تقرير محمد حامد
 

لم تنته بعد تبعات الحرب التي عصفت على كل المدن السورية ومنها مخيمات اللاجئين الفلسطينيين على مدار تسع سنوات، وأسفرت عن دمار للمستشفيات والمراكز الطبية وشبه انهيار للقطاع الصحي، حتى أثار وصول فيروس كورونا " كوفيد 19 " إلى سوريا شبح مخاوف جديدة من انتشار الوباء في المخيمات الفلسطينية من بينها مخيم خان الشيح، التي بدأت ملامح هذه المخاوف تتضح فيه اكثر بعد انقطاع المياه عن المخيم لليوم الحادي عشر على التوالي بالإضافة الى شبه في انقطاع في مادة الخبز لليوم السابع.

الحكومة في دمشق أغلقت الأفران في المناطق السورية كافة، منعاً للتجمعات في ظل إجراءات الوقاية من انتشار "كورونا" واعتمدت آلية إرسال سيارات تجوب المناطق تبيع ربطة خبز للعائلة كل يوم أو يومين، ولكن يبدو أن هناك إهمالاً في إيصال الخبز لمخيم خان الشيح الواقع في ريف دمشق الغربي.

 أهالي المخيم طالبوا المسؤولين والجهات المعنية ولجنة التنمية بتوفير احتياجاتهم الكافية من مادة الخبز، في ظل تذمر أهلي واسع في الحي الغربي في المخيم مما وصفوه بـ "تهاون المعتمدين المسؤولين عن توزيع الخبز في الحي بسبب عدم إيصال أي ربطة خبز للحي منذ ثلاثة أيام ماضية"

وقال ناشطون: إن المخصصات التي تصل الى فرن الجليل في المخيم تقدر بـ 1700 كلغ من الطحين لتنتج 1300 ربطة خبز، حيث تم تقسيم المخيم الى قسمين حسب الأحياء، أي أن الحي الشرقي يتم التوزيع فيه أيام السبت والإثنين والأربعاء فيما تبقى للحي الغربي أيام الأحد والثلاثاء والخميس من كل أسبوع من قبل المعتمدين.

وأضاف الناشطون أن هذه المخصصات لاتكفي لنصف العائلات في المخيم وأن هناك أسماء لم تسجل عند أي معتمد ولكن تم التقسيم بحيث أن كل عائلة تحصل على ربطة واحد في كل يوم من أيام التوزيع .

ويبدو أن هذه التوضيحات والتقسيمات  لم تحل مشكلة قلة توفر مادة الخبز الأساسية في غذاء الفرد، ويدل على ذلك شكاوى الأهالي سواء لموقعنا أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي. 
 

معتمدو التوزيع لا يمارسون عملهم بنزاهة

اللاجئ محمد شاكر قال:  "بسبب استهتار هؤلاء المعتمدين، وايضا احتكار الخبز من بعض المعتمدين لبيعها بسعر حروعدم جديتهم في عملهم الموكل إليهم لم تصل أي ربطة خبز واحدة للحي الذي أقطنه منذ أسبوع"

يقول اللاجئ طائر النورس كما يسمي نفسه على فيس بوك : "أنا من الحي الشرقي لم أحصل على مادة الخبز لليوم الثالث، المعتمد يقول أنه يذهب الى الفرن منذ السادسة صباحاً ليحصل على مستحقات التوزيع فيما يقول له عمال الفرن أنه لم يحن دوره بعد، لمدة ثلاثة أيام ونحن على نفس الحال".

ويضيف أنه حتى اليوم لم يحصل أحد من المعتمدين والذين يصل عددهم الى ثمانية على أي ربطة خبز لتوزيعها على العائلات

أما اللاجئ محمد خالد يقول : أن هناك العديد من من العائلات تصلها مخصصات الخبز الى امام باب منزلها في اشارة منه على المحسوبية حتى في توزيع مادة الخبز، وأن اغلب المعتمدين يعملون على نفس الوتيرة ولا أحد منهم يصدق معنا.

واللاجئ الفلسطيني أبو عدي قال: إن أكثر المتضررين من اللاجئين الذين لم يستطيعوا أن يحصلوا على مخصصات الخبز هم كبار السن والنساء الأرامل والأيتام فيما أكد على هناك الكثير من العائلات لاتنتظر الدور وأن الخبز يصلها الى باب منزلها .

والجدير بالذكر أن مكتب حزب البعث في المخيم أشار اإلى أن من لم يتم تسجيل اسمه لدى المعتمدين عليه مراجعة المكتب خلال أيام الاسبوع من الساعة ال9 صباحاً وحتى الرابعة عصراً عدا يوم الجمعة مع إحضار بطاقة العائلة .

واضاف ناشطون أن "الجهات المعنية" وعدت بزيادة مخصصات الطحين 1300 كلغ ليصبح المجموع الكلي 3000 كلغ من الطحين، فيما قالت "الفرقة الحزبية" التابعة لحزب البعث في المنطقة: إن هذه المخصصات تشمل أهالي منشية خان الشيح، الأمر الذي يزيد من صعوبة الحصول على ربطة خبز في المخيم.
 

أزمة قديمة جديدة

وقف الأفران في سوريا عن استقبال الزبائن بموجب قرار حكومي لمنع تفشي الوباء، لم يخلق المشكلة بل ربما زادها صعوبة، إذ أن مشكلة تأمين الخبز في مخيم خان الشيح قديمة جديدة منذ عودة بعض الأهالي إلى المخيم إثر التسوية التي وقعت بين النظام السوري والمعارضة السورية المسلحة، ولكن مع الإجراءات التي اتخذت لمنع انتشار "كورونا" لم يعد المخبز في المخيم يعمل سوى لساعتين فقط من الخامسة فجراً حتى السابعة صباحاً، مع تخفيض مخصصات الطحين له، ومنع الناس من التجمهر أمامه، ما عمّق مشكلة تأمين رغيف الخبز، حيث يؤكد بعض الأهالي لموقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين إن " الحصول على ربطة خبز بات يعتبر من الصعوبات التي تواجههم، في ظل تفشي وباء كورونا " كوفيد 19" وشبه انهيار القطاع الصحي في سوريا وانهياره تماماً في المخيم حيث لامستشفى ولا مراكز متخصصة في ظل تجاهل وكالة غوث وتشغيل الفلسطينيين "أونروا"  لكل المناشدات لوضع خطة طوارئ للحيلولة دون انتشار الوياء في المخيم".

وتأتي هذه الشكاوى، عقب أكثر من 3 أعوام على إبرام التسوية التي انتهت على إثرها الأعمال الحربيّة بين فصائل المعارضة السوريّة المسلّحة من جهة، وحكومة النظام السوري من الجهة الثانيّة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، لم يشهد عقبها المخيّم تحسّناً في أوضاع سكّانه الخدميّة والمعيشيّة، بل ازدادت سوءاً وفق ما تشير شكاوى الأهالي.

ويعتبر مخيم خان الشيح  ثالث أكبر المخيمات الفلسطينية  المعترف بها في سوريا، وهو من أقدم المخيمات الفلسطينية والأقرب إلى حدود فلسطين المحتلة بمسافة لا تتعدى ستين كيلومتراً، فيما يعاني اللاجئون الذين بقوا فيه اليوم ظروفاً معيشية صعبة، لا سيما على صعيد الخدمات والصحة، إذ لا يضم المخيم سوى مستوصف واحد تابع لـ "أونروا".

خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد