جزيرة ساموس – خاص
 

يعتصم مئات اللاجئين في جزيرة "ساموس" اليونانيّة بينهم عائلات وأطفال وكبار في السنّ من فلسطينيي سوريا وغزّة، منذ ليل الاثنين 14 تشرين الأوّل/ أكتوبر، بعد احتراق خيامهم وتشرّدهم في العراء بلا مأوى، مطالبين السلطات المسؤولة بتأمين مأوى لهم، والوقوف عند احتياجاتهم، واصفين الأوضاع داخل الجزيرة بأنّها ظروف اعتقال ولا تصلح لمعيشة البشر.
 

 


وكان حريق ناجم عن إشكال فردي داخل المخيّم، التهم عشرات الخيام التي يسكنها لاجئون سوريّون وفلسطينيون مهجّرون من سوريا وسواهم، ما أدّى إلى تشرّدهم في العراء دون مأوى، ما فاقم أوضاعهم المزرية أساساً في وقت لم تتحرّك فيه السلطات المعنيّة لإعادة تأمينهم، فكشف الحريق عن أوضاع غير إنسانية يعيشها نحو 7 آلاف لاجئ بينهم 1500 فلسطيني.
 

 

 


لسنا لاجئين .. نحن معتقلون بلا أي حقوق

أحد اللاجئين المنكوبين وهو من فلسطينيي مهجّر من مخيّم اليرموك في سوريا، وصف حال سكّان المخّيّم، بأنّهم معتقلون بلا أي حقوق، وقال لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين": إنّ اللاجئين في المخيّم مهملون ولا يتلقّون أي شكل من الخدمات الطبيّة والإغاثيّة والإيوائيّة.

وأضاف اللاجئ، أنّه قد اضطرّ إلى شراء الخيمة التي كان يسكنها من ماله الخاص بقيمة 240 يورو، قبل أن تحترق ويجد نفسه في العراء مع العشرات من العائلات، دون أدنى التفات من قبل المعنيين، فيما كان هدفه عندما غادر تركيا إلى اليونان هو الحصول على ملاذ آمن وحياة كريمة في أوروبا، لكنه وجد نفسه عالقاً في هذه الجزيرة اليونانية.

وحول الوضع الصحّي والحقوقي، انتقد اللاجئ ما اعتبره ادعاءات دول الاتحاد الأوروبي بأنها دول حرية وعدالة وديمقراطيّة، ودلل على ذلك بما تلقّاه من إهمال طبي منذ وصوله إلى جزيرة ساموس اليونانية، لكونه مريضاً ومُصاباً بشظيّة في رأسه، حيث لم يلتفت أحد لوضعه الصحّي، فضلاً عن تقديمهم للاجئين أنواع سيّئة من الطعام لا تصلح للبشر وفق قوله، وحصرهم في منطقة تكثر فيها الجرذان والحشرات والأفاعي و لا تصلح للعيش الآدمي.

وتقدّم السلطات المعنيّة 3 وجبات طعام يوميّاً، وكل واحدة منها عبارة عن  قطعة خبز "صمّون" واحدة لكل فرد، مع كميّة ضئيلة من الأرز " لا تُشبع طفل وأحيانا تكون فاسدة و ذات رائحة كريهة" وفق العديد من اللاجئين.
 

تنافس على طعام رديء

وعبّرت إحدى اللاجئات المهجّرات من سوريا، عن مخاوفها من انعدام الأمان في الجزيرة، وهي التي هربت من الحرب وانعدام الأمان في بلادها، حسبما قالت لـ" بوابة اللاجئين الفلسطينيين".

وأشارت اللاجئة، إلى أنّ السلطات المعنيّة لم تقدّم لعائلتها أي نوع من المساعدة، رغم أنّها ذات أوضاع انسانيّة استثنائيّة، نظراً لكون طفلها وزوجها من ذوي الاحتياجات الخاصّة، ووالدة زوجها التي ترافقهم امرأة طاعنة بالسن، وتقول: "لم يقدّموا لنا أي شيء سوى خيمة تكفي لشخصين فقط واحترقت بالإشكال الأخير".

وتحدثت أن شرارة المشكلة التي أدت إلى إحراق الخيم هو التشاجر على قطعة خبز، ما يشير إلى الواقع المزري الذي يعيشه اللاجئون هناك.

وتحدّث لاجئون، عن معاناة اللاجئين في المخيّم، خلال الحصول على وجبات الطعّام، مشيرين إلى أنّ العديد من المشاكل تنشب جرّاء النزاع على الوجبات الشحيحة، بين لاجئين من جنسيات متعددة، فضلاً عن الساعات الطويلة من الانتظار التي يقضونها يومياً للحصول على وجبة الطعام.

وتضم جزيرة "ساموس" في مخيّماتها آلاف اللاجئين والمهاجرين من جنسيات متعددة، بينهم نحو 1500 لاجئ فلسطيني سواء من المهجّرين من سوريا بفعل ظروف الحرب، أو من فلسطينيي قطاع غزّة الفارين من ظروف الحصار الإسرائيلي، وعالقين بجزيرة ساموس بانتظار إيجاد طريق للخروج نحو دول اللجوء الاوروبيّة.

ومنذ أكثر من ست سنوات، عندما بدأ توافد الفلسطينيين إلى الجزر اليونانية وعزلهم هناك، لم تتحرك سفارة السلطة الفلسطينية من أجل التخفيف من معاناتهم، كما يؤكد اللاجئون.

خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد