في ظلّ الأزمات الصحية التي تواجه المجتمع الفلسطيني في لبنان، خاصة على صعيد تسجيل أعداد إصابات مرتفعة بفيروس كورونا مع ارتفاع في نسب الوفيات أيضًا في عموم لبنان، وفقدان الأدوية في الصيدليات والعيادات، تأتي مبادرات من مؤسسات وجمعيات وأخرى فردية للتخفيف من وطأة الأزمة التي يعاني منها أبناء المخيمات في لبنان.
تأتي هذه الأزمات الصحية، مع أخرى اقتصادية واجتماعية، حيث أعلنت الحكومة اللبنانية اليوم السبت 6 شباط/ فبراير، تمديد الإقفال العام ومنع حركة الخروج والولوج إلى الطرقات حتى 22 من الشهر الجاري وذلك للحدّ من تفشي وباء كورونا في البلاد.
نسب الإصابة في المخيمات منخفضة
مدير مستشفى الهمشري، رياض أبو العينين، قال: إنّ "المشفى قامت خلال الفترة السابقة، بمسح شامل لكافة المخيمات والتجمعات الفلسطينية، وأجرت حوالي ألف فحص عشوائي، بالإضافة إلى إحصاء عدد المصابين بفيروس كورونا والمخالطين لهم، لتأتي نسبة الإصابة بين أبناء المجتمع الفلسطيني متدنية ولم تسجل سوى 10 بالمئة من نتيجة الفحوصات".
وأضاف أبو العينين في حديثه مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، "كذلك اضطررنا قبل مدّة قصيرة إلى فتح قسم لاستقبال مرضى كورونا يسع 5 أسرة، بالإضافة إلى 10 أسرّة في العناية الفائقة، وذلك بسبب امتلاء أسرّة المستشفيات الحكومية في لبنان، وهي وحدها من توفر أسرّة لمرضى كورونا".
وتابع: "وعليه استقبلنا نحو 55 مريضًا من فلسطينيين وجنسيات أخرى داخل مستشفى الهمشري".
وأشار أبو العينين، إلى أنّ "المشفى تعمل على تجهيز أحد طوابقها ليكون خاصًا بمرضى كورونا، بالتنسيق مع لجنة الحوار اللبناني وسفارة فلسطين، حيث سيؤمن هذا التعاون توفير 25 سريرًا بحلول نهاية شهر شباط الحالي".
وأوضح مدير مستشفى الهمشري، أنّ "اجتماعًا كان قد عقد اليوم مع مسؤولي اللجان والقواطع في مخيم عين الحلوة، حيث اتفق على تشكيل 3 فرق طبية كي تزور وتطلع على أحوال المرضى داخل منازلهم، والعمل على تأمين احتياجاتهم الطبية".
وأكد أبو العينين، على "الحاجة الكبيرة للاجئين الفلسطينيين لأسطوانات الأوكسيجين، لذلك من الضروري تأمينها خاصة أمام ما يجري من ارتفاع في نسب الإصابة بالوباء، وعلمنا انّ عددًا من المؤسسات والجمعيات تعمل في هذا المجال".
اللاجئون الفلسطينيون يناشدون عبر السوشيال ميديا للحصول على الأوكسجين والأدوية
من جهتها قالت الناشطة في مخيم مار الياس، غادة عثمان، وهي التي كانت قد عانت من فيروس كورونا واحتاجت أسطوانة أوكسيجين لاستكمال فترة علاجها، أشارت إلى ما يعانيه أبناء المخيم من قلّة الأسطوانات والأدوية على حد سواء.
وأوضحت عثمان، خلال حديثها مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، "يعمد اللاجئون على استعمال وسائل التواصل الاجتماعي، للإبلاغ عن حاجاتهم من الاسطوانات والأدوية، فيقوم أبناء المخيم بالتعاون والتآزر، بعضهم يقدم أدويته التي يعد يحتاج إليها، فيما يتطوع آخرون لجمع مبلغ مالي لشراء الأسطوانات والماكينات الخاصة لمرضى كورونا".
وتابعت: "في المخيم الآن حوالي 6 اسطوانات أوكسجين تتنقل من مريض إلى آخر، بالإضافة إلى ما يملكه مستوصف الشفاء ومبادرة مساواة، حيث يقدمان المساعدة للاجئين الفلسطينيين في المخيمات".
وناشدت عثمان، منظمة التحرير الفلسطينية وسفارة السلطة الفلسطينية ووكالة الأونروا من أجل "المبادرة إلى مساعدة اللاجئين الفلسطينيين فيما يحلّ بهم، الوضع مأساوي واللاجئون بحاجة إلى الدواء في ظلّ هذا الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتدهور في لبنان".
25 اسطوانة أوكسجين من التبرعات في عين الحلوة
المشرف على مبادرة زاد الخير في مخيم عين الحلوة، وليد موعد، أكد على "تأمين المبادرة لـ 5 اسطوانات والعمل جار على تأمين الـ 20 الأخرى بالتواصل مع أصحاب الأيادي البيضاء، لتقديمها لمصابي وباء كورونا في مخيم عين الحلوة، وذلك بهدف استعمالها منزليًا".
وأكد موعد، خلال حديثه مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، "سيتم توزيع هذه الأسطوانات على قواطع المخيم، وذلك وفقًا لحاجة كلّ قاطع بحسب توزع الإصابات فيها".
وتابع: "نسعى من خلال حملتنا على مساعدة العائلات المتعففة والأشد فقرًا في المخيم، وذلك بمساعدة أصحاب الأيادي البيضاء من رجال الأعمال الفلسطينيين والمغتربين أيضًا".
المؤسسة التي تعمل من العاصمة الألمانية "برلين"، تتصدى للأزمات الاقتصادية والاجتماعية الصحية، عن تأمين أسطوانات أوكسيجين وكل ما تتطلبه من تكاليف وتعبئة، بحدود 10 آلاف دولار.
لا يمكن للجمعيات أن تؤدي دور "أونروا" ومنظمة التحرير
وأعلنت مؤسسة أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان، عن تأمين 50 أسطوانة أوكسجين، كدفعة أولى، واضعة إيّاهم في خدمة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان.
مندوب مؤسسة أبناء المخيمات في مخيم الرشيدية، أحمد سليمان، أكد أنّ "الحملة تأتي بعدما أطلقت المؤسسة نداء استغاثة نهاية الشهر الماضي، من أجل الحاجة لتأمين اسطوانات أوكسيجين للفلسطينيين في المخيمات والتجمعات في لبنان".
وتابع سليمان، " سيتم توزيع الاسطوانات على اللاجئين في كافة أماكن تواجدهم وبحسب حاجتهم إليها، حيث أننا نشرنا عبر صفحتنا على فيسبوك أرقام مندوبي المؤسسة المنتشرين على كافة الأراضي اللبنانية للتواصل معهم للحصول على الاسطوانة أو من أجل التبرع".
وناشد سليمان، "وكالة الأونروا ومنظمة التحرير أخذ دورهم، حيث لا يمكن لمؤسسات المجتمع المدني أن تأخذ أدوارهم أو أن تغطيه، ولكن على الجميع أن ينبذ الخلافات وأن يضعها جانبًا من أجل إنقاذ الفلسطينيين من الأوضاع التي وصلوا إليها".