فلسطين المحتلة - وكالات

 

يخشى حاتم حمدونة ابن الخمسة عشرة عاماً أن ينسى العالم غزة، ويُواصل العيش في عُزلة، قائلاً "إنني مُجرد طفل فحسب، لا أفقه شيئاً في السياسة".

الطالب في إحدى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، حاتم حمدونة، تحدّث أمام المُجتمعين في مقر الأمم المتحدة بنيويورك قبل أشهر مُدافعاً عن طلبة فلسطين من اللاجئين، مُعرباً عن فخره بالمكان الذي أتى منه ويستمد القوة من الصعاب المُحيطة به.

"عندما تكون عايشت ثلاثة حروب مُسلّحة، وعندما يكون الجنود قد اقتحموا منزلك، وغادروه وأنت مُرتعب ومحتار، وعندما تكون قد مررت فوق الزجاج المكسور في مدرستك الابتدائية التي تم قصفها، وعندما تكون تعيش في ظل احتلال وحصار، تُصبح المدارس مكاناً آمناً للتعلّم، مكاناً يُمكن للطفل فيه أن ينمو وأن يحلم، مكاناً يُمكن للطفل فيه أن يتنفس."

وعايش حمدونة ثلاث حروب في غزة، أوّلها حين كان في الرابعة من عمره، والثانية عندما كان في الثامنة والأخيرة في سن العاشرة، ويقول في هذا السياق "خلال أكثر الأوقات ظلاماً في حياتي وحيث كانت مشاهد الحرب تتردد دائماً في رأسي، وتطاردني في منامي، كانت مدارس الأونروا هي أملي الوحيد، حيث عملت على تقديم تعليم ذي جودة خلال أوقات الطوارئ وأعطتني شعوراً بأنّ الحياة طبيعيّة."

ويقول حمدونة الذي انتُخب في برلمان الشباب بمدارس "الأونروا" حيث يُمثّل أكثر من (500) ألف طالب من لاجئي فلسطين، إنه يُريد للناس أن يعرفوا أنّ غزة أكبر من ذلك "وأنّ الأطفال مثلي لا يُريدون أن يتم النظر إليهم على أنهم ضحايا، وفي الوقت الذي لم أختر فيه العيش تحت ظل النزاع والحصار، إلا أنني اخترت أن أدرس بجد يومياً وأن أصبح قائداً شاباً".

ويُتابع الطالب حمدونة "بالنسبة لي، أنا حاتم، التعليم وسيلتي لكي أصل إلى حلمي، وإلى ما أريد. فأنا أطمح بأن أصبح أفضل جراح في العالم. والتعليم هو وسيلتي وأداتي الوحيدة لكي أصل إلى مبتغاي. وبالنسبة لنا نحن أطفال غزة، فهو منفذنا الوحيد للخروج من ضغوطات الحياة النفسية إذ يمكن لنا أن نمارس حقنا في التعليم وأيضاً حقنا في اللعب. إذ يوجد في مدارس الأونروا ملعب كرة قدم، ملعب كرة سلة، طاولة تنس. مما يمكننا من الهروب من ضغوطات الحياة في ظل غياب الوسائل الترفيهية في قطاع غزة. التعليم في مدارس هو كالأوكسيجين، هو ما يبقينا على قيد الحياة."

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد