فلسطينيو العراق

فلسطينيو العراق بين الانتهاكات والتهجير

الجمعة 19 اغسطس 2016
فلسطينيو العراق على الحدود العراقية الاردنية
فلسطينيو العراق على الحدود العراقية الاردنية


خاص - بوابة اللاجئين

يرجع تاريخ تواجد الفلسطينيين في العراق إلى العام 1948 عقب النكبة حيث كانت موجة الهجرة الأولى، فيما كانت الموجة الثانية بعد نكسة حزيران عام 1967، أما الأخيرة فكانت نتيجة لحرب الخليج الثانية عام 1991، وبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين في العراق منذ عام 1948 إلى العام 2003 (34،000) نسمة تقريبا حسب احصائيات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا".

فلسطينيو العراق والغزو الأمريكي

أما الآن ووفق إحصائيات غير رسمية فإن نحو (5000) فقط من مجموع تعداد فلسطينيي العراق يعيشون فيه حاليا، بعد حالات التهجير القسري والاعتقال والقتل التي شهدوها، حيث بدأت معاناتهم تزداد إبان الغزو الأمريكي للعراق في العام 2003،  ففي نيسان من العام نفسه تعرضت (344) أسرة فلسطينية في بغداد للطرد أو لمغادرة منازلها قسراً.

وجاءت هذه الانتهاكات بحق الفلسطينيين المتواجدين في العراق بحجة أنهم من أنصار الرئيس الراحل "صدام حسين"، لذلك تم وضع عدة قيود على اللاجئين الفلسطينيين كعقاب لهم، وواجهوا عقوبات مختلفة، إضافة إلى إدخالهم في أتون الصراعات الطائفية.

وفي 23 من شهر آيار الماضي صرح السفير الفلسطيني في العراق "أحمد عقل" خلال حديثه لصحيفة "فلسطين"، بأن (300) لاجئ فلسطيني مقيم في العراق قتلوا منذ الغزو الأمريكي لبغداد في عام 2003 وحتى عام 2016، على يد جماعات مسلحة.

وأشار السفير خلال حديثه إلى الحالة المعيشية التي يمر بها الغالبية العظمى من فلسطينيي العراق، حيث تعاني من ضائقات مالية، كما أن بعض الضباط الأمنيين يعدون كل فلسطيني مشروع "إرهابي"، ويلصقون التهم بالشباب الفلسطيني دون وجه حق، كما أنهم واجهوا ابتزازا من قبل ممثلي بعض العشائر الذين يستغلون الظروف الأمنية الصعبة في بلادهم، بتهديد الفلسطينيين، وغلق محالهم التجارية، والشقق التي يعيشون فيها.

فلسطينيو العراق والحكومة العراقية

ازدادت مأساة اللاجئين الفلسطينيين في العراق بعد موجة العنف التي تصاعدت في بدايات 2012، وقد نشر "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" في 7/7/2012 تقريرا حول أوضاع فلسطينيي العراق ووثق التقرير (82) حالة إعتداء تعرض لها اللاجئون في الأشهر الخمس الأولى من عام 2012، تنوعت ما بين اقتحام للبيوت (44)، والخطف والإعتقال بدون تهمة (27)، والقتل المسبوق بالتعذيب الشديد، واتهم التقرير وزارة الداخلية العراقية بمفاقمة الأمور من خلال تقليصها لتصاريح الإقامة الممنوحة للاجئين من ثلاثة أشهر إلى شهر.

وأمام هذا الوضع الكارثي لم تقم الحكومة العراقية بتحريك ساكن، على الرغم من تدهور الحالة المعيشية والإنسانية للاجئين الفلسطينيين، كما أن السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير لم يولوا اللاجئين الفلسطينيين في العراق أي أهمية في ظل ما يمرون به من اعتداءات وانتهاكات.

فلسطينيو العراق والأونروا

لا تكترث وكالة الأونروا لظروف اللاجئيين الفلسطينيين في العراق، ويرجع سبب ذلك إلى نقص الخدمات التي تقدمها لهم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" من حيث توفير الحماية لهم وتلبية متطلباتهم المعيشية، وفي إشارة إلى تدهور الحالة المعيشية لفلسطيني العراق، نشرت قناة الجزيرة تقرير خطير في شهر أيار 2016، يتحدث عن عدد من اللاجئين الفلسطينيين في "مخيم بحركة" في أربيل وهم يبيعون كلاهم من أجل أن يجدوا ما يسد رمقهم وما يطعمون به أطفالهم، وحدث ذلك تحت علم "المفوضية السامية لشؤون اللاجئين" التي اكتفت بدورها في الامتعاض والقلق!. وكان اللاجئين الفلسطينيون في العراق انتقدوا المفوضية عدة مرات في أنها لا تهتم بمشاكلهم التي وصفوها بـ"المستعصية".

فلسطينيو العراق و"داعش"

لم يَسلَم فلسطينيو العراق من بطش "داعش" الإرهابي الذي عاث فسادا في محافظات وقرى العراق، إذ ما يقارب "ألف لاجئ فلسطيني من العراق، نزحوا من مناطقهم بسبب اشتداد المعارك بعد دخول عناصر التنظيم إلى الأنبار منتصف 2014 ولجؤوا إلى تركيا و الأردن، وباقي المدن العراقية الشمالية"، وذلك بحسب ما أكده "عمر الشبلي" الموظف في منظمة الهجرة العالمية لوكالة ARA News في الثالث من الشهر الخامس عام 2015، وأضاف "الشبلي": " تنظيم الدولة الإسلامية في العراق أبلغ حاليا 17 عائلة فلسطينية وأفرادهم الـ 75 على مغادرة بيوتهم في مدينة الأنبار، حيث نزحوا إلى مدينة كركوك في إقليم كردستان العراق".

ورغم أن فلسطينيي العراق قاموا باعتصامات دورية أمام مفوضية شؤون اللاجئين في بغداد وناشدوا سفارة فلسطين، من أجل إيجاد حل لمن بقي منهم، بعد حملات القتل والخطف والتهجير التي طالتهم، بيد أنهم لم يحظوا باهتمام أحد، وبقي صوتهم غير مسموع، إضافة إلى أنهم لم ينالوا الاهتمام الإعلامي لنقل واقعهم المقيت.

خاص بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد