غزة - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
خاص

بدأت تتبلور فكرة التوجّه بقوارب نسائية لكسر الحصار عن قطاع غزة خلال عام 2015، فحظي بدعم مجموعة من المنظمات النسائية في مختلف أنحاء العالم مثل "تحالف النساء للسلام"، "منتدى دي بوليتيكا فمينيستا" في اسبانيا، "الجبهة النسائية" في النرويج، "تنسيقية التضامن مع فلسطين" في المكسيك، "نساء من أجل السلام" في أمريكا، بالإضافة إلى مركز شؤون المرأة في قطاع غزة وغيرها من المنظمات الدولية.

خلال آذار من العام 2016، عاد إلى الواجهة الحديث عن قافلة نسائية لكسر الحصار، في إعلان التحالف الدولي لأسطول الحرية" عن مبادرة "قارب النساء إلى غزة" وهو القائم على تمويله، واختار الإعلان عنه في اليوم العالمي للمرأة، حيث قرّرت ناشطات من جنسيات أجنبية وعربية الإبحار إلى قطاع غزة بقوارب تقود دفّتها نساء من كل أنحاء العالم للتضامن مع المرأة الفلسطينية.

وتم الإعلان عن خط سير السفينتين "أمل" و"زيتونة" حيث تنطلق من ميناء برشلونة الاسباني متجهةً إلى المياه الإقليمية لقطاع غزة، عبر ميناء اجاكسيو (كوسيكا، فرنسا)، في 17 أيلول، تأخرت سفينتي "أمل" و"زيتونة"، بسبب عطل فني أصاب الأولى وملاحقة خفر السواحل الاسباني للثانية.

وقال زاهر بيراوي، رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، أن سفينة أمل المتجهة مع سفينة زيتونة لكسر الحصار عن غزة، اضطرت للعودة إلى مدينة برشلونة لمحاولة إصلاحها بعد تعرّضها لعطل فني مفاجئ، وسفينة الزيتونة لاحقها خفر السواحل الاسباني، ما أدى إلى تأخيرها بعضاً من الوقت قبل تمكّنها من معاودة الإبحار.

وأوضح عضو الهيئة العليا المشرفة على مشروع السفن النسائية، أنه تم إجراء بعض الترتيبات الاحتياطية وتغييرات بسيطة في خطتها لتقليل تأثير ذلك على برنامج الحملة النسوية لكسر الحصار عن غزة.

وأبحرت السفينتان من ميناء برشلونة في اسبانيا، محملتان بـ 30 متضامنة دولية، في محاولة لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 10 أعوام.

المشاركين

يشارك على رأس القافلة عدد من النساء الناشطات في العمل السياسي والحقوقي والإعلامي، ومنهن مالين بيورك عضو البرلمان الأوروبي من السويد واَن رايت عقيدة متقاعدة في الجيش الأمريكي ودبلوماسية سابقة استقالت من منصبها عام 2003 معارضةً لغزو العراق، وفوزية موده حسن وهي طبيبة ماليزية شاركت في العديد من المهمات الإنسانية بالتعاون مع جمعية الإغاثة الطبية الماليزية ممثلة لأميال من الابتسامات،  وعضو البرلمان الجزائري سميرة ضوايفة ممثلة للجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، ونساء أخريات من تونس والجزائر والسودان والأردن.

لماذا المرأة؟

أطلقت المشاركات على المبادرة تسمية "قارب النساء إلى غزة"، لأن كل من على متن القارب بما في ذلك الطاقم، من النساء، لاعتقاد المشاركين أنه لا بد من تسليط الضوء على الدور الحيوي الذي تلعبه النساء الفلسطينيات ليس فقط في حركة المقاومة، ولكن في ضمان بقاء واستمرارية الشعب الفلسطيني ككل، وأكد المشاركون أنهم عازمون على رفع مستوى الوعي بشأن صراع النساء في غزة، والضفة الغربية المحتلة وداخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، وفي الشتات، ضد الاحتلال على مدى التاريخ.

وحول أهمية تسليط الضوء على معاناة النساء أكثر في غزة وفلسطين والعالم بشكلٍ عام، يعتبر الفريق العامل في المبادرة أنه "على الرغم من وجود العديد من إصدارات الحركة النسوية، يمكننا أن نتفق جميعاً مع نقطة أنجيلا ديفيس: النسوية هي الفكرة الراديكالية بأن المرأة هي الناس."

مضيفين على موقع مبادرة القارب النسائي "مثل أغلب الناس نحن ندرك الحاجة إلى جعل عالمنا أكثر عدلاً ومساواة، النساء في غزة غالباً ما يشغلن دور الرعاية وضمان استمرارية العيش، وتشاركن بفاعلية في تنمية المجتمع وبناء الأمة، ومن المهم جعل أصواتهن مسموعة، خاصة خلال فترات الظلم الشديد."

ويرى المشاركون أنه على الرغم من أهمية دور المرأة الفلسطينية، يبقى دور منظمات المرأة غير مرئي تقريباً.

ومشاركة النساء في فلسطين في جميع القطاعات الاجتماعية وكافة أشكال المقاومة، شكّلت حافزاً لدى المشاركين في هذه المبادرة، فتشارك هذه النساء في جميع القطاعات الاجتماعية وكافة أشكال المقاومة، ويدافعن عن حقوقهن وحقوق أطفالهن ومجتمعاتهم المحلية بشجاعة وتصميم.

واعتبروا أن تمكين المرأة ودعمها يرتبط بالنضال العام للشعب الفلسطيني ضد الاحتلال، وعلى وجه الخصوص في الحاجة الماسة لرفع الحصار.

فالعائلة الفلسطينية تشجّع أطفالها على الذهاب إلى المدرسة على الرغم من وجود نقاط التفتيش "الإسرائيلية" والمضايقات المستمرة.

وخلال موسم قطف الزيتون والمظاهرات الشعبية تتحدّى هذه العائلات الجنود والمستوطنين، والنساء والرجال في غزة يكابدون الحصار الصهيوني اللاإنساني ويستمرون رغم كل الصعاب لت لتربية أطفالهم والتغلب على الحواجز.

المخاطر

أكدت المتحدثة الرسمية باسم مشروع القارب النسائي لورا أوروا، أنه على الرغم من المخاطر التي واجهتها في سفينة مرمرة الأولى والموت الذي شهدته بنفسها لحظة انقضاض قوات الاحتلال على الأسطول صيف عام 2010، إلا أن تلك التجربة زادتها إصراراً على العودة مجدداً إلى غزة.

ويعتبر المشاركون أنه كلما تم تحدّي الإجراءات غير القانونية لقوات الاحتلال، فإن المخاطر دائماً حاضرة، والقاطنون في غزة يعيشون الخطر كل يوم.

وأكّد المشاركون أنه لن يكون لديهم أسلحة وسيتم تفتيش السفن قبل الإبحار، ومع ذلك فإن قوات الاحتلال لديها سجل بمعاملة الركاب على متن القوارب المتجهة إلى غزة، بالقوة العنيفة، والمشاركين يعلمون ذلك، ويقبلون بذلك، فكل البعثات السابقة انتهت بحجز كل قواربها وإلقاء القبض على المشاركين وإبقائهم في السجن قبل أن يتم ترحيل الأجانب منهم ومنعهم من دخول فلسطين المحتلة في المستقبل.

ولفتت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، خلال الأيام الماضية، الانتباه إلى التصريحات التي أوردتها صحيفة "معاريف" العبرية، ومفادها أن وزارة خارجية الاحتلال بذلت كل ما في وسعها للتعامل مع موضوع السفن النسائية لكسر الحصار، بحيث تقلل الضجة الإعلامية التي ترافقها، وكذلك لضمان عدم الخسارة الدبلوماسية، في إشارة لاحتمال تعرّض علاقة الاحتلال مع بعض الدول الأوروبية للخلل كارتداد لتداعيات التعامل مع الأسطول النسوي.

خاص بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد