لقاء تفاعلي في مخيّم النصيرات حول أسس التقويم الجديد في مدارس "الأونروا" والمادة الإثرائيّة

الإثنين 04 ديسمبر 2017
لقاء تفاعلي في مخيّم النصيرات حول أسس التقويم الجديد في مدارس "الأونروا" والمادة الإثرائيّة
لقاء تفاعلي في مخيّم النصيرات حول أسس التقويم الجديد في مدارس "الأونروا" والمادة الإثرائيّة

فلسطين المحتلة-بوابة اللاجئين الفلسطينيين

عقدت اللجنة الشعبية للاجئين في مخيّم النصيرات وسط قطاع غزة، لقاء تفاعلي من أجل مناقشة قضية أسس التقويم التربوي الجديد البديل عن الاختبارات، وما يُسمّى بالمواد الإثرائية المتعلقة بالمرحلة الابتدائية من الصف الأول حتى الرابع التي أقرّتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

جاء اللقاء الذي عُقد في مقر نادي الخدمات بمخيّم النصيرات، الأحد 3 كانون الأول، بحضور مُختصّين في الشأن التربوي والتعليمي بالإضافة لعدد من أولياء الأمور واللجنة الشعبية في المخيّم.

أوضح الدكتور فوزي عوض خلال اللقاء أنّ التقويم الجديد للطلاب يقوم على قدرة الطالب وتمكّنه من جميع المهارات، والأمر ليس فوضوياً فهناك أوراق ونماذج وبطاقات عمل، قائلاً "نُريد أن نصل إلى أن نُقيّم الطفل بشكل واقعي، الطالب من الصف الأول حتى الرابع لديه مهارات محَكّيّة، أي يجب أن يتمكّن منها، ليس كمهارات المراحل العليا."

وأضاف أنّ التقويم الواقعي يعني تمكين الطلاب جميعهم من جميع المهارات، مع احترام الفروق الفردية لدى الطلاب المُميّزين، حيث تم إعداد الكشوفات لتدريب المُعلمين بأنماط "التمييز الشخصي"، وكل مستوى من مستويات المهارات مُقسّم لثلاثة أنماط "يُتقن، يُحاول، يتطوّر."

حول تخوّف البعض من غياب الامتحانات وفقاً لأسلوب التقويم الجديد، بأنّ ذلك سيتسبب بالإهمال من قِبل أولياء الأمور والطلاب والمُعلمين، يقول عوض أنّ التقويم الواقعي لا يعني غياب الامتحانات، موضحاً أنّ هناك مهارات تُقاس خارج أوراق الاختبار كالقراءة والاستماع، حيث يتواجد الطفل في المدرسة نحو أربع ساعات وخارجها عشرين ساعة، فعليه اكتساب تلك المهارة من خلال ما يسمعه في المنزل والشارع.

وتحدّث كذلك عن المهارات التي يجب أن يتمكّن منها الطفل، وتتمثّل في قدرة الطفل على الاستماع، والمحادثة، والطلاقة اللغوية، بالإضافة لمهارات متنوّعة في العلوم، قائلاً "ليس مطلوب من الطالب الحفظ، المطلوب هل يستطيع الطفل تصنيف الأشياء أم لا؟"

وعن تخوّف ولي الأمر من عدم موضوعيّة المُدرس في تقييم الطالب، فعلى سبيل المثال الطالب مُتميّز ويحصل على مُعدّل عالي، كيف أن يساويه المُدرّس بالآخرين خلال تنفيذ الأسلوب الجديد للتقويم، يقول عوض أنّ المنهاج قائم على النظرية البنائيّة والأمر مُتعلّق بإتقان الجميع لكافة المهارات.

من جانبه، تحدث الدكتور سعد نبهان عن نشأة وتطور المنهاج الفلسطيني قائلاً "حتى نبني منظومة لا بد أن نعتمد على فلسفة، فحين بدأ التجهيز للمنهاج الفلسطيني، كانت فلسفة منظمة التحرير الفلسطينية أو فلسفة وثيقة الاستقلال، تم وضع الأهداف العامة ثم الأهداف الجزئية ثم المنهاج والمحتوى، وهكذا إلى أن وصلنا ما وصلنا إليه بكل مكوّناته."

تابع قائلاً "هناك تراضي إلى حدٍ ما، وإن كانت قفزة نوعية في ذلك العصر من منهج مصري يعتمد على المعلم والصورة والأشياء اليدوية إلى المنهاج الأردني المتعلق بالرمزيّة أكثر، ثم جاء المنهاج الفلسطيني، وبالفعل كان فيه أخطاء في قضايا معيّنة، وتم التعديل، وأخذ المنهاج زمن طويل وهو تجريبي."

ثم تناول مسألة التقويم، وإذا ما كانت طريقة التقويم الجديدة مناسبة، قائلاً أنّ منظومة المنهاج لم تُصمّم على هذه الطريقة، فهو مكوّن بنائي ومنهاج شامل بين هذه الطريقة وسابقتها. وأضاف، أنّ التقويم الكتابي والبصري والسمعي وغيره من المهارات يُوضع لها علامة لكنها لا تُشكّل كل شيء، موضحاً أنّ الأسلوب جيّد ليملاً الفراغ ويُعالج الضعف، لكنه لا يُنصف المتفوقين.

وطرح الدكتور نبهان تساؤلاً "هل يجوز أن يقوم مُعلم واحد بتعليم خمسين طالب في الصف، والآن تريد منه تطبيق برنامج حديث؟ الطريقة جيدة لكن نحن بحاجة لتغيير بعض الأسس، فالأمور تترتب على بعضها"، موضحاً أنّ الغُرف الصفيّة والبيئة المدرسيّة غير مُهيّأة لذلك.

وختم حديثه بعدّة توصيات للقبول بما تم تطبيقه من قِبل وكالة الغوث في مدارسها للصف الأول الابتدائي حتى الرابع، فطالب بالقيام بتغذية راجعة للأسلوب الجديد، ودراسة نوعيّة وكميّة حقيقية.

كما طالب بزيادة عدد المدارس والشُعب باعتبارها ضرورة مُلِحّة، وارتأى ألّا تزيد المدرسة عن عشرين شُعبة، حتى تتمكّن إدارة المدرسة من ضبط الأمور ومتابعة كل طالب في كل الجوانب.

وشملت التوصيات زيادة عدد المُعلمين الأكفّاء، بالإضافة إلى تدريب المُعلمين، وتطوير المناهج، والتقويم المُتدرج أو المُبرمج أو الكتابي في إطار مرجعي مُعيّن.

حول ما أسمته "الأونروا" المواد الإثرائيّة التي طرحتها لتُضاف إلى المنهاج، قال رئيس اللجنة الشعبيّة لخدمات اللاجئين في مخيّم النصيرات، خالد السرّاج، أنّ تلك المواد خارج المنهاج ورفضتها اللجان الشعبية والقوى والوطنية والإسلامية وأولياء الأمور، فالهدف منها اللعب في عقول الأبناء بما يمس القضايا الوطنية وفلسطين والأسرى والجدار والعنف ضد أبناء الشعب الفلسطيني والعدوان الذي يتعرّض له، موضحاً أنّ الوكالة وصفت في مادتها مدينة القدس المحتلة بـ "القدس الشرقيّة".

وتحدّث الدكتور سعد نبهان حول الأمر قائلاً "بدون خداع، الفلسفة التي قام عليها المنهاج هي أسس اتفاقية أوسلو، فالمنهاج كله بُني على اتفاقيات مُعيّنة، لكن لدينا جزئية تُسمّى أسس وأساليب وطرائق التدريس، ونحن هنا نضمن المُعلمين، سيّسوا المنهاج كما أردتم لكن المُعلمين يعرفون الواقع ويعرفون إلى أين هم ذاهبون."

خاص-بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد