دمشق - بوابة اللاجئين

تأسس مخيم "السيدة زينب" أو "قبر الست" عام 1967- 1968م على مساحة (2 كم2)، كأحد مخيمات الطوارئ التي أُنشِئَت بعد حرب حزيران عام 1967م.

رغم أن بعض العائلات سكنت أراضي المخيم مُبكرًا عام 1948 (فيما يعرف الآن بحارة الوطنية)، عندما وفدت ثلاث عائلات من قرى سهل الحولة (المنصورة والمفتخرة)، وسكنت المنطقة عاملةً  في الزراعة.

استمر هذا التوافد بشكل بطيء في عام 1957، وأقامت هذه العائلات فيما يسمى اليوم بالمخيم القديم، لكن الموجة الكبيرة التي وفدت إلى المنطقة وأسست المخيم  كانت في عام 1967 بعد نكسة حزيران، فمعظم لاجئي هذه الموجة من اللاجئين الفلسطينيين الذين هاجروا من شمال فلسطين أثناء حرب 1948م إلى مدينة القنيطرة والجولان.  ويبلغ عدد سكان المخيم  أكثر من (22,000) لاجئ مسجل لدى وكالة الأونروا.

لم يكن مخيم السيدة زينب بعيدًا عن التأثر بالصراع العسكري الدائر في سورية منذ سنوات، وأسهم في ذلك عدة عوامل، أهمها موقعه القريب من منطقة السيدة زينب التي تسيطر عليها قوات النظام ومليشيات عراقية وإيرانية مساندة له، إلى جانب محاذاة المخيم لمناطق كانت تخضع لسيطرة المعارضة المسلحة كالذيابية وحجيرة والحسينية، ما أدى لحدوث معارك واشتباكات بين قوات المعارضة وقوات النظام.

امتدت تلك المعارك إلى داخل المخيم، وقد شاركت عدد من الميليشيات الفلسطينيية الموالية لقوات النظام في تلك المعارك، مثل الجبهة الشعبية-القيادة العامة وفتح الانتفاضة، إضافة لمليشات الحرس القومي العربي، والجدير بالذكر هنا، أن تلك الميليشيات الفلسطينية عملت على تجنيد عدد كبير من  شبان المخيم وزجهم في القتال إلى جانب قوات النظام، مستغلة تلك الميليشيات البطالة المرتفعة التي يمر بها أبناء المخيم.

لذلك وبسبب تلك الأوضاع الأمنية غير المستقرة، فإن أبناء المخيم يعانون من واقع اجتماعي واقتصادي مريرين. إذ ترتفع نسبة الفقر في مخيم السيدة، حيث أشار تقرير نشر حول المخيم في موقع موسوعة المخيمات الفلسطينية "أن القوة البشرية العاملة تبلغ حوالي 40 % في المخيم، و70% في التجمعات المحيطة بالمخيم، وإن نسبة الإناث في العمل 60%، وكل فرد من العائلة يعيل 5 أفراد إضافة إلى نفسه". 

صحيًا، يوجد في المخيم مستوصف تابع لوكالة الغوث، وخدماته استشارية في معظمها، بيد أنه في الحالات الإسعافية السريعة والعمليات الجراحية، فإن أبناء المخيم يلجؤون إلى مستشفيات السيدة زينب، وقد تم افتتاح مستوصف الهلال الأحمر السوري في عام 2009 للاجئين العراقيين وهو قريب من مخيم السيدة زينب ويبعد حوالي 400 متر يعالج فيه أبناء المخيم أيضا بأجر رمزي وفيه جميع الاختصاصات.

بالنسبة  للخدمات العامة في المخيم، هناك شبكات صرف صحي قديمة متهالكة وتحتاج لإعادة تأهيل مما يؤدي أحيانا إلى اختلاط المياه الآسنة بمياه الشرب، أما شبكة المياه فترتبط بخزان واحد يخدم المخيم بالكامل، ونتيجة لذلك يحصل في المخيم أزمة مياه  طوال فصل  الصيف، بالمقابل تتجمع البرك المائية في فصل الشتاء في شوارع المخيم.

أرقام

شهدت منطقة السيدة زينب عدة تفجيرات خلال الأحداث في سورية، منها في مطلع العام الحالي حيث ضرب تفجيران منطقة السيدة زينب، وقد تبناهم تنظيم "داعش"، أودى التفجيران بحياة أكثر من (100) ضحية و(200) جريح، وكانت حصيلة اللاجئين الفلسطينيين الذين سقطوا في التفجيرات نحو (50) لاجئاً، بينهم (7) أطفال، وفي 11/6/2016 حدث تفجير اخر قضى على إثره أكثر من (10) من أبناء المخيم بينهم طفلاً واحداً.

ليصبح أعداد من قضوا من أبناء المخيم منذ بدء الأحداث في سورية نحو (100) لاجئ وفق إحصائيات غير رسمية.

خاص بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد