سوريا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

شهد الأسبوع الثاني من شهر تشرين الأول، تصاعداً في الأحداث التي تعصف بمخيّات اللجوء الفلسطيني في سوريا، خصوصاً في مخيّم اليرموك وجواره، حيث التطورات الأمنية شهدت تصاعداً ملحوظاً، وسط استمرار سيطرة تنظيم "داعش" على المخيّم.

مخيّم اليرموك:

شهد مخيّم اليرموك خلال الاسبوع الثاني من الشهر الجاري، تصاعداً في حدّة القصف على  محور شارع فلسطين شرقي المخيّم، حيث تواصل يوم الأحد 8 تشرين الأول، و لليوم الثالث على التوالي، القصف المدفعي من قبل جيش النظام السوري.

وفي ذات السياق أفاد مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في جنوب دمشق اليوم الجمعة 13 تشرين الأوّل، بتعرّض مناطق شرق مخيّم اليرموك لقصف عنيف بقذائف الهاون من العيار الثقيل، مصدرّها قوّات النظام والفصائل الموالية له شمال المخيّم.

وأضاف المراسل، أنّ القصف استهدف " قطاع القراعين" ومناطق أخرى من شارع فلسطين وأحياء شرق المخيّم الواقعة تحت سيطرة تنظيم "داعش"، بالتزامن مع قصف أطراف حي التضامن المحاذي.

وجاء ذلك القصف بالتزامن أيضا مع غارات جويّة شنّها الطيران الحربي التابع للنظام السوري منذ صباح اليوم ذاته، على منطقة الحجر الأسود الخاضعة لسيطرة التنظيم.

حيث  استفاق أهالي مخيّم اليرموك على أصوات القصف العنيف  الذي  استهدف حي الحجر الأسود الذي يخضع لسيطرة تنظيم " داعش" صباح الجمعة 13 تشرين الأوّل، وأضاف المراسل الذي أفادنا بالخبر، أنّ دوي الإنفجارات قد تردد صداها في كافة أرجاء مخيّم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، وبلدات جنوب دمشق، محدثاً حالة من الذعر والترقب وسط السكّان.

وعلى إثر القصف، شهدت مناطق الحجر الأسود نزوحاً مدنيّاً كثيفاً باتجاه مخيّم اليرموك للاجئين، وذلك جرّاء تواصل القصف العنيف الذي يشنّه الطيران الحربي التابع للنظام السوري، على أحياء الحجر الأسود منذ صباح اليوم الجمعة 13 تشرين الأوّل.

ونقل مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّ العديد من أهالي المخيّم، بدأوا يعدّون لمغادرة المخيّم والتوجّه إلى بلدات جنوب دمشق "يلدا – ببيلا – بيت سحم"  تخوّفاً من إمتداد القصف الى مناطق سيطرة "داعش" في المخيّم.

ونبقى في مخيّم اليرموك، حيث كشفت مصادر محليّة في مخيّم اليرموك لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أنّ تحركّات وتحصينات جديدة و نوعية يقيمها تنظيم "داعش" لمواقعه في مخيّم اليرموك، لا تشبه التحصينات التقليديّة والتدشيمات التي إعتاد الأهالي على رؤيتها، طوال فترة سيطرة التنظيم على المخيّم منذ نيسان 2015.

وقالت المصادر، أنّ آخر تلك التحصينات والتدشيمات، نصبها التنظيم عند حاجز العروبة، الفاصل بين المخيّم وبلدة يلدا الجنوبيّة، و التي تسيطر عليها فصائل المعارضة السوريّة المسلّحة، وهي عبارة عن

حواجز صدّ للمركبات الآليّات، وقد إندلعت على إثر نصبها معارك يوم الأحد 8 تشرين الأوّل، بين عناصر التنظيم من جهة، وعناصر المعارضة السوريّة المسلحة من الجهة الأخرى، تسببت في إحراق عدد من الأبنية والمحلّات.

وتابعت المصادر، أنّ التدشيمات والتحصينات الجديدة، تعتمد ما تُعرف بـ"الطريقة الشيشانيّة" وهي عبارة عن غرف تحت الأرض، وأسفل الأبنية السكنيّة، و مغطّات بسواتر ترابيّة عالية، ترتبط فيما بينها بخنادق طويلة، ومجهّزة بثغرات للإشتباك، ووفق المصادر فإنّ هذه التحصينات أعدّت لمقاومة القنابل والدبابات، ولا يمكن إختراقها إلا بقوّة قصف تدميريّة كبيرة.

وفي سياق استمرار تنظيم "داعش" انتهاكه للحياة في مخيّم اليرموك، أفاد مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في جنوب دمشق، بأنّ تنظيم "داعش" أعاد تفعيل قراره بمنع الطلّاب من أبناء مخيّم اليرموك، التوجّه إلى بلدات جنوب دمشق، لتلقي التعليم في المدارس البديلة، ما سيؤدي إلى حرمان نحو 700 طالب من أبناء المخيّم من تلقي تعليمهم هذا العام.

وأضاف المراسل، أنّ قرار التنظيم قد شمل أيضاً المعلّمين المقيمين ضمن مناطق سيطرته، حيث منعهم من مزاولة التعليم في المدارس البديلة، وفرض عليهم التوّجه إلى المدارس التابعة له، والتي تدّرس وفق مناهجه الخاصّة.

جنوب دمشق:

وفي بلدات جنوب دمشق الثلاث "يلدا – ببيلا – بيت سحم" تواصلت معانات العائلات الفلسطينية المهجّرة من مخيّم اليرموك، فحطّت آخر فصول المعاناة على الطلّاب هذه المرة، حيث أفاد مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في جنوب دمشق، بأنّ حاجز أمن النظام السوري، عند مدخل بلدة ببيلا الجنوبية، قد منع الطلبة الفلسطينيون من الخروج إلى العاصمة دمشق، لتقديم الإمتحان المعياري المخصص لطلّاب التقديم الحر.

ونقلت مصادر لـ "بوابة اللاجئين" عن أحد الطلّاب قوله، أنّ عناصر الحاجز قد أخبروهم أنّ إجراء المنع قد جاء، كنتيجة لدخول بلدات المنطقة الجنوبية " يلدا- بببيلا- بيت سحم" ضمن إتفاق خفض التصعيد.

وفي جنوب مشق أيضا، أكّدت مصادر طبيّة لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أنّ النقاط الطبيّة في البلدات الثلاث تسجّل حالات متزايدة لأمراض الكلى والالتهابات البولية الناتجة عن الترسبات الرمليّة، جرّاء شرب ماء الآبار غير المكرر، والذي يحتوي على نسب عالية من الترسبات الكلسيّة والرمليّة

وأضافت المصادر، أنّ الحالات بدأت تنتشر بشكل ملحوظ، في صفوف سكّان جنوب دمشق ومن ضمنهم اللاجئين الفلسطينيين، وكذلك بين سكّان مخيّم اليرموك المحاصر،  وتتراوح الحالات بين حصى الكلى والإلتهابات البوليّة.

وفي إطار تفاعل اللاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق، مع قضاياهم الوطنية الفلسطينية، أقامت " الهيئة الأهلية الفلسطينية" في جنوب دمشق، إحتفاليّة لأحياء  يوم التراث الفسطيني بعنوان "تراثنا هويتنا"، في قاعة قصر السندس ببلدة ببيلا، وذلك بحضور شعبي كثيف لأهالي مخيّم اليرموك المهجّرين الى البلدات الجنوبيّة الثلاث.

وبدأ الإحتفال، بالترحيب بالحضور من أهالي المخيّم، ثم القى الشيخ أبو صالح كلمة الهيئة الأهليّة، والتي أكّد فيها على "ضرورة التمسك والمحافظة على التراث الفلسطيني الأصيل، الذي يعتبر جزءاً مهما في نضال الشعب الفلسطيني ضد المحتل، وعنواناً لهويّتنا وثقافتنا".

كما اختتمت في بلدة يلدا جنوبي دمشق، فعّاليات دورة"شهداء مخيّم اليرموك" الرياضية والتي جرى افتتاح فعّاليّاتها يوم 16 من شهر أيلول الفائت، بتنظيم من نادي "وتد"  ونادي "جنين" الرياضيين في جنوب دمشق.

وانتهت الفعّاليات، بفوز فريق مؤسسة "جفرا" الرياضي على فريق "شباب الأقصى" بنتيجة خمسة أهداف لواحد، وذلك في المباراة الختاميّة التي أقيمت على أرض ملعب مركز "وتد" في بلدة يلدا.

مخيّم درعا:

أفاد مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في درعا جنوبي سوريا، بإصابة الشاب محمود قويدر، برصاص قنّاص تابع لقوّات النظام السوري، على أطراف مخيّم درعا للاجئين الفلسطينيين، مشيراً إلى أنّ حالة الشاب مستقرّة.

كما سجّل المراسل، سقوط نحو ثلاث قذائف هاون، على أحياء المخيّم المنكوب ليلتي الأحد والإثنين 8 و 9 تشرين الأول الجاري، دون وقوع إصابات بشريّة.

يشار إلى أنّ خروقات للهدنة المبرمة في محافظة درعا السوريّة، بين قوّات النظام السوري وفصائل المعارضة السوريّة المسلحة، تطال مخيّم درعا منذ شهر حزيران الفائت، ما يحول دون عودة معظم الأهالي المهجّرين الى مخيّمهم.

لاجئون ضحايا ومعتقلون:

في كشف خطير، يخصّ المعتقلون الفلسطينيون في سجون النظام السوري، علمت "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" من مصادر موثوقة، أنّ السلطات الأمنية التابعة للنظام السوري، تعرض تسوية على المعتقلين الفلسطينيين في سجونها، تخيّرهم بموجبها بين البقاء في المعتقل، أو الذهاب لجبهات القتال الساخنة في صفوف الميليشيات المواليّة للنظام.

ونقلت المصادر عن زوجة أحد المعتقلين، تمتنع "بوابة اللاجئين" عن ذكر اسمها، أنّ زوجها المعتقل في سجن عدرا المركزي بريف العاصمة السوريّة دمشق، قد خضع لتلك التسويّة، وأكّدت الزوجة أنّها تلقّت إتصالاً من زوجها المتواجد حاليّاً على جبهة دير الزور شرقي سوريا، ليعلمها أنّه قد جرى الإفراج عنه بموجب تسوية مع أمن النظام، مقابل مشاركته بمعارك في صفوف إحدى الميليشيات التي تقاتل إلى جانب جيش النظام السوري.

وكانت مصادر إعلاميّة، قد نقلت  نبأ قضاء اللاجئ الفلسطيني، حسام السيّد، يوم العاشر من تشرين الأوّل الجاري، وذلك برصاص قنّاص استهدفه، في مخيّم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة السوريّة دمشق.

كما علمت "بوابة اللاجئين" أنّ اللاجئ الفلسطيني الشاب، عزّ الدين الخطيب، قد قضى تحت التعذيب في سجون النظام السوري، بعد إعتقال دام لثلاث سنوات.

وأضافت المصادر، أنّ السلطات الأمنية التابعة للنظام قد سلّمت بطاقة الهويّة الخاصة بالضحيّة الخطيب، إلى عائلته التي تسكن مخيذم السيّدة زينب بريف العاصمة السوريّة دمشق.

وعبر "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" طالب ذوي المعتقل الفلسطيني، هيثم محمود الناجي، السلطات الأمنيّة السورية بالكشف عن مصير ابنهم المعتقل منذ تاريخ 28 آب 2014.

المعتقل هيثم، من أبناء مخيّم اليرموك للاجئين في العاصمة السوريّة دمشق، كانت قد اعتقلته قوّات أمن النظام السوري، أثناء توزيع المساعدات الإغاثيّة على الأهالي بالقرب من ساحة الريجة غرب المخيّم.

خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد