موسكو

اعتبر نيكولاي ملادينوف مُنسق الأمم المتحدة الخاص لعمليّة السلام في الشرق الأوسط، أنّ وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" لا يُساهم في ما أسماه بالتسوية، و"صفقة القرن" قد تكون مُفيدة شرط أن تكون مبنيّة على حل الدولتين.

جاءت تصريحات ملادينوف لوكالة "تاس" الروسيّة، الاثنين 2 كانون أوّل/ديسمبر، في الوقت الذي تمر فيه الوكالة الأمميّة بأزمةٍ هي الأسوأ في تاريخها، حسب وصف مسؤوليها، وهي على أعتاب التصويت النهائي لتجديد تفويض ولايتها للعمل (3) سنوات جديدة في تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين في كافّة مناطق عمليّاتها.

وقال ملادينوف في تصريحاته "كانت لدينا مُناقشات جيّدة مع الأصدقاء الأمريكيين حول أنه إذا كان مُقترحهم مبنيّاً على حل الدولتين وفقاً لموقف الأمم المتحدة بشأن تسوية النزاع، وإذا كان من شأنه أن يُساعدة في عودة الأطراف إلى طاولة المُفاوضات، فإنه بنّاء ومُفيد في ظل الوضع الراهن على الأرض."

وتابع قوله "للأسف نرى خلال السنوات الأخيرة تدهوراً للعلاقات بين القيادة الفلسطينيّة والولايات المُتحدة، وهما لم تعودا تتحدثان مع بعضهما البعض، وهذا الأمر يؤثّر سلباً على الأوضاع بشكلٍ عام."

وكانت الإدارة الأمريكيّة عقب وصول الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب للحُكم، قد اتخذت العديد من الإجراءات بحق الفلسطينيين، تضمّنت نقل سفارتها من "تل أبيب" إلى القدس المُحتلّة وإعلان الأخيرة كعاصمة للكيان الصهيوني، بالإضافة إلى وقف مُساهماتها المُقدّمة لـ "أونروا" بالتزامن مع إغلاق مكتب تمثيل مُنظمة التحرير الفلسطينيّة في واشنطن، ووقف المُساعدات المالية للفلسطينيين وغيرها من الإجراءات.

وهُنا يُشير المسؤول الأممي إلى أنّ وقف الولايات المُتحدة تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وبرامج أخرى، لا يُساهم في عمليّة التسوية، مؤكداً أنه بعد زيارته لموسكو حيث التقى وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف ونائبه، لديه خُطط للعودة إلى القدس ومُواصلة العمل على ما أسماه بـ "تسوية النزاع" بشكلٍ مُشترك مع الدول العربية والاتحاد الأوروبي والولايات المُتحدة.

وتبقى قضيّة اللاجئين الفلسطينيين ضمن الملفّات الأساسيّة العالقة والتي لم تجد حلّاً حتى هذا اليوم، حيث بقيت قضايا القدس واللاجئين والمستوطنات وملفات أخرى ضمن الملفات التي لم تتفق بشأنها منظمة التحرير خلال مُفاوضات "اتفاقيّة أوسلو" التي تم توقيعها عام 1993.

فيما يقوم عمل وكالة "أونروا" التي تأسست عام 1949 وبدأت عملها في العام الذي يليه، على الاستمرار بتقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين حتى إيجاد حل عادل لقضيّتهم، وهو ما لم يحدث حتى يومنا هذا، إلّا أنّ الإدارة الأمريكيّة تسعى بمُساعدة الاحتلال إلى إعادة تعريف اللاجئ الفلسطيني ليقتصر على جيل مُعين وعدم احتساب أحفاد اللاجئين، بالإضافة إلى إنهاء عمل "أونروا"، وطرح توطين اللاجئين الفلسطينيين ما يعني حرمانهم من حق العودة إلى ديارهم التي هُجّروا منها عام 1948.

تصريحات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد