تقرير محمد حامد

أُسس مخيم خان الشيح للاجئين الفلسطينيين عام 1950 في منطقة خان الشيح في ريف دمشق الغربي جنوب مدينة دمشق، وبعيداً عنها قرابة 25 كم على الطريق الواصل بين دمشق والقنيطرة، ويعد المخيم الأقرب للوطن المحتل فلسطين حيث يبعد مسافة 45 كلم منه .

وينتمي معظم سكان المخيم إلى مدن وقرى الجليل الأعلى طبريا والناصرة وصفد ويقدر عدد سكانه  قبل اندلاع الثورة في سوريا عام 2011 نحو 25 ألف لاجئ فلسطيني بحسب إحصائيات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " أونروا".

مع بداية شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2016 ، شهد مخيم خان الشيح تدهوراً متسارعاً في الأوضاع المعيشية والإنسانية جراء صعوبة إدخال المواد الاستهلاكية ونفاد مادتي الخبز والمازوت بعد فرض قوات النظام السوري حصارها على البلدات المجاورة و إغلاق المنفذين الوحيدين لبلدات الغوطة الغربية إلى العاصمة، ومنع الدخول والخروج في ظل التصعيد والمعارك العنيفة في الدرخبية وحي الوادي، ما انعكس سلباً على المخيم.

هذا الوضع جعل المدنيين في المخيم يعيشون حالة من الخوف والترقب نتيجة التصعيد، إذ تعرض محيط المخيم، في يوم 5 تشرين الأول / أكتوبر  2016 إلى أربع غارات روسية بالقنابل العنقودية، ما أدى إلى إصابة طفلة بجروح نتيجة استهداف إحدى الغارات لشارع السعيد في المخيم، وخلف القصف أيضًا أضرارًا كبيرة في المكان.

أُطبق الحصار بشكل كلي على مخيم خان الشيح وتم عزله عن بلدة زاكية المجاورة التي كانت تشكل المنفذ الوحيد لأهالي وسكان مخيم خان الشيح، وبدأت أوسع حملة عسكرية على خان الشيح البلدة والمخيم- من عدة محاور من قبل قوات النظام وسط استهداف مناطق تجمع المدنيين بالطيران الحربي والبراميل المتفجرة، ومئات صواريخ أرض-أرض والمدفعية، وبعد تقدم النّظام على أكثر من محور وتضييق الخناق على فصائل المعارضة السورية المسلحة في خان الشيح، لتبدأ  مفاوضات بين الجانبين.

بعد التسوية

بعد عدة جولات من المفاوضات بين وفد من المكتب السياسي لتجمع المعارضة السورية المسلحة في بلدة خان الشيح وقوات النظام السوري، في ظل استمرار المعارك بين الطرفين لم يكتب لها الحسم توصل الطرفان لاتفاق يقضي بخروج فصائل المعارضة المسلحة وعوائلهم ومن يرغب باتجاه إدلب شمالاً، بينما تتم عملية مصالحة وتسوية أوضاع من يرغب بالبقاء من الأهالي في خان الشيح، إضافة لإطلاق سراح المعتقلين، وإنهاء الحصار المفروض على الأهالي، ومنع دخول قوات النظام إلى المخيم، وضمان سلامة الأهالي وعودة المهجرين.
بدأ صباح اليوم الاثنين 28/11/2016 دخول عدد من الباصات لمنطقة خان الشيح، وخروج عدد من فصائل المعارضة السورية وعائلاتهم باتجاه مدينة إدلب في الشمال السوري فيما فَرَضَ الاتفاق على الطرفين التكتيم الإعلامي بالنسبة لبنود الاتفاق قبل وبعد توقيعه.

ووسط هذا الغموض في مصير من سيبقى في مخيم خان الشيح، سجل غياب لدور الفصائل الفلسطينية مجتمعة وسفارة السلطة الفلسطينية بدمشق ومنظمة التحرير عن جولات المفاوضات ومآل أهالي مخيم خان الشيح، الأمر الذي دفع قسم منهم للخروج خوفا من عدم وجود ضمانات، في ظل وجود حالة من القلق والترقب داخل المخيم على مصيره بعد الاتفاق.

وبدأت عصر يوم الأربعاء 30 تشرين الثاني / نوفمبر 2016 عمليات إخراج مئات المدنيين والناشطين الإغاثيين من اللاجئين الفلسطينيين مصطحبين عائلاتهم ومتجهين نحو إدلب.

ثلاث سنوات ونيَف من عمر التسوية قد انقضت، سُمح خلالها بعودة الكثير من النازحين عن المخيّم إلى منازلهم، وفق ما أفاد أحد أبناء المخيّم لـ" بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، لتجد الكثير من العائلات منازلها قد تعرّضت لأضرار جسيمة جرّاء ما شهده المخيّم من معارك وقصف جويّ وصاروخي خلال الأعوام الماضيّة، ما يجعلها بحاجة الى إعادة ترميم.

من وجدوا منازلهم ومحالهم مدمّرة بشكل كامل أو شبه كامل،  يستحيل عليهم إعادة إعمارها نظراً للغلاء الفاحش في أسعار مواد البناء، حيث وصل سعر القطعة الواحدة من " بلوك" البناء الى أكثر من 100 ليرة سوريّة، عدا عن غلاء المواد الأخرى الأساسيّة كالحديد والاسمنت والرمل".

إرتفاع الأسعار قد طال كلّ شيء، بشكل يفوق القدرة الشرائيّة لمعظم العائلات التي ليس لديها مورداً ثابتاً، وفق تأكيدات الأهالي، وبإستثناء الموظفين الحكوميين ومن يتلقون تحويلات من أبنائهم المغتربين في الخارج، تنعدم الموارد الماليّة الثابتة لدى معظم العائلات التي فقدت أعمالها تأثرّاً بالظروف السوريّة الراهنة، كأصحاب الدكاكين والتجّار الصغار، وأصحاب المهن الحرّة والحرف، والذين يشكّلون نسبة عاليّة من تركيبة مخيّم خان الشيح السكّانية.

فانتعاش الأعمال مقرونٌ بالمال والأسعار، لذلك تحوّل أصحاب المهن الحرّة الى عاطلين عن العمل.

ووفق شهادات سكّان من المخيّم لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّ الدهّان وعامل البناء والصحيّة والنجّار والحداد وسواهم، قد توقّفت أعمالهم نتيجة غلاء المواد والمعدّات وعكوف الناس عن إصلاح وترميم منازلها وممتلكاتها، من منطلق أنّ الأمور المعيشيّة كالطعام والشراب والعلاج أولى من سواها، عدا عن توقّف الورش الصغيرة وتحوّل عمّالها الى عاطلين عن العمل.

ومع بداية شهر تموز/ يوليو شرعت ورشات الصيانة التابعة لبلدية خان الشيح بريف دمشق، بتعبيد الطريق العام الذي يمر بمخيّم خان الشيح للاجئين الفلسطينيين.

وجاء العمل على تعبيد الطريق، بعد مطالبات عدّة من قبل الأهالي على مدار السنتين الفائتتين، لبلدية خان الشيح بالتحرك من أجل إعادة تأهيل الطرقات التي طالها الدمار.

ويأمل أهالي المخيّم، بالعمل سريعاً على حلّ أزمات الكهرباء والمياه وخدمات الهاتف وسواها، التي ماتزال معلّقة منذ إبرام التسوية في خان الشيح في نهاية العام 2016.

يصف أهالي مخيّم خان الشيح للاجئين الفلسطينيين بريف العاصمة السوريّة دمشق حياتهم بـ" البدائيّة" بعد ثلاث سنوات ونصف السنة من توقيع اتفاق المصالحة بين المعارضة المسلحة والنظام السوري في نهاية العام 2016 لافتقارها أبسط الأساسيات الخدميّة، وأبرزها المياه والكهرباء ومجاري الصرف الصحّي وصيانة الطرق.

ويطالب أبناء المخيّم، رئيس الهيئة العامة لشؤون اللاجئين، علي مصطفى و وكالة "أونروا"  بحلّ إسعافي وعاجل لمشاكل المخيّم وأبرزها المسائل الأكثر إلحاحاً، والتي تتعلّق بحياتهم اليوميّة كالكهرباء والماء، والعمل على توفير المحروقات ولوازم التدفئة.

الحياد في مواجهة العاصفة!

لم يشهد مخيم خان الشيح بعيد اندلاع الثورة في سورية أي مظاهر مسلحة، إلا أنه لعب دوراً إغاثياً وإنسانياً، حيث طرح أهالي المخيم وناشطوه موقف الحياد والبقاء بعيداً عن الاشتباك العسكري في البلاد، والذي اعتبروه ربما حلاً يحمل أقل الخسائر على أهالي المخيم والنازحين إليه من المناطق المجاورة ، وأبقوا على العمل الإغاثي والإنساني مع المهجرين من مناطق الغوطة الغربية المجاورة للمخيم وبعض المخيمات الفلسطينية إذ بلغ عدد المهجرين من مناطق الغوطة الغربية والمخيمات الفلسطينية حتى نهاية شهر آب / أغسطس 2012 أكثر من 80 ألف لاجئ ومهجر استقبلتهم منازل مخيم خان الشيح و والمزارع المحيطة به، بالإضافة الى تجهيز 9 مراكز إيواء داخل المخيم لإدارة أزمة المهجرين والحفاظ على أمنهم وأمن المخيم.

استطاع الناشطون من أبناء المخيم وبوقت قصير إدارة أزمة النزوح بنجاح، حيث شكلوا فرقاً إغاثية لتقديم الخدمات الإنسانية والإغاثية للمهجرين، بالإضافة الى إقامة عدة نقاط طبية تقدم كافة الخدمات الصحية، وفرق لمتابعة أوضاع النازحين في المزارع المحيطة بالمخيم ومراكز الايواء التي تم تجهيزها لاستقبال أي أعداد أخرى قد تتوافد الى المخيم .

يعتبر أبناء المخيم أن وقوفهم على الحياد، لم يكن سلبياً، بل عاد بالنفع الإيجابي على المخيم وحتى على المناطق المجاورة ، حيث أن العلاقة مع الجوار المشتعل بقيت جيدة ، كما استطاع المخيم تقديم المساعدة الإغاثية للمناطق المنكوبة مثل دروشا وعرطوز وغيرها من المناطق، واعتبر الملاذ الآمن للأهالي المهجرين من قرى وبلدات الغوطة الغربية.

في هذه الأثناء، بدأت قوات النظام بالدخول الى المخيم لتعزيز وجودها في المنطقة حيث استقدمت قوة كبيرة من العناصر الأمنية والجنود والآليات العسكرية والدبابات، وتمركزوا داخل المخيم بعد إقامتهم حاجزاً قطع الأوتستراد الواصل بين دمشق والقنيطرة مروراُ بالمخيم، وبدأت مع هذه الإجراءات المضايقات لأبناء المخيم وللمهجرين داخل المخيم من قبل عناصر الحاجز.

الأربعاء الدامي 13آذار/مارس 2013

مع بداية العام 2013 شهد المخيم أحداثاً متسارعة وتوتراً أمنياً، بعد اعتقال عدة ناشطين من أبناء المخيم، وتنفيذ قوات الحاجز المتمركز داخل المخيم مع عناصر فرع الأمن العسكري " فرع سعسع" مداهمات للمنازل، وقصف الأطراف الغربية للمخيم، وذلك بعد سيطرة المعارضة المسلحة على قاعدة الصواريخ المحاذية للمخيم وانسحاب قوات النظام من وسط المخيم الى ثكنة الإسكان العسكري.

و بتاريخ 13/03/2013 سيطرت المعارضة على الثكنة وانسحبت قوات النظام من كامل منطقة خان الشيح وضمنها المخيم في يوم يسميه أبناء المخيم الأربعاء الدامي.

لم يسلم المخيم جراء هذا التطور، فقد صبّت حمم القذائف وصليات الصوارخ على رؤوس أهله، في الوقت الذي كانت تدور المعارك بين المعارضة السورية المسلحة والنظام خارج المخيم للسيطرة على ثكنة الإسكان العسكري.

لم يكن ثمن الطابع السلمي والحياد الذي أصر عليه الفلسطينيون في المخيم سهلاً ، حيث أصبح يوم الثالث عشر من آذار/مارس  2013 بداية  لمرحلة مليئة بالتهجير والقتل فالمخيم الذي استقبل آلاف المهجرين صار أهله مهجّرين.

صباح  يوم الخميس 14 آذار/ مارس 2013 بدأت حركة النزوح من المخيم باتجاه بلدات الغوطة الغربية كبلدات زاكية والديرخبية وعرطوز وجديدة عرطوز وقطنا، وقدّر عدد الذين خرجوا من المخيم أكثر من  3000 عائلة أي مايعادل 10 آلاف نسمة.

شهادات

الناشط الإغاثي عمر محمد تحدث لبوابة اللاجئين الفلسطينيين قائلاً:  كان يوماً من جهنم، القذائف تتساقط عليك من كل اتجاه، الملاجئ مليئة بالأهالي، وصوت الاشتباكات لا يتوقف، كنا نتحرك أفراداً للوصول لأماكن القصف من أجل إسعاف المصابين، نأخذ الأزقة الضيقة والمغطى سقفها لنحمي أنفسنا أثناء التحرك.

ويضيف عمر اعتقدت بوقتها أننا سنموت جميعاً اليوم ولن يخرج منا أحد، بعدما رأيت أشلاء الشهيدة هناء عواد وطفليها ضياء وياسمين، لم نستطع فعل شيء كانوا عبارة عن أشلاء، حاولنا جمعهم لكن الصاروخ الذي سقط فوقهم مباشرةً مزقهم ونثر أشلائهم في كل مكان.

الناشط الإعلامي أبو يافا، قال لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: كنا نعتقد على نحو ما أن النكبة الكبرى قد وقعت ولن يكون هناك غيرها، وإذا وقع منها شيء لن يكون غير رحلة عابرة، يجب أن تكون موازين الكون قد اختلت حتى يحدث هذا فينا، ضياع المخيم وموته أو هي القيامة الآن .

ويضيف أبو يافا الذي تمكن لاحقاً من الخروج من سوريا في رحلة محفوفة بالمخاطر والصعاب: كان القصف مستمراً نحاول إيصال الصورة إلى العالم الخارجي، ليعرفوا مايحدث لنا، الاتصالات كانت ضعيفة، الكهرباء مقطوعة، والوصول الى شبكة تغطية صعب جداً، حاولنا الخروج إلى مناطق بعيدة عن المخيم للاتصال، لكن الوضع كان مأساوياً ولم نستطع، القذائف تتساقط وأعداد الجرحى في ازدياد، ولا أحد يكترث لما يحصل.

محمد حسين وهو لاجئ فلسطيني من أبناء المخيم، غادر المخيم نحو بلاد اللجوء الأوربية، تحدث لموقعنا عن يوم النزوح الكبير وأعداد اللاجئين الكبيرة التي بدأت بنقل أمتعتها و مغادرة المخيم، يقول: طوابير السيارات امتدت على طول الطريق  من المخيم حتى الحاجز الذي يبعد حوالي 3 كلم

ويضيف محمد أنه سمع صديقاً له يقول أنَّ جندياً لم يعرف الماء سبيلاً لجسمه منذ أشهر، كان يتأمل طابور السيارات الواقف أمامه على الحاجز، سأل أحدها عن جهة قدومها.. قالوا له جئنا من مخيم خان الشيح.. باستغرابٍ ردّ عليهم: "العَمَىْ بقلبكِنْ... تلات الاف قزيفةِ ضْرَبنا عليكِنْ.. لَكْ لسَّاتكِنْ عايشين؟!!".

ظل مخيم خان الشيح محاصراً بشكل جزئي ويتعرض للقصف بشتى أنواع الاسلحة من البراميل المتفجرة إلى الصواريخ والقذائف بكل أنواعها وقنابل الطائرات الحربية بالإضافة الى النقص بالمواد الغذائية والأدوية، وغلاء الأسعار وتحكم تجار الحرب بالأسعار واحتكار المواد في المناطق المجاورة للمخيم حتى منتصف العام 2016 والذي أصبح نقطة فارقة في تاريخ المخيم وأهله .

روسيا تقتل الفلسطينيين في سوريا

مع بداية النصف الثاني من شهر حزيران / يونيو 2016 بدأت قوات النظام مدعومة بغطاء جوي روسي بشن عدة عمليات عسكرية بهدف اقتحام مخيم خان الشيح والمنطقة للسيطرة عليها، كان أولها من الجهة الغربية للمخيم من باتجاه اتستراد السلام يوم 18 حزيران /يونيو 2016 حيث تم قصف المنطقة بأكثر من 40 برميلاً متفجراً وعشرات الغارات من طائرات السيخوي وصورايخ الغراد وققذائف المدفعية والدبابات .

ويوم 19 حزيران / يونيو 2016 تم استهداف مخيم خان الشيح بالطيران الروسي لأول مرة منذ بداية المعارك في المنطقة حيث استهدف الحارة الشرقية، محدثاً دماراً بالبنى التحتية وخط المياه الرئيسي للمخيم .

وبعد دخول المخيم للمرحلة الأخطر في تاريخه، وبدء استهدافه من قبل الطيران الروسي بشكل مباشر، طوى أكثر من 12 ألف مدني فلسطيني، وأربعة آلاف نازح ومهجر سوري، بينهم ثلاثة آلاف طفل، قدر لهم الحياة لحوالي 4 سنوات تحت الحصار الجزئي وسط انقطاع سبل العيش والحياة، هذه المرحلة بتوقيع الاتفاق بين فصائل المعارضة المسلحة والنظام وخروج العديد من أبناء المخيم للشمال السوري، وعودة من نزح سابقاً إليه، ولكن لا يزال المخيم حتى اللحظة بحاجة إلى بث الروح والحياة فيه.

إحصائيات

 بحسب بوابة اللاجئين الفلسطينيين ومجموعة العمل من أجل فلسطينيو سوريا فإن 180 مدنياً موثقين قضوا جراء القصف والاشتباكات، بينما تم توثيق 186 حالة إعاقة ومئات الجرحى، فيما بلغت نسبة الدمار أكثر من 30% من ممتلكات وبنية المخيم حتى نهاية العام 2016.

وتم توثيق اعتقال 248 لاجئاً من أبناء المخيم على الحواجز المحيطة به، وفي البلدات والمدن  المجاورة التي نزحوا إليها منذ عام 2013.

خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد