سوريا

أطلقت مجموعة من الفلسطينيين المهجّرين في الشمال السوري، مبادرة لتشكيل " لجنة تمثيليّة" للمهجّرين الفلسطينيين إلى مناطق الشمال، وعُقد كتجسيد للمبادرة في مدينة إدلب يوم الخميس 15 تشرين الثاني/ نوفمبر، المؤتمر التأسيسي الأوّل لما أسموه " الملتقى الفلسطيني الأوّل لفلسطينيي سوريا في الشمال السوري". 

وأفادت مصادر لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في الشمال السوري، أنّ لجنة مكوّنة من 9 أشخاص من الفلسطينيين المهجّرين من مخيمات خان الشيح واليرموك وسواها، ويقطنون في إدلب، انبثقت مبدئيّاً عن المؤتمر، على أن تُضاف  خمسة مقاعد أخرى لتمثيل اللاجئين المهجّرين في مخيّمي أعزاز ودير بلّوط.

بين الرفض والحذر 
وخلال زيارة قام بها وفد من الملتقى إلى مخيّمي أعزاز و دير بلّوط، عبّر غالبيّة اللاجئين من سكّان المخيمين عن رفضهم التجاوب مع هذه المبادرة، نظراً لتبعيّة أعضاء اللجنة إن  كان من حيث الإنتماء أو الولاء،  لفصيل " هيئة تحرير الشام _ النصرة سابقاً"، والذي لا يماثل من حيث تكوينه الفكري والسياسي، الهوى الفلسطيني العام للاجئين الفلسطينيين، كما أنّه محط إثارة جدل بين عموم أبناء الشمال السوري ومهجّريه من سوريين وفلسطينيين.

مصادر موقع "بوابة اللاجئين" في الشمال السوري، أوضحت أنّ لقاءات عدّة عقدتها اللجنة مع ناشطين ووجهاء في المخيّمين المذكورين، لم تُفضِ إلى توافق حول تمثيل اللجنة للاجئين الفلسطينيين المهجّرين، في حين عبّر كثيرون عن مخاوفهم، من مغبّة جرّ اللاجئين إلى خيارات بعض الجهات التي تشكّل عامل خلاف في المنطقة، كما انتشرت تحذيرات من إمكانيّة فرض خيارات على اللاجئين الفلسطينيين، قد تشكّل تهديداً على وجودهم في مناطق الشمال في حال جرى تكريس تمثيل سياسي يحشرهم في إطار " هيئة تحرير الشام" أو سواها من الفصائل السياسية.

تحذيرات من استمرار غياب التمثيل الرسمي والفصائلي الفلسطيني 
وشكّلت مخرجات " المؤتمر التأسيسي الأوّل" عاملاً من عوامل الجدل القائم حول اللجنة في صفوف اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين، بين ما احتوته من بنود سياسية وإغاثيّة، وسط تأكيد على ضرورة الوقوف عند المطالب المعيشيّة والإغاثيّة العاجلة، خصوصاً لسكّان المخيّمات، كإزالة الخيام واستبدالها بسكن لائق، وتوفير التعليم والطبابة للمهجّرين قسراً، وتأمين فرص عمل، وحفظ الهوية الوطنية الفلسطينية، وأسس القضيّة بالتأكيد المستمر على حق عودة اللاجئين إلى وطنهم فلسطين.
ورغم الإجماع في صفوف اللاجئين المهجّرين، على ضرورة ولادة لجنة موحدة تمثّل اللاجئين الفلسطينيين وتعبّر عن مطالبهم، إلّا أنّ كثيرين يضعون ذلك، ضمن مهام الجهات التمثيليّة الرسمية للشعب الفلسطيني، وليس لتنظيم " هيئة تحرير الشام" وسواه، إن كان سياسيّاً كمنظمة التحرير الفلسطينية، أو الجهات العاملة في الشأن الفلسطيني بالمناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، كالهيئة العامة للاجئين في الحكومة السوريّة المؤقتّة، أو إغاثيّاً، كوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الأونروا" التي توالت الانتقادات تجاهها، بسبب تنصّلها من مهامها الطبيعية، وهي إغاثة اللاجئين وتوفير الخدمات التعليمية والصحيّة، وإرفادهم بالمساعدات الماليّة، خصوصاً أنّهم مازالوا ضمن الأراضي السوريّة وهي أحد أقاليم عمل الوكالة الخمسة.

ويسكن في الشمال السوري، اكثر من 1600 عائلة فلسطينية، هجّروا قسراً من مخيّمات خان الشيح واليرموك ومناطق جنوب دمشق  وحندرات وسواها، يتوزّع معظمهم في مخيّمات التهجير " دير بلّوط - أعزاز" كما يقطن البعض الآخر في إدلب وريفها، وسط ظروف معيشيّة قاسيّة وتزداد سوءاً في كافة المناحي المعيشيّة والصحيّة والتعليميّة، واستمرار تجاهل وكالة " الأونروا" والجهات الرسميّة الفلسطينية لمعاناتهم.
خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد