يديعوت أحرونوت" ترجح سجن نتنياهو

صحيفة "يديعوت أحرونوت" أكدت أن إمكانية تشكيل حكومة وحدة زالت تماماً ليلة الأمس، عقب مؤتمر نتنياهو الصحفي الذي رد فيه على قرار مندلبليت بتقديم لوائح اتهام ضده، وهاجم رؤساء النيابة العامة بشدة.

وأشارت إلى أن "خطاب نتنياهو كان مقلقاً من النواحي كافة.. يقف رئيس حكومة ويهاجم مؤسسات الحكم وحتى أنه يحرض ضدها، ويتهم حراس العتبة بليس أقل من محاولة انقلاب على الحكم. ما هذا إذا لم يكن استباحة دم، ودعوة لإشعال الأرض، لشن حرب ضد أهم مؤسستين: الشرطة والنيابة العامة".

وأشارت إلى أن نتنياهو بدا خلال خطابه أمس مثل "حيوان جريح"، وأنه "لم يظهر عهد نتنياهو أبداً أنه أقرب من نهايته، من هذه اللحظات التي كان يحارب فيها على استمرار عهده".

وأضافت أن الفترة المقبلة ستكون صعبة، موضحة أن عائلة نتنياهو لا تعتزم الاستسلام من دون قتال، وسيوجه القتال قريباً إلى المحكمة وقضاتها، كما أن المظاهرات الداعمة لنتنياهو ستنتقل إلى المحكمة، وفي مرحلة لاحقة إلى المحكمة العليا، وفي النهاية ستتم مهاجمة سلطة السجون، في إشارة إلى أن الاتهامات ستقود نتنياهو إلى السجن.

وتوقعت أن تبدأ قريباً المعركة داخل "ليكود" لانتخاب خلف لنتنياهو.

 

دعوات إلى استقالة نتنياهو

من جهتها، قالت صحيفة "هآرتس"، على لسان رئيس تحريرها، ألوف بن، أن نتنياهو الذي "اعتاد على التباهي في خطاباته بأنه حارب من أجل إسرائيل، وأصيب من أجلها وسعى إلى تحصين أمنها واقتصادها ومكانتها الدولية، كل ذلك كان حتى الساعة الثامنة والنصف من مساء أمس، حيث غيّر نتنياهو الاتجاه خلال خطابه المتباكي في شارع "بلفور"، وأعلن أنه يعتزم هدم الدولة ومؤسساتها، رداً على لوائح الاتهام".

الخبير القانوني، مردخاي كرمنيتسر، دعا نتنياهو إلى الاستقالة، مشيراً إلى أن "بقاءه في منصبه يزيد تناقض المصالح الذي يتواجد فيه منذ ثلاث سنوات، بين وضعه الشخصي وجهاز إنفاذ القانون، والثمرة الفاسدة لهذا الوضع هو تنكيله المنهجي بهذا الجهاز، والذي يشمل أكاذيب وفريات ضد الجهاز ويقوض ثقة الجمهور به".

ولفت كرمنيتسر إلى أن "الأمر الأخطر هو أن نتنياهو لا يمكنه التمتع بثقة الجمهور حيال أي عمل يقوم به، بما في ذلك المواضيع الأمنية، المتعلقة بتشكيل خطر على الدولة ومواطنيها وجنودها".

واعتبر "بقاء نتنياهو في منصبه، كمتهم بارتكاب مخالفات جنائية، سيشكل نموذجاً سيئاً لمجمل المواطنين، وخاصة الشبان بينهم. كما أن صورة إسرائيل بين أمم العالم ستضرر كثيرا. والمحكمة ستواجه صعوبة في النظر بشكل عادل بقضية رئيس حكومة. وربما إلى هذه الناحية يوجه رئيس الحكومة سهامه، لكن هذا اعتبار مرفوض".

 

"يسرائيل هيوم" تستبعد استقالة نتنياهو

من جهتها، استبعدت صحيفة "يسرائيل هيوم"، التي تأسست من أجل دعم نتنياهو وسياسته، أن يستقيل نتنياهو في حال لم يقرر المستشار القضائي للحكومة وجوب حدوث ذلك.

وأشارت إلى أن "ليكود" يفضل "رص الصفوف والحفاظ على الزعيم الملاحق من جانب قوى خارجية ومكروهة مثل جهاز القضاء ووسائل الإعلام، ولذلك فإن انتصار نتنياهو على خصمه داخل الليكود جدعون ساعر وأي أحد يتحداه، يكاد يكون مضموناً".

وذكرت: "ليس كل شيء واضح من الناحية القانونية. والمستشار مندلبليت لم يقرر ما إذا بالإمكان التكليف بتشكيل الحكومة على مرشح مع لوائح اتهام. وفي حال قرر ذلك، سيضطر أعضاء الليكود إلى إيجاد زعيم آخر لمعركة الانتخابات القريبة".

ورأى توخفيلد أنه على الرغم من مطالب أحزاب المعارضة باستقالة نتنياهو، وتقديم التماسات إلى "المحكمة العليا" ومطالبة مندلبليت بدفعه إلى الاستقالة، إلا أنه "طالما أن هذه المبادرات والدعوات ستبقى في مجال جناح المعارضة في الكنيست، ولا تتغلغل إلى كتلة اليمين، فإنه بإمكان نتنياهو أن يكون هادئاً، فلن يسعى أحد للإطاحة به، وبقاؤه السياسي سيكون عملياً مرتبطاً بمشيئته فقط".

صحافة عبرية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد