القاهرة – مصر

بدأت ظهر اليوم السبت، أعمال مجلس جامعة الدول العربية الطارئ في دورته غير العادية على مستوى وزراء الخارجية العرب، لطرح الموقف الفلسطيني الرافض  للخطة الأمريكية للتسوية المعروفة بـ "صفقة القرن".

عباس: لن نقبل بأمريكا وسيطاً وحيداً في المفاوضات

وفي كلمته خلال الاجتماع، لم يشر رئيس السلطة محمود عباس إلى قطع المفاوضات نهائياً مع الاحتلال، بل قال " لن نقبل بالولايات المتحدة وسيطاً وحيداً في أي مفاوضات مع إسرائيل" مطالباً الدول العربية تبني الوقف الفلسطيني وليس الوقوف في وجه الإدارة الأمريكية.

وأضاف: " قررنا قطع العلاقة مع الإدارة الأميركية على خلفية سياستها تجاه فلسطين، ولقاءاتنا الأربعة مع ترامب لم تثمر شيئا" كما قال إن السلطة أبلغت الجانب الأمريكي والإسرائيلي بوقف جميع الاتفاقيات مع الكيان الإسرائيلي بما في ذلك العلاقات الأمنية، لنقضه الاتفاقات الدولية بما في ذلك التي قام على أساسها، وبأن خطة القرن ستكون لها تداعيات على الجانبين وعلى الإقليم كله، وأن على الكيان الإسرائيلي أن يتحمل مسؤوليته كقوة احتلال.

وأكد عباس الرفض الفلسطيني لاستلام الصفقة منذ اللحظة الأولى من إعلانها، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية اتصلت بالجانب الفلسطيني عقب الإعلان عن الصفقة، ورفض الأخير استلامها لقرائتها.

 وعبر عباس عن رفض  بضم القدس للكيان الإسرائيلي إطلاقاً، وأن يسجل في تاريخه أنه باع القدس، مضيفاً "صفقة القرن" مرفوضة جملة وتفصيلاً ولا مكان لها على الطاولة بكل بنودها"

أبو الغيط: لم نكن نتوقع أن تكون النهاية هكذا

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط: "إن الاجتماع الطارئ اليوم من أجل بلورة موقف عربي جماعي من الطرح الأميركي لـ"صفقة القرن"، لخطورتها، وأهمية أن يكون موقفنا ذا مستوى من الجدية والشعور بالمسؤولية"، مشيراً إلى أن قضية فلسطين تهم العرب وتجمع شملهم.

وأضاف: "لم نكن نتوقع أن تكون النهاية هكذا، حيث كشف الطرح الأميركي الأخير والمدعوم اسرائيلياً عن تحول حاد في السياسية الأميركية تجاه الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وكيفية تسويته، ونرى أن هذا التحول لا يصب في صالح السلام أو الحل الدائم والعادل"، بحسب تعبيره.

 وأكد أن الفلسطينيين يرفضون الوضع الحالي، لأنه لا يلبي تطلعاتهم ويضعهم تحت احتلال، وسيكون من قبيل العبث أن تفضي هذه الخطة لتكريس هذا الاحتلال وشرعنته.

واعتبر أنه بدلاً من وجود طرح يفترض أنه يقوم على فكرة الدولتين، صار الاقتراب من وضع الدولة الواحدة، يكون فيه الفلسطينيون مواطنين من الدرجة الثانية محرومين من أبسط حقوق المواطنة.

وبحسب أمين عام جامعة الدول العربية، فإنه "يجب البدء بتفاوض على أساس صحيح ومتكافئ، يأخذ في الاعتبار مطالب الطرفين وتطلعاتهما في ضوء تجارب التفاوض السابقة، وجولات المحادثات السابقة، والتي تحمل خطوط الحل وصورة التسوية النهائية، ويؤخذ في الاعتبار مبادئ القانون الدولي والقرارات الأممية".

وتابع: "الظروف الحالية تحتم علينا الالتزام بالوحدة الوطنية، خاصة بين الأشقاء الفلسطينيين، لضمان إقامة الدولة الفلسطينية الموحدة وعاصمتها القدس الشريف، وضمان حق عودة اللاجئين لأرضهم"

 وبحسب أبو الغيط فإن "الموقف الأمريكي يمثل إملاءات لا يمكن رفضها أو مناقشتها، وهناك ما يشير إلى أن الموقف الإسرائيلي يرى الخطة هبة".

وزير خارجية العراق: استراتيجة الرد .. رفع الوعي العالمي حول مخاطر الصفقة

من جهته، قال وزير خارجية العراق التي تترأس الجلسة محمد علي الحكيم: إن العرب يوجهون ظرفاً بالغ الدقة والحساسية بعد إعلان ما تسمى "صفقة القرن"، التي جاءت بتنسيق مع طرف واحد هو "إسرائيل"، واستثناء فلسطين والشرعية الدولية والرباعية الدولية.

واكتفى الوزير العراقي، بالدعوة إلى "وضع استراتيجية مع كافة الدول الصديقة، خاصة دول الاتحاد الأوروبي ودول عدم الانحياز وروسيا والصين واليابان، من أجل رفع الوعي العالمي حول مخاطر هذه الصفقة المجحفة" كما دعا الدول العربية لتقديم كل أشكال الدعم لفلسطين المحتلة، دون أن يوضح ماهية هذه الأشكال

لقاء عباس – السيسي

وعقد الاجتماع بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة، بناء على طلب السلطة الفلسطينية، لبحث سبل مواجهة الصفقة، التي تهدف إلى تصفية القضية والحقوق الفلسطينية.

 وقبل القمة عقد لقاء بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر  الاتحادية.

 وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" فإن عباس طالب خلال اللقاء بضرورة مواجهة "صفقة القرن" على المستويات العربية والإقليمية والدولية، وايضاً دون إيضاح سبل المواجهة

وحضر اللقاء عن الجانب المصري رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل، والمتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، وعن الجانب الفلسطيني أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، ووزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" حسين الشيخ، ومستشار عباس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، وسفير السلطة لدى مصر والجامعة العربية دياب اللوح.

يذكر أن خطة الإدارة الأمريكية للتسوية "صفقة القرن" قد شملت مصر ببرنامج الإغراءات المالية المقدم فيها،و تحت عنوان "تعزيز التنمية الإقليمية والتكامل"، ورصدت الخطة 9.167 مليارات دولار أميركي للمشروعات المقررة في مصر، منها 917 مليون دولار عبارة عن منح، و4.325 مليارات قروض و3.925 مليارات تمويل ذاتي.

وجاء في الخطة الأميركية المقترحة 12 مشروعاً اقتصادياً مرتبطاً بمصر ذات الحدود مع قطاع غزة .

وبعد إعلان الخطة، ليل الثلاثاء الماضي قدرت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها "الجهود الأمريكية من أجل التوصل إلى سلام شامل وعادل" داعية إلى "الدراسة المتأنية للرؤية الأمريكية لتحقيق السلام، والوقوف على كافة أبعادها، وفتح قنوات الحوار لاستئناف المفاوضات برعاية أمريكية"، بحسب تعبير البيان.

 

واشنطن تحذر وتل أبيب تستعد ..  هل من مشروع قرار ضد الصفقة في الأمم المتحدة؟

وعلى الرغم من عدم إظهار الشارع الفلسطيني أي شعور بالأمل من لقاء القمة العربي، إلا أن السلطة الفلسطينية ترى ان التحرك على المستوى الإقليمي والدولي سبيلاً في الرد على الغعلان الامريكي للخطة، والذي تم دون حضور أي طرف فلسطيني، أو دون انتظار واشنطن قبولاً من قبل السلطة عليه، الأمر الذي فّسر على أنه تجاهل مقصود للطرف الفلسطيني الرسمي، وإظهار لضعف موقفها السياسي، بحسب محللين.

وفي إطار تحركات السلطة، قال سفيرها لدى الأمم المتحدة رياض منصور إنه من المقرر أن يلقي   عباس كلمة عن الخطة أمام مجلس الأمن الدولي خلال الأسبوعين القادمين، معرباً عن أمله في أن يصوت المجلس على مشروع قرار بهذا الشأن.

إلا أن دبلوماسيون أكدوا بأن الولايات المتحدة ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضد مثل هذا المشروع، وسوف يسمح ذلك للفلسطينيين بالتحول بمشروعهم إلى الجمعية العامة بالأمم المتحدة المؤلفة من 193 عضوا حيث سيكشف التصويت هناك عن مدى قبول المجتمع الدولي لخطة إدارة ترامب.

ورداً على ذلك، حذرت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت الفلسطينيين من أن التعبير عن استيائهم من خطة السلام الأمريكية في المنظمة الدولية لن يؤدي إلا إلى ”تكرار ذات النهج الفاشل للعقود السبعة الماضية“.

وقالت كرافت إنه إذا كان الرد الأولي للفلسطينيين على الخطة متوقعاً "لماذا لا يأخذون هذا الاستياء ويستخدمونه بدلا من ذلك في المفاوضات"؟ مضيفة أن بلادها مستعدة لتسهيل إجراء المحادثات و"يسعدها لعب أي دور يساهم في دفع خطة السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل" محددة بأن الخطة هي ذاتها التي أعلنها ترامب يوم الثلاثاء،وليس غير ذلك.

بينما قال منصور يوم الخميس: "لا يوجد مسؤول فلسطيني واحد يمكن أن يجتمع مع مسؤولين أمريكيين بعد أن قدموا (خطة) زلزالاً تستهدف في جوهرها تدمير التطلعات الوطنية للشعب الفلسطيني. هذا غير مقبول".

وأشارت بعثة الكيان الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة إلى أنها تستعد لمساعي الفلسطينيين في سبيل تحرك في مجلس الأمن قائلة في بيان إنها :"تعمل على إفشال هذه الجهود وستقود حملة دبلوماسية منسقة مع الولايات المتحدة".

 

 

وكالات - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد