يواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" تنفيذ سياسة الهدم والتهجير في مخيم طولكرم شمالي الضفة الغربية، حيث بدأ بهدم عشرات المنازل ضمن خطة تستهدف 104 بنايات سكنية، بالتزامن مع استمرار العدوان على مخيم جنين لليوم الـ168، وسط اقتحامات واعتقالات ومواجهات عنيفة.
وقد أمهلت سلطات الاحتلال 54 عائلة فقط ساعات محدودة لإخلاء منازلها تمهيداً لهدمها، رغم صدور قرار تجميد من المحكمة "الإسرائيلية" العليا.
ووفقاً لمصادر محلية، فقد تم السماح للدفعة الثانية من العائلات، التي لم تتمكن من الإخلاء سابقاً، بالدخول إلى منازلها لإخراج مقتنياتها، في ظل رقابة مشددة، حيث حدّدت سلطات الاحتلال ثلاثة مداخل فقط للمخيم، وساعات معينة للدخول والخروج تحت إشراف مباشر من الجيش.
وخلال عملية الإخلاء، نكّلت قوات الاحتلال بالأهالي، واعتدت على عدد من الفلسطينيين أثناء محاولتهم إخراج ممتلكاتهم. كما انتشرت القوات بشكل كثيف في محيط المخيم، فيما ذكرت جمعية الهلال الأحمر أن امرأة فلسطينية أُصيبت بجراح خطيرة جراء قصف بطائرة مسيّرة استهدف مدخل المخيم، في تصعيد خطير ضد المدنيين العزّل.
يواصل العدوان على مخيم جنين لليوم الـ168
بالتوازي مع هذه التطورات في طولكرم، يتواصل العدوان "الإسرائيلي" على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ168 على التوالي، حيث دفعت قوات الاحتلال، اليوم الاثنين 7 تموز/يوليو، بتعزيزات عسكرية كبيرة من عدة محاور إلى المدينة، وسط تنفيذ عمليات اقتحام واعتقالات تخللها اندلاع مواجهات عنيفة.
وأكدت اللجنة الإعلامية للمخيم أن بلدة قباطية جنوب جنين شهدت مواجهات عنيفة عقب اقتحامها، أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص الحي تجاه الشبان.
وفي بلدة كفردان غرب المدينة، اقتحمت قوات الاحتلال منزل الشهيد صقر نبيل عابد وعبثت بمحتوياته، كما دمّرت النصب التذكاري للشهيد فؤاد عابد، في سياسة انتقامية ممنهجة تستهدف رموز المقاومة.
وذكرت اللجنة أن الاحتلال اعتقل شابين، فيما نفذت قوة خاصة عملية اعتقال بحق الشاب محمد زكي أبو زهو من بلدة الزبابدة، كما تم اعتقال المطارد أيمن جلامنة في بلدة برطعة عقب محاصرة منزله.
وامتدت المواجهات إلى بلدة دير أبو ضعيف، حيث أصيب فتى (17 عاما) من بلدة عنزا برصاصة في الصدر، ووصفت حالته بالخطيرة.
كما اقتحمت قوات الاحتلال حي خلة الصوحة في جنين، وأضرمت النيران قرب أحد مداخل المخيم، إلى جانب مداهمة منزل المواطن شادي فريحات في منطقة مطلع العرقاوي وعبثت بمحتوياته.
ومنذ بداية العدوان على جنين في 21 كانون الثاني/يناير، خلفت قوات الاحتلال دماراً هائلاً في المدينة ومخيمها، حيث هدمت أكثر من 600 منزل بشكل تام، وألحقت أضراراً واسعة ببقية المنازل والبنى التحتية.
ونتيجة لذلك، نزح نحو 22 ألف فلسطيني قسرًا، وما زال الاحتلال يمنع عودتهم إلى منازلهم.
وبحسب اللجنة الإعلامية للمخيم، فقد بلغ عدد الشهداء 42 فلسطينيًا منذ بدء العدوان، بينهم اثنان استشهدا برصاص أجهزة أمن السلطة.