انسحبت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" من بلدة قباطية جنوب جنين، بعد عدوان عسكري واسع استمر عدة أيام، فيما واصلت حملات الاقتحام والمداهمة والاعتقال في مدن وبلدات ومخيمات متفرقة في الضفة الغربية، بالتوازي مع تصاعد اعتداءات المستوطنين على البلدات الفلسطينية وممتلكات السكان.

وكانت بلدة قباطية قد شهدت عدواناً "اسرائيلياً" واسعاً خلال اليوميين الماضيين شمل فرض حصار خانق ومنع للتجول، وإغلاق منزل عائلة الأسير الجريح أحمد أبو الرب الذي اتهمه جيش الاحتلال بتنفيذ عملية مزدوجة في أراضي الداخل المحتل أسفرت عن مقتل "إسرائيليين" اثنين وجرح آخرين.

واتخذ جيش الاحتلال من العملية ذريعة لاقتحام البلدة واعتقال عشرات الفلسطينيين، بينهم آباء شهداء وأسرى، والتنكيل بهم، وتحويل عدد من المنازل ومدرسة في البلدة إلى ثكنات عسكرية ومراكز تحقيق ميدانية مؤقتة.

في غضون ذلك، تواصلت عمليات اقتحام البلدات والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، حيث تم اعتقال عدد من الفلسطينيين من مدينتي رام الله والخليل بينهم الأسير المحرر أكرم عبد المعز الجعبه، بعد أسبوع واحد فقط من الإفراج عنه.

بينما في مدينة بيت لحم، شن الاحتلال اقتحاماً لمنازل الفلسطينيين في بلدة العساكرة واعتقل أحد الشبان.

وفي الأغوار اقتحم جيش الاحتلال حي السلمي بمخيم عقبة جبر للاجئين حيث أجرى تحقيقات ميدانية مع الفلسطينيين.

ومن الأغوار الشمالية، اعتقلت قوات الاحتلال أربعة فلسطينيين، بينهم سيدتان، من منطقة المالح، بعد اقتحام مساكن الفلسطينيين، وجميعهم من عائلة برهان علي دراغمة.

أما بمدينة القدس المحتلة، فقد اقتحمت قوات الاحتلال منزل زياد عسكر وقامت باعتقاله من بلدة حزما شمال شرق المدينة عقب مداهمة منزله وتفتيشه.

وشهدت الضفة الغربية وفاة العامل الفلسطيني جهاد عمر حسن قزمار (58 عامًا) من قرية عزبة سلمان جنوب قلقيلية، متأثرًا بإصابته جراء سقوطه عن جدار الفصل والتوسع العنصري في بلدة الرام شمال القدس المحتلة، أثناء محاولته الوصول إلى مكان عمله داخل أراضي عام 1948.

ونقلت وكالة "وفا" عن مصادر فإن قزمار أصيب بنزيف حاد في الدماغ إثر ارتطام رأسه بالأرض، ونُقل إلى أحد المستشفيات في الداخل، قبل أن يُعلن عن وفاته، فيما لا تزال سلطات الاحتلال تحتجز جثمانه.

وبحسب معطيات رسمية، استشهد 44 عاملًا فلسطينيًا وأصيب المئات خلال الأشهر الـ26 الماضية، جراء استهدافهم بالرصاص الحي أثناء عملهم أو خلال محاولتهم الوصول إلى أماكن عملهم قرب جدار الفصل، إضافة إلى اعتقال أكثر من 34 ألف عامل خلال الفترة ذاتها.

وفي إطار اعتداءات المستوطنين، هاجمت مجموعات من المستوطنين منزل عائلة إيهاب عايد عودة في بلدة حوارة جنوب نابلس، وأحرقوا مركبته، وكتبوا شعارات تهديد على جدران المنزل، كما اعتدوا على الفلسطينيين، ما أسفر عن وقوع عدة إصابات، بينها إصابة طفل.

وأفاد مدير الإسعاف والطوارئ في طوباس نضال عودة بأن قوات الاحتلال التي كانت ترافق المستوطنين منعت طواقم الإسعاف من الوصول إلى موقع الاعتداء.

وفي القدس المحتلة، قطع مستوطنون نحو 40 شجرة زيتون في منطقة خلة السدرة ببلدة مخماس شمال المدينة، في ظل تصاعد الاعتداءات على الأراضي الزراعية، حيث أقام المستوطنون مؤخرًا بؤرة استعمارية قرب البلدة تُستخدم كنقطة تجمع وتخطيط للاعتداءات المتكررة بحق المزارعين.

ووفقًا لتقرير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان لشهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، نفذ المستوطنون 485 عملية تخريب وسرقة لممتلكات فلسطينية، وتسببوا باقتلاع وتخريب وتسميم 1986 شجرة، بينها 466 شجرة زيتون، تركزت غالبيتها في محافظات نابلس، رام الله والبيرة، سلفيت، الخليل، قلقيلية وجنين.

كما وثقت الهيئة تنفيذ الاحتلال والمستوطنين 2144 اعتداءً خلال الشهر ذاته، تركزت في محافظات رام الله والبيرة، تلتها الخليل، ثم بيت لحم ونابلس، في مؤشر على تصاعد الاعتداءات المنظمة بحق الفلسطينيين وأراضيهم في مختلف أنحاء الضفة الغربية.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد