فلسطينيو سوريا في البقاع اللبناني: البرد يهدد حياة أطفالنا وأرواحهم برسم " الأونروا"

الجمعة 14 ديسمبر 2018
من احد اعتصامات فلسطينيي سوريا في البقاع أمام " الأونورا" .."انترنت"
من احد اعتصامات فلسطينيي سوريا في البقاع أمام " الأونورا" .."انترنت"

لبنان
الوليد يحيى 

أطلقت عائلات فلسطينية مهجّرة من سوريا في البقاع اللبناني، مناشدات ونداءات تحذيريّة في آن، لكل من وكالة " الأونروا" والجهات الرسمية الفلسطينية، وكافة المنظمات الحقوقيّة والإنسانية تحذّرهم من تداعيات البرد الشديد في ظل انعدام وسائل التدفئة وغياب معونات الشتاء، على أطفالهم ومسنيهم بالأخص، واضعين أرواح ذويهم برسم " الأونروا" بالدرجة الاولى.

نداءات، استهلّ  بها حديثهم، مهجّرون فلسطينيون تواصل معهم موقع  " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في منطقة بر الياس في منطقة البقاع، وصفوا واقع حالهم بالمرير، جرّاء موجة البرد القارس التي تسجّل معدلات عالية سنوياً في منطقة البقاع، وفاقم من آثارها عليهم تأخر معونات الشتاء التي تصرفها الوكالة سنويّاً.

وتعيش في مناطق البقاع، نحو 950 أسرة فلسطينية مهجّرة من مخيّمات سوريا، يتركّز معظمهم بلدات بر الياس وعنجر وسعد نايل وسواها من بلدات البقاع اللبناني.

أبو سامر، وهو لاجئ فلسطيني هُجّر من مخيّم اليرموك مع عائلته المكونة من زوجة و3 أبناء أكبرهم بسن السادسة عشرة، قال لـ"بوابة اللاجئين" إنّ أحد أبنائه يعاني من إسهال حاد ورجفان منذ 4 أيّام، ولا يستجيب للأدوية، وذلك بسبب "بؤس المنزل غير المجهّز الذي نعيش فيه والذي يفتقر حتّى للسجاد، ونقص في الفراش ووسائل التدفئة" حسب قوله.

وأضاف أبو سامر، واصفاً المنزل الذي يسكنه والمكّون من غرفتين ومنافعهم، بأنّه قديم و رطب الجدران، ومجهّز بأثاث متهالك حصلوا عليه من تبرعات وجمعيات، ولا تفترش أرضيّته سوى حُصر مصنوعة من النايلون، وبضع فرشات وبطانيّات، الأمر الذي يجعل تدفئته تتطلب تشغيلاً مستمّراً لمدفأة المازوت معظم ساعات اليوم، وهو ما قد يستهلك 20 لتراً من المازوت يوميّاً.

وحول القدرة على شراء المحروقات، تعتمد عائلة أبو سامر على المعونة الشتوية التي تصرفها " الأونروا" سنويّاً، حيث صرفت الوكالة في العام 2017 الفائت، 350 دولار أمريكي لكل عائلة، وهو مبلغ لا يكفي لتغطية مصاريف تأمين مازوت التدفئة وفق ما يجمع اللاجئون، لكنّ " بحصة بتسند جرّة" وفق ما يقول أبو سامر، الذي لم يقبض المعونة حتى اللحظة.

إهمال " الأونروا" يدفع ثمنه اللاجئون

أبو أحمد، لاجئ فلسطيني سوريّ آخر في البقاع، تساءل عن سبب إهمال " الأونروا" للمهجّرين، وتأخير صرف المعونات الشتويّة، وطالب الوكالة بتفسير الأمر الذي لم يستوعبه حتّى الآن، على حد قوله.

فمنذ نحو أسبوع، ذهب أبو أحمد لمراجعة " الأونروا" في مقرّها الكائن ببلدة تعلبايا، للإستفسار عن موعد المعونة، ليقولوا له أنّ صرفها ينتظر إتمام الإحصاء، و يقول أبو أحمد مستهجناً " قبل شهر أتوا إلى منزلي وأجروا المعاينة السنوية الروتينية، للتأكد من وجودنا وحالنا، وهل سننتظر حلول الصيف لنأخذ المعونة الشتوية؟".

وأضاف أبو أحمد، أنّ أحد أقربائه لم يشمله الإحصاء بعد، وأعطوه موعداً حتّى نهاية شهر كانون الأوّل/ ديسمبر، وأخبروه أنّ صرف المعونات مرهون بإتمام إحصاء آخر فرد من اللاجئين الفلسطينيين في المنطقة، وهذا يعني المزيد من الانتظار الطويل.

ووجّه أبو أحمد عبر موقع " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أسئلة للوكالة مفادها :" لماذا تعقّدّون الإجراءات التي تتعلّق بحياة الناس ومعيشتهم؟ و لماذا لا تصرفون المعونات للأسر التي جرى إحصاؤها بشكل أوّلي وتدريجي؟ ولماذا على الناس أن يدفعوا ثمن تأخرّكم وإهمالكم وتباطؤكم في عمليّة الإحصاء؟".

احتجاجات.. و محاولات للمقاومة

في ظل هكذا واقع، لا يجد اللاجئون سوى الاحتجاج لدى وكالة " الأونروا" علّها تستجيب لمطالبهم وتنظر بحالهم، فلم يكل اللاجئون من المخيمات السورية إلى البقاع عن مواصلة اعتصاماتهم أمام مقر الوكالة في تعلبايا، وكان آخره أمس الخميس 13 كانون الأوّل/ ديسمبر الجاري، حيث دخل الأهالي إلى المقر وتجمّعوا أمام المدفأة المشتعلة بداخله، علّ المسؤولين يدركون كمّ  حاجة المهجّرين وأطفالهم إلى الدفء.

أمّا في منازلهم، يلملم اللاجئون ما يتيسّر التقاطه من أخشاب وحطب وأوراق وبلاستيك، يمكن حرقه داخل مدافئهم، لينال أطفالهم بعض الدفء، في محاولة لمقاومة البرد، في حين يبذل اللاجئون المهجّرون كل طاقاتهم، لمقاومة فقر المعيشة، وتحديّات الحصول على الطبابة والتعليم وسواها من أساسيّات، تكاد تكون شبه معدومة.

 

 

خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد