فلسطين المحتلة
 

أعلنت الهيئة الوطنيّة العليا لمسيرة العودة الكُبرى، الجمعة القادمة وهي السابعة، ستكون "جمعة الإعداد والنذير" للتحضير لمليونيّة العودة يوم الاثنين، الذي يُوافق الرابع عشر من أيار/مايو الجاري، بالتزامن مع ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني.

ويأتي ذلك في نهاية الجمعة السادسة لمسيرات العودة، حيث شهدت المناطق الشرقيّة من قطاع غزة على طول السياج الأمني العازل، الجمعة 4 أيار/مايو، توافد واحتشاد أعداد كبيرة من الفلسطينيين الذين انطلقوا للمشاركة في مسيرات العودة الكُبرى تحت عنوان "جمعة عمّال فلسطين"، والتي قوبلت باستهداف قوات الاحتلال للمتظاهرين السلميين بالرصاص وقنابل الغاز.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة في آخر تحديثاتها، أنّ إجمالي الإصابات حتى الساعة السادسة من مساء يوم الجمعة، بلغ (431) إصابة مختلفة، بينها (3) خطيرة، ومن بين الإصابات (70) بالرصاص الحي، (28) بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، (12) شظايا في الجسم، (30) إصابات أخرى، و(89) غاز.

فيما استهدف الاحتلال طواقم طبيّة وصحفيين بشكل مباشر، ما أدى إلى إصابة مسعفة بحالة اختناق بالغاز، بالإضافة إلى تضرر سيارتين للإسعاف بشكل جزئي، وأصيب (3) صحفيين بحالات اختناق بالغاز.

وبدأت قوات الاحتلال بإطلاق قنابل الغاز بكثافة والرصاص باتجاه المُتظاهرين السلميين على طول السياج الأمني العازل الذي يفصل القطاع عن الأراضي المحتلة، وأطلقت قنابل الغاز باستخدام طائرة للقنابل، ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق، ومن بين الإصابات عدد من الصحفيين الفلسطينيين، في استهداف مُتكرر لهم أثناء تغطيتهم لفعاليات مسيرات العودة.

هذا وأطلقت وزارة الصحة مناشدة للمؤسسات الدولية والإغاثية بتوفير الدعم الفوري والمباشر للمستشفيات والمراكز الصحيّة، بما يلزم الطواقم الطبيّة من أدوية ولوازم الطوارئ التي أوشكت على النفاد، جراء تدفّق مئات الإصابات من شرق قطاع غزة.

وأشار المتحدث باسم الصحة في غزة، الدكتور أشرف القدرة، أنّ الوضع الدوائي في المستشفيات والمراكز الصحيّة حرج للغاية، مُضيفاً "نهيب بالجهات المعنيّة التدخل الفوري لإنقاذ الوضع الصحي الكارثي في قطاع غزة، الذي يتعرض لاعتداءات صهيونية مستمرة بحق المشاركين في مسيرة العودة الكبرى للأسبوع السادس على التوالي، وأدت إلى استشهاد 45 مواطناً وإصابة نحو 7200 حتى اللحظة."

وعلى صعيد تحرّكات المُتظاهرين، تمكّن شبّان من اجتياز السياج الأمني شرقي جحر الديك وسط القطاع، وتقدّم متظاهرون شرقي مخيّم البريج للاجئين وسط القطاع باتجاه الأراضي المحتلة وتمكّنوا من عبورها، بالإضافة إلى تمكّن شبّان من إسقاط طائرة تصوير أطلقها الاحتلال لتصوير المتظاهرين شرقي خانيونس، وتحدثت مصادر محليّة فيما بعد عن تمكّن المتظاهرين شرقي رفح إسقاط طائرة تصوير، ووصلت إطارات المركبات لإشعالها بهدف تشويش الرؤية لدى قنّاصة الاحتلال المنتشرة على طول السياج الأمني.

كما واصل المتظاهرون إطلاق البالونات التي تحمل غاز الهيليوم باتجاه الأراضي المحتلة بعد السياج الأمني العازل، وإطلاق الطائرات الورقيّة المُشتعلة، وسط تخوّف الاحتلال من نقلها مواد مُتفجّرة، كمُبرر لاستهداف المتظاهرين، فيما استعان جيش الاحتلال بطائرات صغيرة لملاحقة الطائرات الورقيّة ومحاولة عرقلتها وقطع خيوطها.

وفي ساعات المساء، تمكّن شبّان من اقتحام معبر "كرم أبو سالم" جنوبي القطاع والاستيلاء على مُعدّات، وجرى الحديث في حينه عن هرب جنود الاحتلال من المنطقة.

فيما شهد حاجز بيت حانون شمالي القطاع وقفة داعمة لمسيرات العودة، نظمها فلسطينيون من الأراضي المحتلة، رفعوا فيها لافتات لدعم المُتظاهرين في قطاع غزة، أدانوا فيها جرائم الاحتلال واعتداءاته، وأكّدوا على زواله.

وعلى الجانب الآخر، اعتصمت عائلة الجندي الصهيوني المأسور لدى المقاومة هدار جولدن، قرب قطاع غزة، للمطالبة بالإفراج عن نجلها، مُشيرةً إلى فشل نتنياهو في ذلك.

ومن الجدير بالذكر أنّ مسيرات العودة انطلقت في 30 آذار/مارس الماضي بالتزامن مع يوم الأرض الخالد، في محاولة لاستعادة الحراك الوطني الجماعي بما يشمل الكل الفلسطيني في كافة أماكن تواجد الفلسطينيين داخل فلسطين المحتلة والشتات، لمواجهة ما يتم طرحه في ما يُسمّى "صفقة القرن"، والتي تسعى لتصفية قضيّة اللاجئين والقدس المحتلة.

كما تأتي المسيرات في ظل واقع مرير يعيشه سكان قطاع غزة منذ أكثر من (11) عاماً وسط حصار خانق يُهدّد كافة مناحي الحياة، ما يُنذر بعدم صلاحيّة القطاع للحياة بعد عامين، وفقاً لتقديرات المنظمات الدوليّة، علماً بأنّ آثار الحصار تتفاقم بتسارع ما يعني الاقتراب من كارثة مُحقّقة.

وكالات - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد