لبنان - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

تقرير: زينب زيّون

في العام 1950، وصلت طلائع اللاجئين الفلسطينيين إلى منطقة الميّة وميّة، شرقي مدينة صيدا، فاستقر قسم منهم في المدرسة الإنجيلية آنذاك، وقسم آخر في قصر قديم بجانبه إسطبل للخيل في المنطقة.

يقع المخيم على تلة ترتفع قرابة ثلاثمئة متر عن سطح البحر، وقد سميت المنطقة بـ "الميّة وميّة" نسبة لوفرة المياه فيها. وكما جميع المخيمات الفلسطينية في لبنان لا يوجد إحصاء رسمي عن عدد سكانه، لكن تقريرصادر عن "الاونروا" عام 2011 يشير إلى أن عدد سكانه تجاوز 5000 نسمة، لكن هذا الرقم ارتفع بسبب التزايد الطبيعي لسكان المخيم من جهة ووجود أعداد كبيرة من الفلسطينيين اللذين نزحوا من سوريا عقب الحرب.

تعددت الأساطير التي تناقلتها الأجيال، حول تسمية المنطقة بالميّة وميّة، فمنهم من قال إنّ الإسم مقتبس من اللغة الفينيقية "ميو ميا" والذي يعني وجود مكان فيه مياه للتحنيط. ومنهم من قال إنّ الإسم جاء من اللغة العربية "مية" والتي تعني الرقم 100، فخلال تعداد عدد القرى التي ربحها الدروز في الحرب خلال القرن التاسع عشر في إقليم التفاح: بلدة الميّة وميّة كانت الرقم 200 على اللائحة، فقسّم الدروز أرباحهم إلى فئة المئات، قائلين ربحنا "ميّة" وهذه "ميّة" ثانية. وهكذا، سميت الميّة وميّة". أما الرواية الثالثة فتقول أنّ التسمية أتت نسبةً لكثرة المياه في المنطقة، حيث أطلق إسم الميّة وميّة على البلدة، ما معناه "مياه ومياه" في اللغة الآشورية.

المراكز التربوية:  

يوجد في المخيّم مدرسة واحدة تابعة لوكالة "الأونروا"، وهي مدرسة "عسقلان"، حالها كمثيلاتها في باقي المخيمات، صفوفها مكتظة بالطلاب وأعدادهم في تزايد، خصوصاً مع وجود عائلات من مخيم اليرموك سكنت "الميّة وميّة" بعد تهجيرهم إثر الحرب، أما  براعم الإيمان وروضة الشهيدة هدى زيدان هما الروضتين الوحيدتين في المخيم.

المراكز الصحية:

في المخيّم عيادة واحدة فقط تابعة لوكالة "الأونروا"، فيها طبيب صحة عامة وقسم للأسنان ومختبر، تفتح أبوابها ثلاثة أيّام ونصف اليوم في الأسبوع، أما خارج هذا الجدول، فيضطر المريض للتوجه إلى إحدى العيدات الطبية في منطقة صيدا.

ولجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني مركز واحد، كان سابقاً يستقبل الحالات الطارئة مغلق حالياً حتى إشعار آخر.

 

المراكز الشبابية:

في المخيّم ناديان: القسطل الرياضي والأقصى، وهما ناديان رياضيان إجتماعيان ثقافيان. إلا أنّ المخيّم يفتقر لوجود ملعب لممارسة رياضة كرة القدم مثلاً، لذا يضطر شباب المخيّم للجوء إلى جمعيات تؤمن لهم الدعم المادي وبالتالي ملعب مناسب لممارسة الرياضة في مدينة صيدا.

أما بالنسبة للواقع الاجتماعي، فيعيش سكان مخيّم الميّة وميّة، كغيرهم من اللاجئين الفلسطينيين في مخيّمات لبنان، أوضاعاً صعبة، فالفقر يخيّم على معظم العائلات فيه، وتنتشر البطالة بين صفوف الشباب بنسبة مرتفعة، خصوصاً في ظلّ القوانين اللبنانية التي تمنع الفلسطيني من مزاولة العمل في اكثر من 70 مهنة.

وبما يتعلّق بموضوع المياه، فقد استحصل أهالي المخيّم من "الأونروا" على إذن لحفر بئرَين، يضخان المياه إلى خزان  تمّ استحداثه، ومن ثمّ توزع على منازل المخيّم.

وللكهرباء قصّة مختلفة، فشركة الكهرباء لا تتدخل في تصليح أي عطل، اللجنة الشعبية هي المسؤول الأول والوحيد عن الأعطال التي قد تطرأ، وهي المسؤولة عن أعمال الصيانة وتبديل الكابلات.

أما المنازل، فعدد كبير منها غير صالح للسكن، رممت الأونروا منذ خمس سنوات حوالي عشرين منزلاً، أما المنازل المتبقية، والتي تُعاني من تصدع في جدرانها وأسقفها، تمّ الكشف عليها من قبل قسم الهندسة التابع للوكالة، ووضعت على لائحة الترميم، يعيش سكانها بين إنتظارين، أما الوعد بترميمها أو إنهيارها.

العادات والتقاليد هنا راسخة وباقية كما في أي مخيم أو تجمع فلسطيني، فسكان المخيّم تربطهم أواصر المصاهرة والجيرة الحسنة، يشاركون بعضهم في الأفراح والأتراح، يحيون المناسبات الدينية والوطنية ويرسمون في مخيلتهم حلم الوطن والعودة إلى ربوعه.

خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد