سوريا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

تستمر "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"  في رصد ومتابعة أخبار اللاجئين الفلسطينيين في مخيّمات سوريا   على ضوء الظروف الراهنة التي تعصف بها، حيث تتواصل معاناة اللاجئين الفلسطينيين على إمتداد الجغرافيا السورية أمنيّاً ومعيشيّاً وإنسانيّاً.

مخيم اليرموك:

 يتصدر مخيّم اليرموك للاجئين بالعاصمة دمشق، واجهة الأحداث الأمنية بفعل الصراع المستمر بين تنظيم "داعش" الذي يسيطر على نحو 80 % من أحياء المخيّم من جهة، وتنظيم "هيئة تحرير الشام" الذي يسيطر على مناطق غرب المخيّم وبعض الحارات الداخليّة.

وفي السياق، قام عناصر تنظيم " داعش" يوم الثلاثاء 19 أيلول، باستهداف مناطق غرب مخيّم اليرموك الخاضعة لسيطرة " هيئة تحرير الشام" بعدد من قذائف الهاون، أسفرت عن وقوع أضرار ماديّة في منازل المدنيين.

ووفق مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، فإنّ القصف قد تزامن مع حالة استنفار عسكري  شديد لعناصر التنظيم على  امتداد خطوط التماس بين "داعش" والهيئة" في غرب ووسط مخيّم اليرموك.

كما أفادت مصادر لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في مخيّم اليرموك، بأنّ عناصر تنظيم " داعش" قاموا بإعتقال لاجئ فلسطيني داخل المخيّم، يبلغ من العمر 22 عاماً، بتهمة التعامل مع تنظيم "هيئة تحرير الشام" في المخيّم.

ووفق المصادر، فإن الشاب الذي تتحفظ البوابة على ذكر اسمه بناء على طلب ذويه، لا تربطه أي علاقة بـ"هيئة تحرير الشام"، وجرى اعتقاله في سياق حملة أمنية ينفّذها تنظيم "داعش" في مخيّم اليرموك وعموم مناطق سيطرته في جنوب دمشق، حيث قام بحملة إعتقالات عشوائيّة في مناطق القدم والحجر الأسود.

وفي مخيّم اليرموك أيضاً، نقلت مصادر محليّة لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" تنفيذ تنظيم " داعش" لجملة من الإجراءات الأمنية المشددة، وذلك بعد  انشقاق و هروب عدد من عناصره  من المخيّم إلى منطقة المأذنيّة في حي القدم المجاور.

ومن تلك الإجراءات، نصب عناصر التنظيم حاجزاً، على الطريق المؤدي إلى حيّ المأذنية في منطقة القدم جنوبي دمشق، لمنع هروب عناصر التنظيم وعائلاتهم إلى المنطقة المذكورة، بهدف الخروج مع مسلحي المعارضة السوريّة إلى الشمال السوري.

 

جنوب دمشق:

وفي بلدات جنوب دمشق الثلاث "يلدا – ببيلا – بيت سحم" حيث تعيش نحو 5 ألاف عائلة فلسطينية نازحة من مخيّم اليرموك، تمّكن الطلّاب الفلسطينيون أخيراً من الخروج إلى العاصمة السورية دمشق للتسجيل بالمعاهد والجامعات، بعد عرقلة خروجهم من قبل حواجز أمن النظام السوري المتمركزة على مداخل تلك البلدات من جهة الجنوب.

حيث عُمّمَ في تلك البلدات بوقت متأخّر من ليل الإثنين 18 أيلول، إعلاناً للطلبة الفلسطينيين المهجّرين فيها، يدعوهم للتوجّه صباح اليوم التالي إلى حاجز الأمن السوري عند مدخل بلدة ببيلا، لتسجيل أسمائهم من أجل الخروج نحو العاصمة دمشق،  لتقديم طلبات الإلتحاق بالجامعات والمعاهد.

وكان التعميم قد جاء، عقب مناشدات أطلقها ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي، طالبوا فيها "منظّمة التحرير الفلسطينية" وجميع الجهات المعينّة للتدخل لدى أمن النظام السوري، من أجل السماح لنحو 50 طالب وطالبة ممن جرى قبولهم في الجامعات السوريّة ومعهد "دي تي سي"، بالعبور إلى العاصمة دمشق للتسجيل، قبل انقضاء موعد التسجيل المباشر، علماً أنّ آخر مهلة للالتحاق كانت يوم أمس الإثنين أي قبل صدور الإعلان أعلاه.

وكان ناشطون في بلدات جنوب دمشق عبّروا عبر مواقع التواصل الإجتماعي، عن استهجانهم لصدور التعميم في وقت متأخر بعد انقضاء مهلة التسجيل المباشر، الأمر الذي سيضع الطلّاب أمام صعوبات الحصول على استثناءات للتسجيل في الجامعات والمعاهد، وهي إجراءات تتطلب وقتاً وقد لا يتمكّن كثيرون من تحصيلها.

كما حمّل بعضهم المسؤوليّة، للأطر والقيادات الفلسطينية، وعلى رأسها "منظمّة التحرير الفلسطينية" وطالبوها ببذل المزيد من الجهود من أجل تسهيل حركة اللاجئين الفلسطينيين، على حواجز أمن النظام السوري، والتسريع بإصدار التصاريح الأمنية للحالات المستعجلة.

وفي بلدة يلدا الجنوبية أيضاً، تواصلت فعّاليات البطولة الرياضيّة المقامة تحت عنوان "شهداء مخيّم اليرموك"، والتي جرى افتتاح فعّاليّاتها يوم 16 من شهر أيلول الجاري، بتنظيم من نادي وتد ونادي جنين الرياضي في جنوب دمشق.

ويشارك في البطولة، نحو 15 فريقاً يمثّلون الفعاليّات والأندية الرياضيّة في بلدات جنوب دمشق الثلاث " يلدا- ببيلا – بيت سحم" من ضمنها 5 فرقٍ فلسطينية وهي : فريق الإخلاص، فريق جنين، فريق جفرا، فريق بيسان، وفريق أساتذة مدرسة الجرمق البديلة، ومن المقرر أن تستمر البطولة، حتى السابع عشر من تشرين الأول المقبل.

إنسانيّاً، قامت  "مؤسسة جفرا للإغاثة والتنمية الشبابية"، يوم الأحد 17 أيلول، بتوزيع السلل الغذائيّة على أهالي مخيّم اليرموك، في بلدات جنوب دمشق الثلاث " يلدا – ببيلا – بيت سحم"، وذلك بتدقيق وإحصاء المكتب الإغاثي لأهالي مخيّم اليرموك.

علماً أنّ  نحو 5 الاف عائلة فلسطينية مهجّرة من مخيّم اليرموك إلى بلدات جنوب دمشق، تستفيد من المعونات الإغاثيّة التي تقدمّها المؤسسات المدنية والإغاثيّة العاملة في جنوب دمشق، ومن ضمنها مؤسسة "جفرا".

وفي رصدها الأسبوعي لحركة الأسواق والأسعار في جنوب العاصمة دمشق، نشرت "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" تقريرها الذي بيّن  انخفاضاً  ملحوظاً بأسعار بعض السلع الغذائيّة والإستهلاكيّة في أسواق بلدات جنوب دمشق الثلاث" يلدا – ببيلا – بيت سحم"، مقارنة بأسعارها خلال الأسابيع الماضيّة.

وأظهرت قائمة حديثة للأسعار، رصدها مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في جنوب دمشق، الإنخفاض الملحوظ مقارنة بما كانت عليه قبل أسبوعين، لاسيّما أسعار الخضراوات والحبوب، حيث إنخفض سعر الكيلوغرام الواحد من مادة الخيّار من 350 ليرة سورية إلى 150، أمّا سعر الكيلوغرام من الباذنجان فإنخفض إلى 75 ليرة سورية بعد أن تجاوز في الفترة الماضية عتبة 250 ليرة، بالإضافة لعّدة مواد بين خضراوات وحبوب إنخفضت أسعارها بنسب تراوحت بين 30 إلى 40 % مقارنة بما كانت عليه منذ الأسبوع الأوّل من أيلول.

وأشار المراسل، إلى أنّ أسعار المواد الغذائيّة في البلدات الجنوبيّة، عرضة للتأثر بأيّ ظرف أو مناسبة، حيث لا تتوانى حواجز النظام السوري المتمركزة على مداخل تلك البلدات من جهة الجنوب، عن إيقاف أو تقنين دخول البضائع لأي سبب أو إشكاليّة أمنية طفيفة، ليُفاجأ الناس بإرتفاع في أسعار بعض المواد لفترة، قبل أن تعاود الانخفاض إلى معدّلاتها الطبيعية.

يذكر أنّ أسواق بلدات جنوب دمشق، تعتبر المقصد الوحيد لأهالي مخيّم اليرموك المتبقّين تحت الحصار داخل المخيّم، بالإضافة إلى نحو 5 ألاف عائلة من مخيّم اليرموك مهّجرة في تلك البلدات.

مخيم خان دنون:

عادت أزمة المواصلات في مخيّم خان دنون للاجئين بريف دمشق إلى الواجهة، حيث تشكل بالنسبة للاجئين الفلسطينيين إحدى أبرز المصاعب الحياتية خصوصاً مع بدء الموسم الدراسي، فكان لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" تقريراً يرصد معاناة وشكاوى الأهالي ومعالجاتهم :

 مخيّم خان دنون: أزمة مواصلات خانقة مع بدء العام الدراسي وحلول فردية  مكلفة

 

يعاني أهالي مخيّم خان دنون للاجئين الفلسطينيين، بريف العاصمة السوريّة دمشق، من أزمة خانقة في تأمين وسائل النقل، والتي تزداد حدّتها مع بدء العام الدراسي، حيث يعاود في كل عام مشهد تجمّع الطلبة والموظفين في الشوارع الرئيسيّة، إنتظاراً لوسيلة نقل تقلّهم إلى جامعاتهم وأماكن عملهم.

فإلى جانب قلّة وسائل النقل العاملة على الخط الواصل بين منطقة المخيّم ومدينة  دمشق، تبرز مشكلة تحكّم سائقو "الميكروباصات" بخطوط سيرهم وفق أهواءهم، دون الإلتزام بالخط المحدد لهم من قبل مديريّة النقل العام، الأمر الذي يجعل وجود تلك "الميكروباصات" على قلّتها، أمرٌ مشابهٌ لعدمه وفق ما يقول الأهالي.

"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" رصدت شكاوى بعض أهالي مخيّم خان دنون، الذين ناشدوا بدورهم الجهات المعينّة، التدخل في حل أزمة المواصلات، والتي تمثّل عامل إرهاقٍ مضاف، إلى جملة من العوامل المعيشيّة والخدميّة والأمنية التي يعانون منها منذ سنوات.

تقول غادة إبنة مخيّم خان دنون، وهي طالبة سنة ثانية في كليّة الآداب بجامعة دمشق، أنّ معاناتها مع أزمة المواصلات قد بدأت منذ العام 2016 الفائت، حيث كانت تضطر للخروج من منزلها في الساعة الخامسة صباحاً، لتتمكّن من تحصيل مقعد في أحد الباصات، بعد انتظار قد يمتد لأكثر من ساعة ونصف وأحياناً لساعتين.

وتضيف غادة، أنّ هذا العام يشهد تواصلاً للأزمة، مع تفاقم واضح في حدّتها، وذلك بسبب الإزدياد الملحوظ في أعداد الطلبة الملتحقين بالجامعات، خصوصاً من الأخوة النازحين إلى مخيّم دنون من المخيّمات المنكوبة.

أمّا عبد الحق، وهو طالب في معهد " دي تي سي" ، فقد أحال سبب الأزمة إلى عدم التفات الجهّات الرسميّة المعنيّة، إلى حال المخيّم ومتطلبّات أهله، خلافاً للمناطق الأُخرى المجاورة، وذلك لإعتبارهم منطقة المخيّم "منطقة ساخنة"، مشيراً إلى أنّ الوضع في منطقة المخيّم يعتبر مستقرّاً،  ويماثل حال منطقة الكسوة المجاورة على سبيل المثال، التي تخصص لها الجهات البلدية العاملة فيها، عدّة باصات لنقل الطلّاب.

مبادرة فرديّة.. ولكن مكلفة

وعلى سبيل التخفيف من وطأة الأزمة على طلّاب المخيّم، أطلق ناشطون من مخيّم خان دنون، عبر صفحات موقع التواصل الإجتماعي " فيسبوك"، مبادرةً لتأمين حافلة من نوع "بولمان"، لنقل طلّاب المعاهد والجامعات من المخيّم، حتى منطقة اوتوستراد المزّة وسط العاصمة دمشق.

وقال القائمون على المبادرة، إنّ إنطلاق المشروع مرهونٌ بتأمين 40 راكباً يسجّلون أسمائهم ويلتزمون بالحضور بشكل يومي، وبتعرفة ركوب 500 ليرة سورية ذهاباً وإياباً.

المبادرة قوبلت أيضاً بالكثير من التحفظّ، رغم كونها الأولى من نوعها التي تُطرح في سياق أزمة المواصلات التي تتربص بأهالي المخيّم، وذلك لغلاء تعرفة الركوب، التي قد يعادل مجموعها شهريّاً أكثر من نصف الدخل الشهري لأسرة متوسطة الحال.

إلى ذلك، أكّد العديد من أهالي المخيّم، على أنهم قد قدموا الكثير من الشكاوى إلى الجهات المعنية الحكوميّة والفصائل الفلسطينية ومنظّمة التحرير، إلا أن شكواهم ذهبت أدراج الرياح،  مضيفين أنّ الكثير من مسؤولي الفصائل و القوى السياسية، يأتون إلى المخيّم  لحضور المهرجانات و إلقاء الكلمات المشيدة بصمود الأهالي، دون أن يقدّموا أيةَ مبادرةِ خدميّة من شأنها أن تحسّن الواقع المعيشي للأهالي، لا على صعيد أزمة المواصلات ولا أي من الأزمات الأخرى.

يشار إلى أنّ، مخيّم خان دنّون، يعتبر الأشد فقراً من بين المخيمات الفلسطينية في سورية، ويعتمد أهله  على المساعدات المالية والإغاثية الشحيحة، التي تقدمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الأونروا" بين الحين والآخر.

لاجئون ضحايا:

شهد الأسبوع الثالث من شهر أيلول سقوط عدد من الضحايا الفلسطينيين في سوريا، جلّهم في معارك خاضتها ميليشيات حليفة للنظام السوري في مناطق بعيدة عن مخيّمات اللجوء.

حيث نعت ميليشيا " قوّات الجليل" الجناح العسكري لحركة "شباب العودة الفلسطينية"، يوم الأحد 17 أيلول، 7 لاجئين فلسطينيين من  عناصرها، قضوا خلال مشاركتهم في معارك، إلى جانب جيش النظام السوري.

وقالت الحركّة، أنّ كلّاً من، عصام أحمد خفاجة"،  نضال مصطفى رستم ،  محمد أحمد المحمد ، عبد الحفيظ مصطفى ،  محمد جمال يونس ،  أحمد سعيد خربطلي ،  حافظ علي اسماعيل، قد قضوا في معارك  بريف مدينة الرقّة شمال شرق سوريا.

كما قضى الطفل الفلسطيني، أحمد عبد المنعم وحش، إبن مخيّم خان الشيح للاجئين بريف دمشق،  جرّاء إصابته برصاصة طائشة أثناء تواجده في أحد شوارع مدينة دمشق، أدّت إلى مقتله على الفور.

وفي حين لم تُعرف ملابسات إطلاق النار الذي أدّى الى مقتل الطفل، تناقلت تعليقات على مواقع التواصل الإجتماعي، أنّ تفلّت السلاح في العاصمة دمشق وانتشار الميليشيات المدنيّة المسلّحة، والتي تعرف باللجان الشعبية والدفاع المدني، أدّى إلى بروز ظاهرة إطلاق النار العشوائي التي تهدد حياة المواطنين.

خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد