إيطاليا
 

بدأ "مهرجان الأرض السينمائي"  الأحد 10 أيّار/ مايو، سلسلة عروض لأفلام فلسطينية تحت عنوان "أسبوع النكبة"  وذلك ضمن فعاليّة تنظمّها "جمعية الصداقة سردينيا - فلسطين" حيث اتبع المهرجان لهذا العام، أسلوب العرض الافتراضي، تماشياً مع الظروف التي فرضتها جائحة انتشار فايروس كوفيد 19 " كورونا".

ويتيح المهرجان في "أسبوع النكبة" للجمهور عبر موقعه الالكتروني، ثمانية أفلام تحاكي موضوع النكبة الفلسطينية، وذلك عبر "صالة عرض افتراضيّة" مجانيّة، تستمر عروضها على مدى ثمانية أيّام، بدأت بعرض فلم "عائد إلى حيفا" كفلم روائي وحيد سيستمر عرضه طيلة الأسبوع بشكل يومي، إضافة إلى مجموعة أفلام حول النكبة والذاكرة الفلسطينية، وفلم للمخرجة كارول منصور، يحكي معاناة هجرة الفلسطينيين من مخيّم اليرموك في ربط مع معاناة تهجير الفلسطينيين إبان نكبة 1948.
 

برنامج العرض:

 

وسيلة هامة لدعم الرواية الفلسطينية

وحول المهرجان وأهميّته، قال أحد القائمين على المهرجان الدكتور فوزي إسماعيل الذي يقطن في إيطاليا لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إنّ الأهميّة تكمن في أنّ تأثير الصورة والمشهد على العقليّة الأوروبيّة، أكثر من الكلمة والنقاش السياسي.

وأوضح، أنّ السينما مادة فكريّة ووسيلة تواصل مهمة ومؤثّرة لدعم الرواية الفلسطينية، ولا سيما في أوروبا، حيث استخدمت الحركة الصهيونية السينما للترويج لدعايتها وروايتها حول احتلال فلسطين، وذلك بطرق فنيّة مهمّة وسخّروا فيها إمكانيات "هوليود" وسواها.

وعمد المهرجان، على تضمين ترجمة باللغة الايطاليّة لإيصال المحتوى للجمهور الإيطالي، وفق الدكتور إسماعيل، مشيراً إلى تفاعل وصفه بالجيّد مع أوّل عرض لفلم "عائد إلى حيفا" حسبما أظهرته نسب المشاهدة والتعليقات الإيجابيّة، يسهم في تغيير وجهة نظر الجمهور الأوروبي والإيطالي وكسب دعمه للقضيّة الفلسطينية.

ونوّه إسماعيل، إلى أهميّة توظيف السينما الفلسطينية في تكريس الرواية الفلسطينية، مشيراً إلى كونها سلاحاً لم يكن بحوزة الفلسطينيين إبان نكبة عام 48، "في حين اليوم لدى الفلسطينيين جيشاً من المخرجين والكتاب والمصورين من الممكن دعمهم لإنتاج أكبر قدر من الأفلام الفلسطينية ونشرها" حسبما أضاف.
 

أهميّة المهرجان في تحفيز الإنتاج الفلسطيني

ويساهم المهرجان الذي يتم هذا العام دورته الـ17، كأوّل مهرجان فلسطيني في أوروبا يستمر لهذا الوقت من الزمن، في تحفيز الإنتاج الفلسطيني السينمائي، وخصوصاً لدى فئة الشباب الذين يميلون نحو العمل في هذا المضمار، وهو ما أشار اليه الدكتور إسماعيل.

وقال في هذا السياق " نحن نرى أنّه من خلال السينما سواء الروائية والوثائقية التي تعتمد على المشاهد الحقيقية، تساعد في طرح روايتنا للجمهور الغربي، وطالما يوجد أشخاص مهتمون بصناعة السينما، ولدينا مخرجون، من المهم استثمار هذه الصناعة وتطويرها".

ووضع الدكتور إسماعيل، "مهرجان الأرض" الذي يقام سنوياً، في إطار الأنشطة التحفيزيّة للمهتمين بإنتاج سينما فلسطينية من مخرجين ومصورين وكتّاب شباب، وذلك من خلال جوائز سنوية تُرصد للمخرجين الشباب، ومسابقات للتشجيع على الإخراج والابداع.

وتحدث إسماعيل، عن مسابقة طرحها المهرجان بعنوان "صدى المخيّم" وتستهدف مخرجين شبّان، يعملون على صناعة أفلام تحاكي تاريخ المخيّمات، وكان أوّل انطلاقة لهذه المسابقة العام 2019 الفائت، ومن المقرر إجراؤها هذا العام، إضافة إلى مسابقة أخرى للأفلام التجريبية وأفلام الكرتون لغرض التشجيع، وتقدّم في سبيل ذلك جوائز بسيطة وقدرها الف يورو للجائزة الواحدة.
 

عمل تطوعي بلا دعم فلسطيني رسمي

وحول دعم النشاط السينمائي الفلسطيني في إيطاليا، أوضح الدكتور فوزي إسماعيل، إلى أنّ العمل بكليّته يقوم على الجهد التطوعي، سواء متطوعين فلسطينيين وعرب أو إيطاليين، مشيراً إلى وجود الكثير من الشبّان الفلسطينيين المبدعين في مجال السينما ولكن لا يحظون باهتمام ودعم الجهات الفلسطينية الرسميّة.

وعبّر إسماعيل بصفته أحد القائمين على النشاط السينمائي الفلسطيني في إيطاليا، عن استهجانه لغياب منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية، عن أهميّة مسألة طرح الرواية الفلسطينية سينمائيّاً عبر دعم الإنتاج السينمائي الفلسطيني.

ونوّه في هذا السياق، إلى الجهود التي تبذل عبر العمل التطوّعي والمبادرات الشخصيّة، ولا سيّما "مهرجان الأرض للسينما الفلسطينية والعربية" مشيراً إلى برنامج كان من المزمع تنفيذه خلال الدورة السنويّة التي كانت مقررة في آذار/ مارس الفائت، حيث دعت إدارة المهرجان أشخاصاً وفعاليات فلسطينية ناشطة في أوروبا من مالمو في السويد وباريس واسبانيا، لورشة عمل وطاولة مستديرة، لغرض خلق شبكة تواصل بين كافة المجموعات التي تعمل في مجال السينما، وذلك لغرض تطوير العمل ودفعه إلى الأمام.

ووجه إسماعيل، نداءً للمخرجين الفلسطينيين، من أجل تكثيف الإنتاج السينمائي لما له من تأثير و اهميّة في تعزيز الرواية الفلسطينية، وخصوصاً الأفلام التي يعتمد نصّها على روايات فلسطينية، معبّراً عن استغرابه من كون الفلم الروائي الفلسطيني الوحيد وهو "عائد إلى حيفا" المأخوذ عن رواية الأديب الشهيد غسّان كنفاني، هو الفلم الروائي الوحيد ومخرجه ليس فلسطينيّاً إنّما عراقيّاً وهو الأستاذ قاسم حول.

كما لفت، إلى غياب الأغنياء ورجال الأعمال الفلسطينيين عن دعم الإنتاج السينمائي، مشيراً إلى أهميّة انخراط هذه الشريحة بدعم الفنّ وتخصيص جوائز للشبّان المشتغلين في المضمار الإبداعي سواء الكتابة أو الإخراج السينمائي.
 

 

لمشاعدة العروض اضغط "هنا" 
خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد