لبنان
نشوى حمّاد


أفشل طلاب الجامعة الأمريكيّة في العاصمة اللبنانيّة بيروت، محاضرة للدكتور جيف ماكماهان،  تحت عنوان "إعادة النظر في أخلاقيات الحرب"، داخل حرم الجامعة وهو دكتور محاضر وعضو اللجنة الإستشارية في الجامعة العبريّة اليهوديّة في القدس المحتلة منذ العام ٢٠١٣.

نوادي الجامعة: المقاومة الثقافية ضد الاحتلال أساسيّة

جاءت هذه الخطوة بدعوة من طلاب النادي الثقافي الفلسطيني، نادي السنديانة الحمراء، رابطة الإنعاش القومي والنادي الثقافي الجنوبي، حيث رفع الطلاب من أعضاء هذه النوادي في قاعة المحاضرة الأعلام الفلسطينيّة ولبس معظمهم الكوفيات، هاتفين باسم فلسطين وضد الاحتلال الصهيوني،  وعمدوا بعد هذه الوقفة إلى مغادرة القاعة للإعلان عن رفضهم للتطبيع مع الاحتلال بأي شكل من الأشكال.

مسؤول النادي الثقافي الفلسطيني، نضال خلف، روى لموقع "بوابة اللاجئين الفلسطينين" تفاصيل الحادثة، حيث أكّد ان الموضوع لم يعمم على التلاميذ إلا قبل أيّام قليلة من قدوم الأستاذ الجامعي المطبِّع، حيث أرسلت النوادي رسالة موحدة إلى منسق كلية الفلسفة – الكلية المسؤولة عن دعوة الدكتور ماكماهان-، يدعونه إلى إلغاء هذه المحاضرة التي تعتبر شكلاً من أشكال التطبيع الثقافي مع الاحتلال، إلا أن الكلية لم تستجب لمطالبهم، حسب ما أكّد خلف.

وأضاف: " أرسلنا أيضاً رسالة إلى  ماكماهان نقلنا له عبرها رفضنا لقدومه إلى الجامعة، ولكنّه تمنّع عن الاستجابة لطلبنا وجاء رغم رفضنا المباشر له"، وتابع قائلاً: " كان لا بد هنا التحضير لخطوة أقوى من شأنها إعلان رفضنا للتطبيع مع الاحتلال بأي شكل كان، فقمنا بهذا الوقفة داخل القاعة."

وعن درو النوادي داخل الجامعة بما يخص القضية الفلسطينيّة، قال خلف، "إن من أهم ما تسعى إليه النوادي هو محاربة أي شيء من شأنه أن يزعزع دعم القضية الفلسطينيّة، مؤكداً أنهم سيعملون على منع تكرار حوادث مماثلة في الجامعة"، مشيراً إلى أن ألتطبيع الثقافي مع الاحتلال يعتبر من أسوء أشكال التطبيع، نظراً للسموم التي يمكن أن تبثها المناهج في أذهان الطلاب، منوهاً إلى الدور الذي تلعبه الجامعة العبريّة في محاربة القضيّة الفلسطينيّة، إذ تعتبر تلك الجامعة معقلاً للفكر الصهيوني، حيث تخصص إدارة الجامعة العبريّة منحاً دراسيّة للجنود الصهاينة اللذين قاتلوا ضد الشعب الفلسطيني.

وأعرب خلف عن رفضه لتلك الأفكار التي تهدر حق الفلسطينيين في وطنهم وتبرر للاحتلال جرائمه بحق الفلسطينيين، داعياً كل الجامعات اللبنانيّة والوطنيّة إلى عدم التنازل عن دعم القضية الفلسطينيّة ورفض التطبيع 

وبحسب خلف فإن ماكماهان يدين في محاضراته كل أشكال الحروب، ويعتبر المقاومة الفلسطينيّة والعمليات الفدائيّة "إرهاباً".

  ليست المرة الأولى التي يتم فيها  تطبيق"التطبيع الأكاديمي" داخل الجامعة

بدوره، الطالب اللبناني في الدراسات العليا بالجامعة الأمريكيّة، حسين المعّلم طالب عبر موقع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إدارة الجامعة عدم استضافة أيّ ضيف إلا قبل التأكد من خلفياته السياسية وانتماءاته، من أجل عدم تكرار مثل هذه الحوادث.
وأشار المعلّم، إلى أنّه ومنذ نحو أربع سنوات استضافت الجامعة الأمريكيّة في بيروت دكتوراً عربياً كان يحاضر بمادة الحضارة الإسلاميّة في الجامعات العبريّة، حينها أيضاً تم إدانة الدكتور من خلال الطلاب ومنعه من إعطاء المحاضرة داخل الحرم الجامعي، منوهاً إلى أن طلاب الجامعة الأمريكيّة في بيروت، هم طلاب من مختلف الدول العربيّة، يحملون قضيّة وطنيّة ويرفضون التطبيع أو التعامل مع الاحتلال.

وعن المعلومات التي تم نشرها والتي تفيد بأن الدكتور ماكماهان، داعم للقضية الفلسطينيّة، قال المعلم "إن من أبرز أقوال الدكتور المطبّع الأخيرة، مقولات توصف حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينيّة "حماس" بالإرهابيّة، التي تستعمل الفلسطينيين كأدرع بشريّة لكي تقضي عليهم"، مضيفاً ان  ماكماهان كان قد اعتبر الحرب الأخيرة على غزة التي شنها جنود الاحتلال على المدنيين "حرباً دفاعيّة"، ورأى المعلّم ان هذه المواقف لا تنم إلا عن فكر صهيوني هدفه محاربة القضيّة الفلسطينيّة والفلسطينيين.

وأكّد أن التعامل مع محاضرين في الجامعات العبريّة ما هو إلا اعتراف بشكل مباشر بشريعة تلك الجامعات التي تعزز الفكر الصهيوني الاحتلالي.

"الأموال التي نتدفعها رسوماً للجامعة بهدف التعليم، نرفض أن تستعمل في أي شأن تطبيعي"، هذا ما شدد عليه المعلّم.

تفاعل كبير يعزز موقف الطلاب على مواقع التواصل الإجتماعي

شكلت هذه الحادثة تفاعلاً كبيراً على مواقع التواصل الإجتماعي، حيث نشر نشطاء فيديو للواقعة مؤكدين تضامنهم مع طلاب الجامعة ومرحبيّن بالخطوة التي وصفوها بالجريئة والواعية ضد سياسة التطبيع، خاصة في ظل الإنتهاكات التي يعاني منها الفلسطينيون داخل الأراضي المحتلة من قبل الاحتلال.

واعتبروا أن هذا النوع من الأنشطة من قبل الجامعة تقع في خانة التطبيع مع العدو الصهيوني، مما يتعارض مع القانون اللبناني ويشكل تحدياً سافراً لمشاعر اللبنانيين.

القانون اللبناني: يحظر التعامل مع أي شخص يعمل لصالح الاحتلال

يذكر أن القانون اللبناني يجرم أي شكل من أشكال التطبيع مع الاحتلال الصهيوني، ويمنع التعامل مع أي شخص يعمل داخل الأراضي المحتلة لصالح الاحتلال أو يملك هويّة تسمى "الهويّة الإسرائيليّة"، اذ جاء من نص القانون بالجريدة الرسميّة من لمادة الأولى التالي: 

مادة 1: يحظر على كل شخص طبيعي أو معنوي ان يعقد بالذات أو بالواسطة اتفاقا مع هيئات أو أشخاص مقيمين في "إسرائيل" أو منتمين إليها بجنسيتهم أو يعملون لحسابها أو لمصلحتها وذلك متى كان موضوع الإتفاق صفقة تجارية أو عمليات مالية أو أي تعامل آخر أياً كانت طبيعته.

 وتعتبر الشركات والمؤسسات الوطنية والأجنبية التي لها مصانع أو فروع تجميع أو توكيلات عامة في "إسرائيل" في حكم الهيئات والأشخاص المحظور التعامل معهم طبقاً للفقرة السابقة حسبما يقرره مجلس الوزراء بقرار ينشر في الجريدة الرسمية.





خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد