اليونان
 

قالت صحيفة "إلبابيس" الإسبانيّة: إنّ نتائج ظهور فيروس "كورونا" ومن ضمنها القرارات المتخذة للوقاية من انتشار الفيروس، فاقمت الأوضاع الإنسانيّة والمعاناة الصحيّة للاجئين في المخيّمات على الجزر اليونانية.

وأوضحت الصحيفة، أنّ إغلاق مخيّمات اللاجئين القادمين من تركيا وانسحاب المنظمات غير الحكوميّة التي تقدّم المساعدات الإنسانيّة، إضافة إلى الحديث عن ترحيل اللاجئين إلى جزر مهجورة، خلّف تداعيات كبيرة على أوضاع اللاجئين.

وأضافت الصحيفة، أنّه تم إسكات الأصوات المدافعة عن حقوق اللاجئين البالغ عددهم نحو 40 ألف لاجئ والموزعين على خمس جزر، وفرض حالة طوارئ جديدة تبعها قيود خطيرة على الحقوق الاساسيّة في منطقة جغرافيّة صغيرة جدّاً.

وأشارت، إلى أوّل حالة طوارئ جرى فرضها قبل أربع سنوات، بالاتفاق مع الاتحاد الأوروبي وتركيا، يفرض قيوداً جغرافيّة على تنقّل طالبي اللجوء، ليجد المهاجرون أنفسهم محاصرين بالجزر، وذلك بهدف التضييق على المهاجرين وتسهيل تنفيذ الاتفاق النهائي الذي يقضي بإعادة أي شخص دخل إلى اليونان من تركيا بشكل غير نظامي، وفق الصحيفة.

وأضافت: أنّ حالة الطوارئ الثانية قد جاءت في أوائل آذار/ مارس الفائت، وتضمّنت تعليق السلطات اليونانية، حق اللجوء بعدما لجأت في وقت سابق إلى استعمال القوة لصد النازحين القادمين من تركيا، "ليتحول اللاجئون إلى أشياء قابلة للإيقاف وقابلة للترحيل". وفق الصحيفة الاسبانيّة.

وشبّهت الصحيفة حال المخيّمات بـ"الثقوب السوداء"  تنعدم فيها الحقوق الأساسيّة، وذلك بعد الاتفاق المُشار إليه، مشيرةً إلى أنّ وسائل الإعلام والمنظمات المحلية والدولية، دأبت  على التنديد بما تشهده تلك المخيمات من اكتظاظ، وشدة البرد في فصل الشتاء، وانعدام الماء الساخن أو التدفئة، ونقص النظافة، والتغذية المحدودة، والرعاية الطبية غير الكافية، وانعدام الأمن.

ولفتت، إلى أنّه في العامين الماضيين، ساءت الظروف بالنظر إلى زيادة عدد الوافدين وتشديد المعايير على انتقال اللاجئين إلى بلدان أوروبية أخرى، وقالت الصحيفة الإسبانية إن سبب سوء الأوضاع في تلك المخيمات ليس بسبب محدودية الموارد، ولكن لأن الأمر مبرمج بهدف سد الطريق أمام قدوم نازحين جدد.

ونبهّت الصحيفة، إلى أنّه في ظل المخاوف التي يثيرها تفشي فيروس "كورونا"، ستكون كل الإجراءات الاستثنائية الجديدة مبررة، وفي هذه الحالة فإن إجراءات العزل ستتبعها قيود جديدة على حقوق اللاجئين في ظروف قاسية تتسم بالاكتظاظ وانعدام شروط السلامة الصحية  حسبما أضافت.

وشددت على ضرورة إخلاء المخيّمات، "اليوم أكثر من أي وقت مضى" وذلك بناء على طلب المنظمات الدولية المختلفة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين نفسها.

وتعتبر اليونان، إحدى أبرز البوابات التي يعبرها طالبوا اللجوء باتجاه أوروبا، ومن بينهم اللاجئين الفلسطينيين سواء الفارّين من الحرب السوريّة أو من أبناء قطاع غزّة المُحاصر، وتشير تقديرات إلى وجود أكثر من 6 آلاف لاجئ فلسطيني، موزعين على مخيّمات تضم أعداداً أكثر من طاقتها الاستيعابيّة، وسط ظروف إنسانية وخدميّة متدنيّة وصحيّة، حيث يؤوي مخيم موريا على سبيل المثال، وهو أكبر مخيمات جزر ليسبوس، أكثر من 19 ألف طالب لجوء بينما لا يتسع المخيم سوى لنحو 2840 لاجئاً.

 

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد