مخيم عقبة جبر – أريحا
لا شك أن مخيم عقبة جبر للاجئين الفلسطينيين، هو أكثر المخيمات في الضفة الغربية تعرضاً لأزمة مياه قديمة جديدة، لم تنته منذ إنشاء المخيم، لا تتوقف عند عدم وصول المياه للمخيم في فصل الصيف لأيام طويلة، بل تستمر خلال أيام العام بكون هذه المياه مالحة، تسبب الأمراض للأهالي.
المخيم الواقع على بعد ثلاثة كليومترات فقط جنوب غربي أريحا في منطقة الأغوار لم تشهد صنابير البيوت فيه يوماً، أن مرّت فيها مياه نظيفة، بل مالحة وفيها نسب عالية من الكلور ما يسبب أمراضاً للأهالي.
حول هذا الأمر، يقول عضو اللجنة الشعبية في المُخيّم كمال سعيد كمال: إن "البئر الوحيدة التي تزوّد المُخيّم في الوقت الحالي بالمياه هي من شركة (مكروت) الإسرائيلية وعبر سلطة المياه".
كمال أوضح خلال حديثه مع بوابة اللاجئين الفلسطينيين، أن "هذه المياه غير صالحة للشرب، بل يقوم الأهالي باستخدامها في الحاجات المنزلية كغسل المواعين وتنظيف المنازل"، مُشيرًا إلى أن "المياه التي تُستخدم للشرب يجلبها سكان المُخيّم عبر ملء أنابيب صغيرة من بلدية أريحا بالمدينة من خلال السيارات أو الدراجات الهوائيّة".
اللاجئة الفلسطينية جميلة أبو العسل، حدثتنا عن إصابتها بحصوات في المرارة جراء شرب المياه المالحة، مشيرة إلى "صعوبة الوضع الاقتصادي في المُخيّم، ما يدفع سكّان المُخيّم لشراء مياه مُحلاة هربًا من المياه المالحة لتفادي الأمراض".
أبو العسل وهي رئيسة جمعية النشاط النسوي في مُخيم عقبة جبر، أكَّدت على أن "هذه المشكلة تعمل على رفع التكلفة على اللاجئ داخل المُخيّم بسبب الوضع الاقتصادي السيء للغاية".
وشدّدت أبو العسل على أن "بعض الأسر في المُخيّم لا تستطيع شراء المياه (الحلوّة) ما يدفعهم لشرب المياه المالحة بغض النظر عن الأمراض التي قد تلم بهم جراء شرب هذه المياه، ولكن الفقر يفعل أكثر من ذلك".
نشرب أمراضًاً
تتفق مع هذا الحديث اللاجئة الفلسطينية حنان عمّاش التي قالت لـ بوابة اللاجئين الفلسطينيين، نحن "في المخيّم 10 آلاف نسمة، ومشكلة المياه المالحة ينتج عنها معاناة لا يعلم بها أحد"، مُبينةً أنها "غير صالحة للشرب بتاتًا لشدّة ملوحتها، ونتكبّد تكاليف عالية وجهد عالي عند شراء المياه المحلاة".
"سكّان المُخيّم يضطّرون لشراء المياه المُحلاة بسبب الأطفال وكبار السن"، تؤكّد عمّاش خلال حديثها، وتابعت "نحن معرّضون للإصابة بعدّة أمراض بفعل المياه الموجودة في المُخيّم ومن الأملاح الموجودة فيها، ومن الممكن أن نصاب بمرض الكلى"، خاتمةً حديثها بجملةٍ عفويّة "إذا بدّك تشرب من المي المالحة، بدك تصرف كل راتبك عند الدكتور لتصلّح جسمك".
سلطة المياه متقاعسة
سكّان المُخيّم يشتكون مما يصفونه بـ "تقاعس" سلطة المياه عن حل الأزمة.
كمال عضو اللجنة الشعبية، يقول: "إن المُخيّم ينتظر تركيب مضخّة مياه، ولغاية الآن لم يتم تركيبها من قبل سلطة المياه"، مُشيرًا أنه "تم التبرّع بها من قبل الفرنسيين لصالح المُخيّم ووصلت يوم 15 أكتوبر الماضي، ولكن للأسف سلطة المياه لم تركبها حتى يومنا هذا".
وأوضح كمال أن "المضخّة في حال تركيبها ستحل مشكلة كبيرة، فمثلاً هناك بئر رقم (1) قاموا بتشغيله لمدة عام على مضخّة مؤقّتة إلى حين وصول المضخّة الفرنسية ذات المواصفات الخاصة، لكنهم لم يركبوها بعد".
وحول تحركات أهالي المُخيّم، بيّن كمال أنه "تمت مخاطبة رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، وجهات أمنية أخرى لحل هذه الأزمة، لأنه في نهاية الأمر إذا نفذ صبرنا وسنشرع برفقة كل أهل المُخيّم بمظاهرات احتجاجية كبيرة ضد رئيس سلطة المياه.
وترتبط كافة المنازل في المُخيّم بالبنية التحتيّة للكهرباء والمياه العامة التابعة للسلطة الفلسطينية، إلا أن الأمن المائي يعد مشكلة رئيسة في المُخيّم، حيث يواجه السكان نقصًا شديدًا في المياه خلال الصيف مما يترتب عليه من صعوبات جمة، حتى أنه لا يوجد في المُخيّم نظام لتصريف مياه العواصف، وخلال أوقات المطر الشديد تغمر المياه منازل السكان"، كما تقول وكالة "أونروا".
حول هذا الموضوع، تقول اللاجئة حنان عمّاش أنهم في فترة من الفترات بقوا تقريباً 4 سنوات دون أن توصل مياه السلطة إلى البيوت، وأن هذه المشكلت حلّت بمساعدة جهات فرنسية ويابانية، ولكن المياه التي تم تزويدها هي المياه المالحة.
تعبر عمّاش عن أمنيتها المتمثلة بأن يحتوي كل بيت في المخيم على فلتر للمياه، يتم تركيبه مجاناً حتى يتسنى للأطفال وكبار السن التمتع بحقهم الإنساني بمياه نظيفة.
كذلك الأمر، تقول أبو العسل: إن من حقهم كلاجئين أن يشربوا مياهاً نظيفة صحية ويتفادوا الأمراض التي يتعرض لها أهالي مخيم عقبة جبر.
شاهد التقرير