درعا- بوابة اللاجئين

يعتبر مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين والذي أنشئ بين عامي 1950-1951 من أكثر الأماكن كثافة بالسكان في الجنوب السوري، وبلغ عدد الأسر في المخيم إلى ما قبل العام 2011 (4500) أسرة فلسطينية، إلا أنه وبعد اضطراب الأحداث وشن قوات النظام لعمليات تدميرية للأحياء الخارجية من المخيم، واستخدام القوة النارية الثقيلة سواء بالمدرعات أو القصف الجوي، فلم يبقَ في المخيم إلا (264) أسرة.

أغلب سكان المخيم لجؤوا الى المناطق الغربية والشرقية لمدينة درعا أي مناطق المعارضة، والقسم الآخر ذهب الى مناطق سيطرة النظام مثل حي الكاشف والمطار وشمال الخط.

 تعرض المخيم لأربعة اقتحامات من قبل قوات النظام، كان أشدها الاقتحام الرابع في عام 2013، فقد أحرقت أغلب المنازل في المخيم تقريبا، وبعد معركة "عاصفة الجنوب" دمرت نسبة كبيرة من أحياء المخيم، حيث وصلت نسبة الدمار إلى ما يقارب (85%).

عاش مخيم درعا بالإضافة إلى ذلك حصار من قبل قناصة النظام الذين يترصدون من بقي في المخيم في كل لحظة، حيث قتل العديد من الأهالي نتيجة إصابتهم برصاص القنص وصعوبة إسعافهم جراء استهداف أي حركة تصدر من أزقة المخيم، ويشكل الأخير خط الجبهة الأول الملاصق لمناطق سيطرة النظام من جهة حي شمال الخط في درعا المحطة وسوق الهال والمنطقة الصناعية وقطاع الجوية.

ليس فقط القصف والدمار والقنص هو فقط ما يعاني منه اللاجئين في مخيم درعا، والذي سبب هجرة أكثر سكانه، وإنما أيضا بؤس الحالة المعيشية وتردي الأوضاع الإنسانية داخل المخيم، فمنذ حوالي الثلاث سنوات لا يوجد مياه في الأنابيب الرئيسية للمخيم، وقد لوحظ مؤخرا نقصا شديدا في المياه مع جفاف أغلب الآبار، وحاليا توجد مشكلة كبيرة في الحصول على مياه الشرب، وكان السكان قد ناشدوا أكثر من جهة من أجل حل مشكلة المياه وأن أغلب المناطق الأخرى يصلها الماء لكن دون استجابة من أحد، لذلك يعتمد الأهالي على الصهاريج الزراعية لتأمين مياه الشرب، وقد وصل ثمن خزان مياه (سعة خمسة براميل) 1000 ل.س ما يعادل (2$)، ما شكل عبئا ثقيلا على أبناء المخيم الذين يعيشون في ظل بطالة مرتفعة، إضافة إلى أن  مياه الصهاريج غير مراقبة صحياً في الغالب، الأمر الذي أدى إلى انتشار بعض الأمراض بين الأهالي مثل (الإسهال واليرقان) كما أن المخيم يفتقر إلى وجود نقطة طبية أو مستوصف يُعسنى بالأهالي وكذلك مخبزاً لتوفير مادة الخبز لمن بقي متواجدا في المخيم.

وما زاد من تراجع الحالة الإنسانية تخلي وكالة الغوث "الأونروا"، منذ سنتين، عن تقديم الخدمات لأهالي المخيم،  فعلى سبيل المثال على صعيد أعمال النظافة، لا يتم انتشال القمامة إلا كل أسبوع أو 10 أيام مرة واحدة فقط من قبل الدفاع المدني في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة السورية، ما يؤدي إلى تكاثر القمامة وانتشار القوارض والحشرات بشكل كبير والتسبب بمشكلة كبيرة لأغلب أهالي المخيم، حيث يتم التخلص من النفايات بواسطة الحرق مما يسبب روائح كريهة وحالات اختناق لبعض مرضى الربو .

أرقام

تشير الإحصائيات غير الرسمية بأن مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين قدم منذ بداية الأحداث في سورية حتى الآن من الضحايا اللاجئين نحو (500) ضحية، كما تفيد الإحصاءات بوجود أكثر من (200) معتقل من أبنائه في سجون النظام السوري، ويعتبر في محافظة درعا بأن المعتقل اللاجئ "اسماعيل فلاحة" أقدم معتقل فلسطيني في سجون النظام منذ بداية الأحداث في سورية في العام 2011.

شاهد معاناة أهالي مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين نتيجة نقص الخدمات وانقطاع المياه. 

خاص بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد