قد لا يدرك الأطفال في مُخيّمات اللاجئين الفلسطينيين بقطاع غزّة ما هو يوم السياحة العالمي الذي تحتفل به الأمم المتحدة في 27 أيلول/سبتمبر من كل عام، لكنّهم فعلاً محرمون من معنى السياحة بفعل اللجوء والحصار المُستمر على القطاع.
متشوقة لرؤية قريتها الأصلية أو السفر خارج القطاع لكن واقع الاحتلال والحصار يمنعانها
تقول الطفلة اللاجئة في مُخيّم رفح جنان أبو يونس لـ بوابة اللاجئين الفلسطينيين: إن الأطفال في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بغزة محرمون من حقهم في اللعب والتنقل والسفر والسياحة كبقية أطفال العالم.
مدينة جنان الأصلية التي هُجرت عائلتها منها هي يبنا قضاء الرملة.
تقول هذه الطفلة: إن أهلها كثيراً ما يخبروها عن "يبنا" وجمالها والأماكن السياحية فيها، لذا هي متشوقة كثيراً لرؤية قريتها وتمنى أن تكون فيها وتشاهد السياح والزائرين يتوافدون إليها لكن واقع الاحتلال والتهجير يحرمها من ذلك.
أيضاً تتمنى جنان أن تسافر خارج قطاع غزة لكن الحصار المفروض على القطاع منذ 14 عاماً أي منذ قبل مولدها يحرمها من ذلك.
وتؤكّد أنّ الحصار يخنق كل شيء ويحرم أطفال غزّة من السفر والتنقّل والتنزّه ليعيشوا كبقية أطفال العالم وويزوروا الأماكن التراثية، وأنهم حتى في قطاع غزة محرومون من الذهاب للمتنزّهات وأقصى ما يقومون به هو الجلوس في الشارع في ظل عدم توفّر أماكن ترفيهيّة ومساحات خضراء.
تعود أصول اللاجئ الفلسطيني يحيى حماد إلى قرية عراق سويدان التي تبعد 35 متر عن شمال شرق غزة، ويقول حماد: إنّ قرية عراق سويدان كانت تشتهر بالزراعة، وهي قرية ساحلية جميلة جداً وتربتها خصبة وكانت فيها الأشجار المثمرة، وهي قرية من القرى الجميلة تم تهجيرها بطريقة وحشية من الاحتلال "الإسرائيلي".
أشعر بالأسى لأن المستوطنين وجنود الاحتلال يتمتعون بقريتي ونحن أصحابها محرمون منها
ويُتابع يحيى: حال الأطفال اليوم يُرثى له، وللأسف الشديد هؤلاء ولدوا لاجئين وآباؤهم لاجئين وحتى أجدادهم، فبالتالي هم يحملون معاني المأساة والحرمان، وللأسف اللاجئ يدفع بشكلٍ يومي فاتورة صعبة جداً من وضع اقتصادي ومعيشي صعب، حتى أنّه يحلم بالذهاب إلى أراضيه التي تم احتلالها عام 48 كحيفا وكأرض البرتقال الجميلة يافا.
أمّا اللاجئ الفلسطيني محمود الكريمي، فقد أشار لموقعنا أنّ بلدته الأصلية هي برير، وأن يشعر بالأسى حين لأن المستوطنين وجنود الاحتلال يتمتعون اليوم بخيرات هذه البلدة ويأتي عليها السياح حتى من خارج فلسطين، فيما أصحاب الأرض الأصليون محرومون منها.
ويلفت محمود إلى أنّ بلدته برير تتمتع بجمال الطبيعة ومنطقة سياحية، ونحن اليوم هنا في مُخيّمات اللجوء لا نعيش بكرامة، بل في ذل، وأمنية حياتنا الذهاب لبلدتنا أو خارج قطاع غزة.
من جهته، يقول اللاجئ الفلسطيني المُسن من قرية بربرة عبد الخالق يونس: إنّ الاحتلال حرمنا من العودة مرة أخرى إلى قريتنا، وحرمنا من أن نستمتع بتلك الأرض الطيبة بما تنتج من أشياء جميلة وممتعة، ولكن كل أرض فلسطين التي احتلها "اليهود" لا يزال الكثير من سكّان "إسرائيل" يزورون تلك المنطقة لأنّ فيها أشياء جميلة وممتعة رغم أنّنا أصحاب الأرض وأصحاب الوطن وأصحاب تلك القطعة الطيبة ونُحرم منها.
ويُؤكّد عبد الخالق أنّه لا ينسى مطلقاً تلك الأراضي التي عاش فيها طفولته، ولا يزال يحلم فيها حتى هذه اللحظة، بل لا يمر عليه يوم إلا ويتذكّر أرضه، ولكنها تبقى ذكريات، ونحن نُحرم حتى من رؤية أرضنا ونتمنى من الله أن يُعيدنا إلى أرضنا ووطننا من جديد.
جدير بالذكر، أنّ قطاع غزّة بمُخيماته بوجهٍ عام يُعاني من قلة الأماكن المفتوحة والمناطق الترفيهيّة والمساحات الخضراء، وهو ما ينعكس بالتأكيد سلباً على حياة السكّان لا سيما الأطفال منهم، وفي ظل أيضاً ظروفٍ معيشية قاهرة بفعلٍ عواملٍ عديدة لعل أبرزها الحصار المفروض منذ كثر من 14 عاماً.