نيويورك
 

يعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الثلاثاء، اجتماعاً لمناقشة "صفقة القرن" بحضور رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس.

وقال دبلوماسيون غربيون لدى الأمم المتحدة، أمس الإثنين:إنه تم تأجيل طرح مشروع قرار بشأن "صفقة القرن" للتصويت في مجلس الأمن إلى أجل غير مسمى.

ونقلت وكالة الأناضول التركية عن مصادر لم تسمها، أن التأجيل جاء عقب اجتماع لمندوبي دول المجموعة العربية وحركة "عدم الانحياز" لدى الأمم المتحدة، بحثوا خلاله احتمال إدراج المشروع للتصويت في جلسة الثلاثاء أو تأجيل هذه الخطوة.

وأوضحت المصادر أن ضغوطاً أمريكية هائلة مورست على تونس وإندونيسيا، اللتين قدمتا المشروع، لإدخال تعديلات عليه قبل طرحه للتصويت.

وكانت تونس قد أقالت سفيرها إلى الأمم المتحدة، المنصف البعتي، بسبب "ضغوط أمريكية"، إلا أن بياناً لوزارة الخارجية التونسية صدر يوم الجمعة الماضي نفى ذلك.
 

ما هي أبرز التعديلات الأمريكية على مشروع القرار؟

وأثارت مسودة القرار الأولى المسربة، التي وزعت، الثلاثاء الماضي، على الدول الأعضاء للتشاور، غضب الجانب الأمريكي، إذ وصفت "الصفقة الأمريكية" بأنها تنتهك القانون الدولي كما الاتفاقيات الدولية وقرارات الأمم المتحدة المعتمدة لتحقيق "حل عادل وشامل ودائم للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني على حدود الرابع من حزيران للعام 1967".

وبفعل التدخل البريطاني، وعدد من الدول، أُدخل عدد من التعديلات على المسودة، تتضمن "عدم الحديث عن الصفقة الأمريكية، والاكتفاء بالحديث عن الصفقة التي أعلن عنها، في 28 من يناير/ كانون الثاني".

كما تم تغيير كلمة "انتهاك" قرارات الأمم المتحدة واستبدالها بكلمة "خروج" عن قرارات الأمم المتحدة، إضافة لعدد من التعديلات.

أما التعديلات والإضافات التي أرسلها الطرف الأميركي فيمكن تلخيصها بأنها تنسف مشروع القرار بشكل كامل، حيث تشطب عدداً من الأمور بينها "إعادة تأكيد" المسودة على قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة.

وطلبت واشنطن حذف كل الإشارات الواردة في المسودة إلى "المرجعيات الدولية"، وكذلك أية فقرات متعلقة بضم "إسرائيل" لأراضٍ في الضفة الغربية، مع تضمين المشروع فقرة تتحدث عن "الترحيب بالخطة الأمريكية للسلام بالشرق الأوسط".

كما تشطب التعديلات الأمريكية أي حديث يتعلق بـ "إقامة حل الدولتين على أساس حدود الرابع من حزيران للعام 1967"، وبدلاً منها "التذكير بخطوط عام 1967 دون المساس بنتيجة المفاوضات"، إلى جانب جميع الفقرات التي تتحدث عن ضرورة احترام وحدة الأراضي المحتلة وتكاملها والسيادة عليها، بما في ذلك شرقي القدس المحتلة والقانون الدولي.

 

مشروع القرار المعدل.. بين الترحيب والرفض

وبفعل التعديلات الأمريكية، رفض كل من الفلسطينيين وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الإفريقي ودول عديدة، بينها تركيا، تلك الخطة، كونها "لا تلبي الحد الأدنى من حقوق وتطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة، وتخالف مرجعيات عملية السلام".

وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، إنه لم يتم سحب المشروع، وهو "لا يزال قيد التداول، وعندما تنتهي المشاورات، ونضمن الصيغة التي قدمناها دون انتقاص أو تغيير لثوابتنا، سيتم عرضه للتصويت".

ونقلت قناة "13" العبرية عن مسؤولين إسرائيليين أن "واشنطن طلبت تعديل صيغة مشروع القرار بشكل حوله بالفعل من إدانة خطة ترامب إلى بيان إيجابي بشأنها".

وأشارت إلى أن بريطانيا وألمانيا طلبتا التفاوض بشأن التعديلات الأمريكية المطلوبة، مرجحة التصويت على مشروع القرار في وقت لاحق من الأسبوع الجاري.

في المقابل، قال مندوب الاحتلال لدى الأمم المتحدة، داني دانون، إن جلسة اليوم "لن تشهد طرح أية قرارات تدين إسرائيل"، معرباً عن شكره لـ "ألدول التي ساعدت في عرقلة التصويت".
 

عباس في نيويورك.. فما هو مشروعه؟

وقالت الخارجية الفلسطينية، في بيان، إن عباس "يتوجه لمجلس الأمن ليطرح مجدداً رؤيته التي تقوم بالأساس على رعاية دولية متعددة الأطراف للمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".

ويذهب عباس إلى نيويورك في ظل غياب تام لأي استراتيجية واضحة المعالم لمجابهة "صفقة القرن"، خصوصاً وأن التنسيق الأمني مع الاحتلال لا يزال كسابق عهده، كما أنه لا توجد أي خطوات جدية في سبيل إنهاء الانقسام الداخلي.

وسيحضر الجلسة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، برئاسة وزير الخارجية البلجيكي، فيليب غوفين، الذي ترأس بلاده مجلس الأمن الدولي للشهر الحالي

وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في 28 كانون الثاني/يناير الماضي، خطة تتضمن إقامة "دولة فلسطينية" في صورة "أرخبيل" تربطه جسور وأنفاق، وعاصمتها "في أجزاء من القدس الشرقية"، مع جعل مدينة القدس المحتلة عاصمة مزعومة للاحتلال الإسرائيلي.

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد