كيري يعرض موقف إدارة أوباما حول سبل تسوية الصراع "الفلسطيني-الإسرائيلي"

الخميس 29 ديسمبر 2016
كيري يعرض موقف إدارة أوباما حول سبل تسوية الصراع "الفلسطيني-الإسرائيلي"
كيري يعرض موقف إدارة أوباما حول سبل تسوية الصراع "الفلسطيني-الإسرائيلي"

الولايات المتحدة - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

عقد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مؤتمراً صحفياً الأربعاء 28 كانون الأول، لإلقاء خطابه الخاص بالشرق الأوسط، والذي عرض فيه موقف إدارة باراك أوباما من السبل الكفيلة بتسوية الصراع "الفلسطيني-الإسرائيلي" على أساس حل الدولتين، وذلك بعد أيام من امتناع الولايات المتحدة عن عرقلة صدور قرار عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة طالب الكيان الصهيوني بوضع حد لعمليات الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

في خطابه، يقول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري "عندما تحتفل إسرائيل بعيدها السبعين، سيحيي الفلسطينيون ما يسموه النكبة"، محذراً من أن حل الدولتين بات في خطر جدّي، قائلاً "إن استمرار الوضع الراهن في الشرق الأوسط يؤدي إلى احتلال دائم"، والوقائع على الأرض من عنف وتوسع استيطاني تدمّر آفاق السلام، ما يفتح مجال حل الدولة الذي يخشاه كثيرون، وطرح تساؤلاً فيما لو أصبح الاحتلال دائماً فمن الممكن أن تُحل السلطة الفلسطينية "من سيدير الوضع هناك؟"، مشيراً إلى أن حل الصراع ما زال ممكناً.

موضحاً أن رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يؤيد علناً قيام الدولتين، لكن ائتلاف حكومته يتسم بالتطرف ولديه أجندة عكس ذلك، وحكومته عززت من سيطرتها على الضفة المحتلة بالمستوطنات منذ عام 2009، أي منذ تولّي إدارة أوباما السلطة في الولايات المتحدة، وقادة المستوطنات يسعون لشرعنة البؤر الاستيطانية. كما استعرض كيري أرقاماً تظهر الزيادة في عدد المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيراً إلى أن وتيرة الاستيطان زادت بشكل كبير في الأراضي المحتلة، حتى قرب الحدود الأردنية، وهذا يبعث رسالة سيئة للفلسطينيين.

واعتبر كيري أن "ما يحدث على الأرض ليس في مصلحة أحد، الفلسطينيين والإسرائيليين والمنطقة ككل"، قائلاً: "زرت الضفة الغربية والتقيت بالفلسطينيين الذين يعانون بسبب الاحتلال والحواجز". وطالب كيري خلال خطابه بتسهيل حرية الحركة من وإلى غزة دون أن يمس ذلك بأمن دولة الاحتلال.

وفي دفاعه عن موقف بلاده في مجلس الأمن بشأن القرار الذي يدين الاستيطان في 23 كانون الأول الجاري، قال: "إن امتناعنا عن التصويت في الأمم المتحدة بخصوص الاستيطان كان متطابقاً مع مبادئنا."

"على الأصدقاء إخبار بعضهم البعض بالحقائق المرة، ولا يمكننا الدفاع عن إسرائيل إذا سمحنا بتدمير حل الدولتين، فتصويت الأمم المتحدة كان لضمان استمرار هذا الحل"، يقول كيري، ويضيف: "الولايات المتحدة فخورة بالصوت الذي أدلينا به، لأننا ندافع عن إسرائيل."

مذكّراً "الإسرائيليين" الذين ينتقدون إدارة أوباما منذ ذلك الحين، بأن الولايات المتحدة لم تعمل لصالح أمن "إسرائيل" مثلما عملت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في كل محفل ومناسبة حتى خلال الأزمة الاقتصادية للولايات المتحدة، بالإضافة إلى الدعم العسكري والقبة الحديدية ودعم الكيان الصهيوني في الحرب على غزة، موضحاً أن الكيان الصهيوني يحصل على أكثر من نصف الدعم العسكري الخارجي.

ويقول كيري: "نفهم أن بعض المستوطنات في الحل النهائي ستكون جزء من إسرائيل، لنكن واضحين ليس لأمن اسرائيل، وفي بعض الأحيان كان عبئاً عليها"، معتبراً أن المستوطنات ستزيد الحاجة إلى ضغط دولي، وأكد أن استمرار الاستيطان هو الذي أدى إلى تصويت الأمم المتحدة، وأن ما يعزل دولة الاحتلال ليس تصويت الأمم المتحدة، وإنما سياستها بمواصلة الاستيطان. مؤكداً أن الإدارة الأمريكية ستبذل قصارى جهدها لحل النزاع، وهو ما اعتبره ضماناً لمصالح الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن تحديد السياسات بشأن المستوطنات والقدس المحتلة وحل الدولتين يعود إلى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.

وأكد كيري على وجوب توقّف العنف، والتنديد بالقيادة الفلسطينية لعدم شجبها أعمال العنف، في إشارة إلى العمليات الفدائية التي ينفذها فلسطينيون ضد جنود الاحتلال والمستوطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

فيما اتهم حركة حماس باستمرارها في حفر الأنفاق التي قال: إنها تهدد أمن الكيان الصهيوني، واعتبرها ومجموعات أخرى مسؤولة عن العنف الذي يحدث بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين"، وأنها "مستعدة لقتل الأبرياء في إسرائيل وتعريض الناس في غزة للخطر لتحقيق أجندتها"، ويقول إن سكان غزة بحاجة إلى المساعدات الملحّة، وعلى الرغم من ذلك تستمر حماس في تسليح نفسها وحفر الأنفاق.

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد