بيروت - خاص

 

اعتصم مئات اللاجئين الفلسطينيين، وغالبيتهم من فلسطينيي سوريا في لبنان، صباح اليوم الثلاثاء، أمام السفارة الكندية في منطقة جل الديب ببيروت، لمطالبة السلطات الكنديّة بمنحهم حق اللجوء الإنساني، نظراً لتردّي أوضاعهم المعيشيّة والقانونية في لبنان.

وتحت يافطة حملت شعار "لا للظلم.. لا للحرمان.. اللجوء الإنساني لا يُلغي فلسطين"، تجمّع المئات منذ ساعات الصباح أمام السفارة الكندية، بدعوة وتنظيم من قبل "الهيئة الشبابية لفلسطينيي سوريا"، قادمين من مختلف أماكن تجمّعهم لا سيما من مخيّمات جنوب لبنان، حيث تعيش الكتلة الأكبر من اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا.

 


 

وحول أسباب ودوافع الاعتصام، قال المنسّق العام للهيئة الشبابية معاوية أبو حميدة: إنّ المشكلات والمعاناة التي يعيشها الفلسطينيون بشكل عام، وفلسطينيون سوريا بشكل خاص، لاسيما خلال الأعوام السبعة المنصرمة، هي الدافع الأبرز لهم للاعتصام من أجل إيجاد خلاص من معاناتهم.

وأوضح في حديث لـ بوابة اللاجئين الفلسطينيين، إنّ اللاجئ الفلسطيني السوري قصد في لجوئه الثاني مخيّمات لبنان، التي تحوّلت إلى تجمّعات مكتظّة، يعاني فيها من الفقر والبطالة والحرمان بالإضافة لصعوبة التنقّل عبر وثيقة السفر التي يحملها.
 

تحرك لا يلغي حق العودة

وأكدّ أبو حميدة أنّ "المعتصمين والداعين إلى الاعتصام لا يتبعون لأي أجندة أو جهة سياسية وأنّ تحركهم لا يخدم أيًا من المشاريع أو الصفقات ولا يحق لأحد أياً كانت صفته التشكيك به"،  مشيراً إلى أنّ هذا التحرّك "لا يدعو إلى التنازل عن حق العودة إنما هو مطلب إنساني وشعبي بحت يهدف إلى تخفيف المعاناة والألم الذي رافق الفلسطينيين خلال واحد وسبعين عاماً من الشتات، كما يهدف إلى إيجاد أرض قادرة على حملهم وعائلاتهم دون تضييق أو قهر حتى حل قضيتهم بالعودة إلى فلسطين".

وألقت خلال الاعتصام الناشطة، حنان فاعور، كلمة باللغة الانجليزية باسم المعتصمين، شرحت فيها أوضاع اللاجئين الفلسطينيين بشكل عام ومعاناتهم، لممثلة السفارة الكندية، مطالبة إياها بمساعدة اللاجئين الفلسطينيين باللجوء الإنساني إلى كندا.

وبدورها، ردّت ممثلة السفارة الكندية في بيروت، على المعتصمين  بكلمة عبرت فيها عن تعاطفها الكبير مع معاناة الشعب الفلسطيني، واعدة إياهم برفع طلبهم إلى الحكومة الكندية لدراسته والرد عليه.

وفي ختام الاعتصام، سلمت الهيئة الشبابية لفلسطينيي سوريا، كتاباً رسمياً لممثلة السفارة الكندية في لبنان، شرحت فيه أوضاع اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا إلى لبنان، ومطالبة باللجوء الإنساني لهم في كندا.

ويعيش نحو 29 ألف لاجئ فلسطيني مهجّر من سوريا في لبنان، ظروفاً اقتصاديّة واجتماعيّة وقانونية شديدة الصعوبة، تصنّفهم من ضمن الأكثر تهميشاً وضعفاً من بين مجتمعات اللاجئين في العالم، حيث يعيش 90% منهم تحت خط الفقر، في حين يعاني 57% منهم من البطالة، وذلك وفق أرقام نشرتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في تقرير النداء الطارئ لعام 2019.

خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد