لبنان
نشوى حمّاد


أطلقت ثلاث نساء لبنانيات حملة مجانية للفحص المبكر عن سرطان الثدي، يوم الجمعة 12 تشرين الأول/ أكتوبر، على مواقع التواصل الإجتماعي، استهدفن بها النساء الفلسطينيات، وجاءت هذه الحملة رداً على قرار وزارة الصحة اللبنانيّة الذي خصص الحملة الوطنيّة السنويّة للكشف عن سرطان الثدي للنساء اللبنانيات فقط فوق سنّ الأربعين، وتبدأ الحملة في كل عام من شهر تشرين الأول/ أكتوبر حتى شهر كانون الأول/ديسمبر، وتنقسم الحملة إلى قسمين، جزء منها يكون مجّانياً في المستشفيات الحكوميّة، والآخر بسعر 40 ألف ليرة لبنانيّة في المراكز الخاصّة المُشتركة في الحملة.

الطبيبة اللبنانية جمال القرى، واحدة من النساء اللواتي أطلقن الحملة للكشف المبكر عن السرطان للاجئات الفلسطينيات، وفي حديث لها مع موقع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أشارت القرى، إلى أنّها أطلقت هذه الحملة بمبادرة فرديّة منها رفضاً لاستثناء الفلسطينيات من حملة وزارة الصحة، مؤكدة أنها لا تنتمي إلى أي حزب أو طرف لبناني.

وعن تفاصيل مبادرتها قالت: "استقبل اللاجئات الفلسطينيات في عيادتي بمنطقة برج أبو حيدر في بيروت، وهنالك الطبيب حسن حمورة الذي تبرع بإجراء الصورة الصوتية للثدي مجاناً، كما أن هنالك أشخاص عدة تبرعوا بكلفة إجراء صور الأشعة"،  مضيفة أنّ التنسيق معها ومع المرضى يتم عبر جمعيات فلسطينيّة أهلية من داخل المخيّمات الفلسطينيّة، اللذين بدورهم يخبرون اللاجئات بهذه المبادرة وبكافة التفاصيل.

حملة لجمع التبرعات الماديّة للفحص المبكر

مسؤول مستوصف الشفاء في مخيّم مار الياس بالعاصمة اللبنانية بيروت، وليد الأحمد، أشار لموقع بوابة اللاجئين عن الاستهجان الشعبي الذي حصل نتيجة قرار وزارة الصحة، خاصة لأهمية الطب الوقائي، معلناً عن حملة ثانيّة هدفها تأمين مبلغ  (40) ألف ليرة لبنانيّة، للنساء الفلسطينيات اللواتي يعانين من أوضاع معيشية صعبة وغير قادرات على تأمين المبلغ المطلوب للفحص. 

 وكان "مركز الشفاء الطبي"، الكائن في مخيم مار الياس بالعاصمة اللبنانية بيروت، قد أعلن عن مشاركته في الحملة الوطنية للكشف المُبكر عن سرطان الثدي، وذلك بالتعاون مع مركز مار الياس الطبي، مشيراً إلى أن  كلفة كل صورة (الصورة الشعاعية والصورة الصوتية) تبلغ 40 ألف ليرة لبنانية.  

وعن دور الطبيبات اللبنانيات اللواتي أطلقن حملة الفحص المجاني، قال الأحمد: "جاءت هذه المبادرة كرد فعل على قرار وزارة الصحة اللبنانيّة، وهي دليل على أن الإنسانيّة حيّة"، وشجع بدوره هذه المبادرات الإنسانية التي تخدم الفئات المهمشة في المجتمع والتي تعاني من واقع معيشي ومادي صعب، ولكنه تطرق إلى ضرورة أن توجد ردود فعل رسميّة فلسطينيّة للضغط على مثل هذه القرارات التي تضع اللاجئ الفلسطيني في زاوية النسيان.

"الأونروا": نغطي نسبة 50% بحالة وجود ضرورة طبيّة

وفيما تبرر مصادر من وزارة الصحة اللبنانية قرار استثناء الفلسطينيات من حملة الكشف المبكر عن شرطان الثدي،بأن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" هي المسؤولة عن رعاية الفلسطينيين صحياً، يتبين أن الوكالة لم تطلق قط أي حملة شبيهة لوقاية النساء الفلسطينينات، وحول هذا الأمر أوضحت مسؤولة التواصل والاعلام في وكالة الاونروا هدى السمرا، لموقع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أن الوكالة تتواصل مع جمعيات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية لتأمين موارد ماليّة تخول الوكالة للعمل على إطلاق حملات مجانيّة صحية للفلسطينيين ، مشيرة إلى  الأزمة المالية التي تمر بها الوكالة بعد تخلي الإدارة الأمريكية عن الإيفاء بالتزاماتها المالية تجاه الأونروا. 

وأضافت السمرا أن "الأونروا" ستغطي 50% من تكلفة الصورة للمريضة بحال كان هناك حاجة طبية ضرورية، أي بحال وجود عوارض للمرض وطلب من الطبيب المختص لصورة تكشف وجود الكتل أو غيابها.

ضرورة الفحص المبكر للنساء والرجال

سرطان الثدي واحد من أكثر الأمراض شيوعاً لدى النساء في العالم، وهو يعد أحد أبرز مسبب للوفيات من أمراض السرطان، وحسب إحصاءات منظمة الصحة العالميّة، تصاب نحو مليون و 380 إمرأة سنوياً بهذا المرض، في حين يساعد الكشف المبكر للثدي على محاربة المرض والحصول على علاج فعّال للقضاء عليه قبل أن يشكل خطراً على المصابة أو المصاب، إذ قد يصاب الرجال بهذا المرض أيضاً.
خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد