ست وسبعون سنّة مضت على النكبة، رغم مرور هذه السنوات وما شهدته من حروب ومجازر ومتغيرات محلية وإقليمية وعالمية، لم يخفت صوت الشعب الفلسطيني الصادح بأهدافه تحقيق أهدافه، وعلى رأسها عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم وأراضيهم المهجرة عام 1948.

مصطلح النكبة

لم يجد الشعب الفلسطيني والمؤرخون أقوى من مصطلح النكبة حتى يطلقوه على ما حصل لهم من تهجير وتقتيل واقتلاع من أراضيهم عام 1948 حينما احتلت العصابات الصهيونية أرضهم وطردتهم منها بقوة السلاح وبدعم دولي.

وأدخل مصطلح "النكبة" قسرياً إلى ثقافة وحياة الشعب الفلسطيني ليصبح جزءًا لا يتجزأ منها، وبالفعل فلا أخف من هذا المصطلح يعبر عن المآسي الذي تعرّض وما يزال يتعرّض لها هذا الشعب.

قبل عام 1948 لم يكن لهذا المصطلح وجود عند الشعب الفلسطيني، حتى نُكب وأخرج من أرضه قسراً وبقوة السلاح والدم والنار وبتواطؤ دولي، لتصبح النكبة رمزاً لهذه المأساة والمجازر والتهجير واللجوء وما تلاها مما شهده الفلسطينيون من جرائم "إسرائيلية" طيلة قرابة سبعة عقود.

وصار مصطلح "النكبة" يرمز سياسياً إلى التهجير القسري الجماعي عام 1948 لأكثر من 750 ألف فلسطيني من بيوتهم وأراضيهم، فيما صنف باحثون ومؤرخون النكبة الفلسطينية بأنها عملية تطهير عرقي حيث جاءت نتاجًا لمخططات عسكرية بفعل الإنسان وتواطؤ الدول.

أسباب النكبة

كان سعي جماعات يهودية لإقامة وطن لهم في فلسطين سبباً رئيسيًا لما حل بالفلسطينيين عام 1948، ومع تأسيس الوكالة اليهودية عام 1929 أثناء الاحتلال البريطاني لفلسطين، بل وقبل ذلك بسنوات انتهج الاستيطان اليهودي فلسفة أساسها الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، بعد طرد سكانها الأصليين بحجج ودعاوى دينية وتاريخية مزعومة، لتحقق ما سعت إليه الحركة الصهيونية التي تأسست عام 1897 في بازل بسويسرا في السيطرة على أكبر مساحة من الأراضي الفلسطينية.

إذ شهدت فترة حكم الدولة العثمانية أولى مراحل الاستيطان، ولا سيما بعد انعقاد مؤتمر لندن عام 1840. واستمرت هذه المرحلة حتى عام 1882، وأطلق البعض عليها اسم "الاستيطان الروتشيلدي" نسبة إلى المليونير اليهودي البريطاني "ليونيل دي روتشيلد" الذي تولى إنشاء المستوطنات في هذه الفترة، حتى وصل عددها إلى 39 مستوطنة يسكنها 12 ألف يهودي.

ورغم عدم ترحيب الدولة العثمانية بالاستيطان اليهودي في فلسطين، إلا أن نظام حيازة الأراضي في فلسطين في العهد العثماني ساعد على توسيعه، حيث استغلت المنظمات اليهودية العالمية كل الظروف لتكثيف الاستيطان وترحيل يهود العالم إلى فلسطين.

وبعد صدور وعد بلفور البريطاني سنة 1917، الذي يقضي بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، ودخول فلسطين تحت الانتداب البريطاني، نشطت المؤسسات الصهيونية، ولعبت حكومة الانتداب البريطاني دورًا كبيرًا في تمكين اليهود من السيطرة على مساحات كبيرة من الأراضي الفلسطينية.

وتعتبر مرحلة الانتداب البريطاني المرحلة الذهبية للاستيطان، حيث دخلت بريطانيا فلسطين وهي ملتزمة بوعد بلفور، وبذلك أصبح الاستيطان اليهودي يتم تحت رقابة دولة عظمى عملت على مساندته وتدعيمه.

ومع صدور الكتاب الأبيض سنة 1930، الذي أقر تقسيم فلسطين، وحدد أعداد اليهود المسموح لهم بالهجرة خلال السنوات الأربع اللاحقة، قررت المنظمة الصهيونية الإسراع في عمليات الاستيطان في المناطق التي لم يسكنها اليهود، لتشمل أوسع مساحة جغرافية ممكنة في حالة حصول تقسيم لفلسطين.

وتميزت السياسة الاستيطانية خلال فترة الانتداب بتوزيع المستوطنات الزراعية توزيعاً إستراتيجيًا على حدود الدول العربية المتاخمة لفلسطين، حيث أقيمت 12 مستوطنة على حدود الأردن، ومثلها على حدود لبنان، وأقيمت ثماني مستوطنات على حدود مصر، وسبعة على حدود سوريا.

التهجير

في سنة 1948، أُجبر ثلاثة أرباع مليون فلسطيني على الرحيل عن أرض وطنهم، بعد طرد غالبيتهم الساحقة من المدن والبلدات والقرى التي احتلها المستوطنون اليهود إما بالترهيب وإما بقوة السلاح.

وقد جرت عملية ترحيل الفلسطينيين على أربع مراحل، انطلقت المرحلة الأولى منها بعد صدور قرار تقسيم فلسطين مباشرة في كانون الأول/ ديسمبر 1947، وأُنجزت المرحلة الرابعة منها ما بين تشرين الأول/ أكتوبر 1948 ومطلع سنة 1949.

وتفيد بعض التقديرات بأن نحو 280 ألفاً من هؤلاء الفلسطينيين نزحوا إلى الضفة الغربية لنهر الأردن، و70 ألفاً إلى الضفة الشرقية لنهر الأردن، و190 ألفاً إلى قطاع غزة، و100 ألف إلى لبنان، و75 ألفاً إلى سوريا، و7 آلاف إلى مصر، و4 آلاف إلى العراق، وتوزع الباقون على بلدان عربية أخرى.

وتختزل الذكرى مراحل من التهجير اقتلعت الفلسطينيين من 20 مدينة ونحو 400 قرية غدت أملاكها ومزارعها تحت سيطرة الكيان "الإسرائيلي"

إذ تعيد النكبة ذكرى 10 آلاف فلسطيني على الأقل لقوا مصرعهم في سلسلة مجازر وعمليات قتل فيما أصيب 3 أضعاف هذا الرقم بجروح.

لم تبدأ النكبة الفلسطينية عام 1948، وإنما شُهدت إرهاصاتها قبل قرنين تقريباً، ففي عام 1799 خلال الحملة الفرنسية على العالم العربي نشر "نابليون بونابرت" بياناً يدعو فيه إلى إنشاء وطن لليهود على أرض فلسطين تحت حماية فرنسية بهدف تعزيز الوجود الفرنسي في المنطقة، ولم تنجح خطة نابليون في ذلك الوقت إلا أنها لم تمت أيضاً، حيث دعم البريطانيون إحياء هذه الخطة في أواخر القرن الـ 19، وتجسد ذلك من بداية تأسيس المنظمة الصهيونية على يد "تيودور هرتزل" في مدينة بازل بسويسرا 1897 حين دعا المؤتمر الصهيوني إلى إنشاء وطن للشعب اليهودي في فلسطين.

وبعد سقوط السلطنة العثمانية في أعقاب الحرب العالمية الأولى "1914 ـ 1918" والاحتلال الانتداب البريطاني في فلسطين بدأت قوى الاستعمار البريطانية بتنفيذ مخططها لبناء دولة صهيونية على أرض فلسطين.

وفي العام 1917 أعلن وعد بلفور الدعم البريطاني لإنشاء "وطن قومي للشعب اليهودي" في فلسطين، بعدها توالى توافد اليهود إلى فلسطين بدعم من البريطانيين، كما اشترى اليهود عددًا من الأراضي الفلسطينية لبناء مستوطنات صهيونية عليها، وأنشئت عصابات صهيونية مسلحة مارست مسلحة بالدعم العسكري والمالي البريطاني جرائم تطهير عرقي بحق القرى الفلسطينية، ما أدى إلى تهجير عشرات آلاف الفلسطينيين من بيوتهم.

واللافت إلى أن الفلسطينيين لم يستسلموا أمام هذه التحركات، وأدت جهود المقاومة في عام 1936 إلى قيام ثورة عربية ضد الاحتلال البريطاني والاستعمار الاستيطاني الصهيوني تحت جيش المليشيات المسلحة التي وصل عدد أفرادها في ذلك الوقت فقط 40 ألفاً ازداودا أضعافاً خلال سنين ليشكلوا نواة ما يسمى "الجيش الإسرائيلي".

خطة التقسيم

أقرت الأمم المتحدة في الـ 29 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1947 خطة لتقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية، وقد شكل اليهود في فلسطين وقتها ثلث السكان وكانوا بالحقيقة مستوطنين أغلبيتهم قدموا من أوروبا خلال السنوات القليلة التي سبقت هذا التاريخ.

وكان اليهود يسيطرون على مساحة تصل إلى أقل من 6% فقط من دولة فلسطين التاريخية، إلا أن الخطة المقترحة من قبل الأمم المتحدة خصصت لهم 55% من مساحة الأرض الفلسطينية.

وقد رفض الفلسطينيون وحلفاؤهم العرب حينها الخطة المقترحة، بينما وافقت عليها الحركة الصهيونية، خاصة أنها أضفت صفة الشرعية على فكرة بناء دولة يهودية على أرض فلسطين العربية وعلى فكرة وجود المستوطنين المحميين بعصابات مسلحة، إلا أنها لم توافق على الحدود المقترحة، ولذلك شنت العصابات الصهيونية اعتداءات عسكرية واسعة للاستيلاء على المزيد من أراضي فلسطين التاريخية.

وفي عام 1948، سيطر الصهاينة على عشرات المدن والقرى الفلسطينية وطردوا سكانها الفلسطينيين من بيوتهم بالقوة، وذلك تحت أعين سلطات الانتداب البريطاني.

وقرر البريطانيون في الـ 14 من أيار/ مايو في العام نفسه، إنهاء فترة انتدابهم لفلسطين، وفي اليوم نفسه -الذي انسحبت فيه قوات الانتداب البريطاني رسمياً من فلسطين- أعلن رئيس المنظمة الصهيونية "ديفيد بن غوريون: إقامة دولة "إسرائيل" وخلال دقائق قليلة اعترفت أكبر دولتين العالم وهما "الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي" بـ "إسرائيل"، وأصبح الفلسطينيون بلا دولة.

وتوالت بعد ذلك خطط الصهاينة لإخلاء أرض فلسطين من سكانها، وبذلوا قصارى جهدهم لمسح التراث والثقافة الفلسطينية من الوجود، وأفرز هذا الوضع معاناة ممتدة لملايين اللاجئين الفلسطينيين.

تأسيس وكالة "أونروا"

وكالة "أونروا" هي وكالة أممية تُعنى بتنفيذ برامج إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، تأسست في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر 1949، لها مقرّان رئيسيان أحدهما في "فيينا" والآخر في "عمّان"، بالإضافة لممثليات بكل من نيويورك وواشنطن والقاهرة والقدس المحتلة، وتقدم خدماتها لنحو 5.9 ملايين شخص.

أسست الأمم المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني 1948 منظمة تسمى "هيئة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" لتقديم المعونة للاجئين الفلسطينيين، وتنسيق الخدمات التي تقدم لهم من المنظمات غير الحكومية وبعض المنظمات الأممية الأخرى.

وفيما بعد تأسست وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى ، بموجب قرار الجمعية العامة رقم 302، وسميت اختصارًا "أونروا" لتكون وكالة مخصصة مؤقتة، على أن تجدد ولايتها كل 3 سنوات لغاية إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.

بدأت الأونروا عملياتها في الأول من مايو - أيار 1950، وتولت مهام هيئة الإغاثة التي تأسست من قبل، وتسلّمت سجلات اللاجئين الفلسطينيين من اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

تمول "أونروا" من تبرعات طوعية تقدمها بلدان وهيئات عالمية، وأبرز المانحين الولايات المتحدة والمفوضية الأوروبية والمملكة المتحدة والسويد، ودول أخرى مثل بلدان الخليج والدول الإسكندنافية واليابان وكندا.

وبحسب تقرير صادر عن الوكالة في يوليو/تموز 2023، فقد وصل مجموع المبالغ المتعهد بها عام 2022 إلى 1.17 مليار دولار، منها دعم الأمانة العامة للأمم المتحدة الذي يمثل نسبة 3.9% فقط، في حين وصل الدعم المقدم من الشركاء التقليديين 89.2%، ومن الشركاء الإقليميين 4.4%، أما الباقي فيتوزع بين الجهات المانحة المستجدة والشراكة مع القطاع الخاص.

وتنفق الأموال وفق برنامج محدد، حيث تخصص نسبة 54٪ لبرامج التعليم، و18٪ للصحة، و18٪ للخدمات المشتركة والخدمات التشغيلية، و10٪ لبرامج الإغاثة والخدمات الاجتماعية.

تتمثل مهام "أونروا" في تنفيذ برامج إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين مباشرة بالتعاون مع الحكومات المحلية، وكذلك التشاور مع الحكومات المعنية بخصوص تنفيذ مشاريع الإغاثة والتشغيل والتخطيط، وتقتصر مسؤولية الأونروا على توفير خدمات لمجموعة واحدة من اللاجئين، وهم الفلسطينيون المقيمون داخل مناطق عملياتها (سوريا، الأردن، فلسطين، لبنان) في حين أن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين مسؤولة عن اللاجئين في بقية أنحاء العالم.

ووفق"أونروا" يعيش ثلث اللاجئين المسجلين لديها، أو ما يزيد عن 1,4 مليون لاجئ، في 58 مخيمًا في الأردن ولبنان وسوريا وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، بينما يعيش الثلثان الآخران داخل المدن والقرى وحولها في البلدان المضيفة، وفي الضفة الغربية وقطاع غزة.

"إسرائيل" تستهدف "أونروا"

وتواجه وكالة "أونروا" استهدافاً شرساً من قبل الاحتلال "الإسرائيلي" تصاعد خلال الحرب على قطاع غزة حين ادعى الاحتلال مشاركة موظفين في الوكالة بعملية طوفان الأقصى ما أدى إلى قطع عدد من الدول تمويلها للوكالة، قبل أن ترجع عن قراراها بعدما فندت "أونروا" الإدعاءات "الإسرائيلية وأثبتت أن موظفين لديها اعتقلوا لدى السلطات "الإسرائيلية" وأجبرتهم الأخيرة تحت الضرب والتعذيب على الاعتراف كذباً بصلتهم مع حركة حماس، وتنشأ لجنة تحقيق دولية مستقلة فنّدت الادعاءات "الإسرائيلية" أيضاً ولكنها قدمت توصيات للوكالة وضعها مختصون وباحثون في إطار استكمال تحقيق هدف إلغاء وجود "أونروا" كشاهد على قضية اللاجئين الفلسطينيين وممارسة مزيد من الابتزاز السياسي على اللاجئين الفلسطينيين والموظفين الفلسطينيين في "أونروا" مقابل الاستمرار في العمل وتلقي الخدمات.

كل هذا جاء بعد خطة واضحة نشرتها الصحف العبرية بعد أن تسربت من تقارير استخباراتية "إسرائيلية" فيها مشروع متكامل للنيل من الوكالة ووجودها في قطاع غزة أولاً ثم باقي مناطق عملها

إلّا أن تاريخ الاستهدافات "الإسرائيلية" للوكالة يرجع إلى ما قبل الانتفاضتين بل إلى وقت التأسيس إذ يسعى الاحتلال للتنصل من تطبيق القرار 194 واعتماد تعريف اللاجئين الفلسطينيين ضمن ميثاق عام 1951، ولكن ملامح الاستهداف برزت بوضوح وبشكل معلن خلال إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" التي سعت بجد إلى تجفيف المنابع المالية للوكالة، ولاحقاً بتوقيع اتفاقية إطار مع الوكالة عام 2018 تفرض عليها شروطاً سياسية تنال من حقوق اللاجئين الفلسطينيين مقابل الاستمرار في التمويل.

وتستخدم "إسرائيل" الولايات المتحدة الأمريكية -أكبر ممول لـ "أونروا" رأس حربة في حربها ضد الوكالة من خلال وقف التمويل عنها وهو ما حصل باعتماد الكونغرس الأمريكي قطع التمويل حتى عام 2025.

الفلسطينيون يتضاعفون

وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني حكومي فإن عدد الفلسطينيين تضاعف نحو 10 مرات منذ النكبة عام 1948، ويُقدر اليوم بحوالي 14 مليونا و300 ألف، بينهم حوالي 6 ملايين و400 ألف لاجئ حتى نهاية عام 2022، ويتوزع الفلسطينيون كالتالي: 3 ملايين و200 ألف في الضفة الغربية، منهم 477 ألفا منهم في القدس المحتلة. كما يوجد مليونان و100 ألف في قطاع غزة، فيما يتواجد العدد المتبقي في مخيمات الشتات.

يشكل الفلسطينيون اليوم نحو 49.9٪ من السكان المقيمين في فلسطين التاريخية، فيما يشكل اليهود ما نسبته 50.1٪، لكنهم يستغلون أكثر من 85٪ من المساحة الكلية لفلسطين التاريخية، وفق الإحصاء.

النكبة في أرقام

يصف مركز المعلومات الوطني الفلسطيني الحكومي النكبة بأنها "شكلت أكبر عملية تطهير عرقي شهدها القرن العشرين"، ويوثق على موقعه الإلكتروني أبرز المعطيات المتعلقة بها.

وفق المركز فإن "النكبة شردت قسرًا وبالقوة" نحو 800 ألف فلسطيني، من أصل نحو مليون و400 ألف، إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة. وسيطرت العصابات الصهيونية على أكثر من 85٪ من مساحة فلسطين التاريخية والبالغة حوالي 27 ألف كم2 بما فيها من موارد وما عليها من سكان، أي ما يزيد على ثلاثة أرباع مساحة فلسطين التاريخية، وارتكتبت أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين، ليقدر عدد ضحاياها من الفلسطينيين بنحو 15 ألفا، وقرابة 3500 ألف عربي عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب منذ النكبة عام 1948 وحتى اليوم داخل وخارج فلسطين بلغ أكثر من 134 ألف شهيد.

ووفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في تقريره الخاص بالذكرى السادسة والسبعين للنكبة فإن عدد الشهداء منذ بداية انتفاضة الأقصى عام 2000 وحتى نيسان/ إبريل 2024 بلغ حوالي 46,500 شهيداً، بينهم نحو 35 ألف شهيد ارتقوا جراء حرب الإبادة "الإسرائيلية" المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ، منهم أكثر من 14,873 طفلاً شهيداً و9,801 امرأة شهيدة ، إلى جانب أكثر من 141 صحفياً شهيداً، فيما يعتبر أكثر من 7 آلاف فلسطيني في عداد المفقودين معظمهم من النساء والأطفال، وذلك وفقاً لسجلات وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة.

وفي الضفة الغربية ارتقى 492 فلسطينياً منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

ووفق الإحصاء، على الرغم من تهجير نحو مليون فلسطيني في عام 1948 وأكثر من 200 ألف فلسطيني بعد نكسة حزيران/ يونيو 1967، فقد بلغ عدد الفلسطينيين الاجمالي في العالم 14.63 مليون نسمة في نهاية عام 2023، وبلغ عدد الفلسطينيين في فلسطين التاريخية حوالي 7.3 مليون فلسطيني.

وأشارت الإحصائية إلى أن عدد الفلسطينيين صار يشكل 50.3% من السكان المقيمين في فلسطين التاريخية، فيما يشكل اليهود (المستوطنون) ما نسبته 49.7% من مجموع السكان، ويستغل الاحتلال "الإسرائيلي" أكثر من 85% من المساحة الكلية لفلسطين التاريخية و البالغة 27 ألف كم2.

وقد بلغت الكثافة السكانية في الضفة الغربية وقطاع غزة حتى نهاية عام 2023 حوالي 921 فرداً/ كم2 بواقع 582 فرداً/كم2 في الضفة الغربية و6,185 فرداً/كم2 في قطاع غزة، علماً بأن 66% من الفلسطينيين في قطاع غزة هم من اللاجئين، بحيث تسبب تدفق اللاجئين إلى تحويل قطاع غزة لأكثر بقاع العالم اكتظاظاً بالسكان، خاصة بعد نزوح مئات الآلاف الى محافظة رفح والتي أصبح فيها أكثر من مليون ونصف إنسان يعيشون في مساحة لا تتعدى 65 كم2 خلال العدوان.

حق العودة

في عام 1948 صدر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والذي جاء في المادة 13 منه أن لكل إنسان الحق في العودة إلى بلاده، وأكدت على ذلك أيضا اتفاقية جنيف الرابعة وقرار الجمعية رقم "194 – د" الصادر في 11 كانون الأول/ ديسمبر 1948 الفقرة رقم 11 والتي تنص على "وجوب السماح بالعودة في أقرب وقت ممكن للاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم، ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة إلى ديارهم وعن كل مفقود أو مصاب بضرر، عندما يكون من الواجب، وفقا لمبادئ القانون الدولي والإنصاف، أن يعوض عن ذلك الفقدان أو الضرر من قبل الحكومات أو السلطات المسؤولة". وعلى مدار السنوات الماضية لا يزال الشعب الفلسطيني يحيي الذكرى، لتبقى في ذاكرة الأجيال المتعاقبة، حتى استعادة الحقوق كاملة، وتحرير الأرض من الاحتلال، ورداً على قادة الاحتلال الذين راهنوا حين إنشاء كيانهم على أن "الكبار يموتون والصغار ينسون".

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد