أصدر تجمع الممرضين الفلسطينيين بيانًا حادّ اللهجة وجّه خلاله انتقادات واسعة لما وصفه بالسياسات المجحفة والتمييزية التي يتعرض لها الممرضون الفلسطينيون في لبنان منذ سنوات، مشيرًا إلى أنّهم يُعاملون كالحلقة الأضعف داخل القطاع الصحي.
وقال التجمع في بيانه: إن الممرض الفلسطيني يواجه تهميشًا ممنهجًا من قبل وزارة الصحة ووزارة العمل ونقابة التمريض، ما ترك شريحة واسعة من الخريجين عاطلين عن العمل بلا أسباب واضحة، رغم التضحيات الكبيرة التي قدّمتها عائلاتهم لتأمين تعليمهم.
موضوع ذو صلة: رغم التفوق الأكاديمي... الممرضون الفلسطينيون في لبنان أمام مستقبل مُغلق
وأشار البيان إلى أنّ العديد من المستشفيات الخاصة "تستغل الممرض الفلسطيني عبر منحه رواتب أقل من زملائه اللبنانيين"، معددًا منها: المستشفى اللبناني الإيطالي، مستشفى جبل عامل، مستشفى عسيران، مستشفى علاء الدين، ومستشفى الجية سابقًا.
في المقابل، تمنع مستشفيات أخرى الفلسطينيين من العمل لديها بشكل كامل، مثل مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت ومستشفى كليمنصو.
وفي هذا السياق، أعلن التجمع أنه بصدد اتخاذ خطوات تصعيدية قد تصبح حتمية في حال استمرار تجاهل الجهات المعنيّة لمعاناتهم، متوجهًا بنداء مباشر إلى كل من: سفارة السلطة الفلسطينية، وكالة "أونروا"، نقابة العمال الفلسطينيين، نقابة المهن الطبية الفلسطينية، والجمعيات الأهلية.
وطالب البيان هذه الجهات باتخاذ إجراءات عاجلة، على رأسها فسخ العقود مع المستشفيات التي تمارس التمييز ضد الممرض الفلسطيني وإعادة صياغة اتفاقيات التوظيف بما يضمن تشغيل الفلسطينيين وعدم استبدالهم بلبنانيين.
كما دعا البيان إلى تعزيز التعاون مع المستشفيات الفلسطينية وتوسيعه وإلغاء العقود مع المستشفيات الحكومية التي ترفض توظيف الفلسطينيين ولو بعقود مؤقتة أو بدوام جزئي.
واعتبر التجمع أنّ الأموال التي تُدفع إلى المستشفيات هي أموال الشعب الفلسطيني، ومن حقه توجيهها نحو مؤسسات تحترم كرامته، داعيًا لأول مرة إلى ممارسة وصفها بـ "عنصرية إيجابية" لصالح أبناء الشعب الفلسطيني كرد فعل على سياسات التهميش الممنهج.
وتساءل البيان: "إلى متى سيبقى الممرض الفلسطيني بلا أمان وظيفي؟ وبلا حقوق أو تعويضات أو إجازات"؟ مؤكدًا أنّ الممرضين مستعدون للذهاب إلى أبعد مدى دفاعًا عن كرامتهم وحقهم في العمل.
وختم التجمع رسالته بالقول: "لقد طفح الكيل… ومن يمنح المستشفيات العقود هو نفسه من يستطيع وقف هذا الظلم".
