كشف انسحاب قوات الاحتلال "الإسرائيلي" من مخيم الفارعة بمدينة طوباس شمالي الضفة الغربية عقب عدوان استمر 11 يوماً، عن دمار لا يوصف وخراب حلّ بكل بقعة داخل المخيم إثر عمليات التدمير الممنهجة للبنى التحتية وتخريب المنازل تزامناً مع عمليات التهجير القسري لمئات العائلات الفلسطينية في مشهد وصف بـ "النكبة" جراء الهجوم العسكري "الإسرائيلي" الذي يأتي ضمن عملية "السور الحديدي" المستمرة على مدن ومخيمات شمالي الضفة منذ 23 يوماً.
وشرعت مئات العائلات التي هجّرها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" قسراً بالعودة إلى المخيم من أجل تفقد منازلها وشوارعها وما حلّ بها من اعتداء وتدمير، إلا أن جزءاً كبيراً منها لم يتمكنوا من العودة بسبب تحول منازلهم إلى مكان غير صالح للسكن ما اضطرها للبقاء لدى أقاربها ولدى عائلات أخرى احتضنت النازحين.
وعلَق عضو اللجنة الشعبية ناصر العايدي لبوابة اللاجئين الفلسطينيين على الحال التي صار عليها المخيم عقب انسحاب القوات "الإسرائيلية" عنه قائلاً: " إن الصورة العامة للمخيم عقب انسحاب الاحتلال من المخيم لا توصف من شدة الدمار والخراب حيث دمر الاحتلال البنية التحتية بشكل انتقامي وكان يحفر الشوارع على عمق مترين وما يزيد وكأنه يبحث عن نفط".
مربعات سكنية كاملة تمّ تخريب منازلها بصورة متعمدة كما يقول العايدي الذي قدّر نسبة الدمار في مساكن الفلسطينيين بنحو 70% من المنازل التي أصبحت غير صالحة للحياة الآدمية لما آلت إليه من التكسير والتخريب وإتلاف محتوياتها مع نشر قاذورات الاحتلال ما جعلها لم تعد صالحة حتى لدخول الحيوانات إليها، على حد وصفه.
وسلب الاحتلال خلال عدوانه الوحشي سكان مخيم الفارعة الحد الأدنى من الحياة الإنسانية بعد قضائه على جل أشكال الحياة داخل المخيم وتدمير مصادر الرزق للعديد من السكان، علاوة على إعادة انتشار الجنود وتمركزهم على أطراف المخيم ما يثير مخاوف أخرى من عودة العدوان بحسب عضو اللجنة الشعبية.
وأوضح العايدي أن الوضع الإنساني داخل المخيم سيء للغاية مع استمرار انقطاع مياه الشرب، وصعوبة إدخال المساعدات والمواد الإغاثية للأهالي بسبب الشوارع المدمرة بالكامل التي لا تصلح لسير المركبات، مشيراً إلى استمرار الجهود لتزويد الناس بالمياه عقب إتلاف الاحتلال شبكات المياه والكهرباء.
وقال العايدي لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: "حاولنا تزويد الناس بتنكات مياه متنقلة ولكن مياه الشرب فيها أزمة نحتاج أسبوع لحين عودة المياه، والشبكة القديمة دمرت كما أن الكهرباء لا زالت مقطوعة في بعض المناطق ويحاول الدفاع المدني إصلاح ما يمكن إصلاحه".
ويطالب العايدي الحكومة الفلسطينية إعلان مخيم الفارعة منطقة منكوبة وحث المؤسسات الإغاثية المحلية والدولية التعامل معه على هذا الأساس بفعل ما حل به تدمير، مشيراً إلى ضرورة وقوف الجهات كأمثال وكالة "أونروا" على مسؤولياتها والقيام بالدور الذي يقع على عاتقها لإغاثة السكان.
وتعمل اللجنة الشعبية بحسب العايدي على التنسيق مع المؤسسات الحكومية والأشغال والحكم المحلي من أجل تقديم المعونات لأهالي المخيم وإصلاح ما يمكن إصلاحه مع ظروف الطقس الشتوية القاسية التي تعصف حالياً بالمخيم وأهله.
ويخيم هذا الواقع المأساوي على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين شمالي الضفة الغربية، التي لا زال العدوان عليها مستمراً لتنفيذ سياسة التدمير الممنهج الذي اقترفته قوات الاحتلال لإفساد حياة الفلسطينيين وإجبارهم على مغادرة منازلهم وأراضيهم.
اقرأ/ي أيضاً: الاحتلال يجبر أهالي مخيم نور شمس على النزوح ويكثف اقتحامات مخيم العروب