اعتصمت مؤسسات وجمعيات أهلية فلسطينية وعشرات اللاجئين الفلسطينيين من المخيمات الفلسطينية في لبنان كافة، اليوم الثلاثاء ٢٣ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أمام المقر الرئيسي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، رفضاً لمواقف وكالة "أونروا" النازحين إلى مدارسها في قطاع غزة، وما وصفته بـ "الوكالة والمنظمات الدولية عن أداء واجباتها في إغاثة وحماية المدنيين".
ورفع المعتصمون الأعلام الفلسطينية ولافتات كُتب عليها "لا للظلم لا للإبادة الجماعية بحق أهلنا في قطاع غزة، لا لتهجير شعبنا من أرضه".
وقال المتحدثون خلال كلماتهم: "إنّ المجتمع الدولي يشاهد بصمت المتآمرين والمتخاذلين أشلاء الأطفال والأجساد الممزقة والدماء التي تُسفك كل لحظة، والبيوت التي تدمر على أهلها بآلة الحرب "الإسرائيلية" والأمريكية والغربية".
وأضافوا: "أيها المدعين للإنسانية، الذين يدّعون بأنهم مع القوانين الدولية وشرعة حقوق الانسان وحقوق الطفل، أين أنتم؟ أين المنظمات الدولية والأوروبية ووكالة الأونروا؟" واتهموا المنظمات الدولية العاملة في قطاع غزة بالتخاذل، وبأن قراراتها تتماشى مع سياسات كيان الاحتلال "الإسرائيلي" الهادفة إلى تهجير الشعب الفلسطيني بعد مجازر إبادته.
وقال مدير منظمة ثابت لحق العودة سامي حمود: "نرفض الإرهاب الصهيوني الوحشي ضد قطاع غزة، منذ 17 يوماً، قتل الاحتلال الإسرائيلي فيها أكثر من 5 آلاف فلسطيني من الأطفال والنساء والشيوخ، وجرح أكثر من 20 ألفا، ودمر عشرات آلاف المنازل، والمدارس والمساجد والكنائس والمصانع والبنية التحتية، في ظل فرض حصار ظالم وإقفال المعابر ومنع إدخال الدواء والغذاء وقطع الماء والكهرباء والوقود".
واتهم حمود مؤسسات الأمم المتحدة ووكالة "أونروا" بعدم قيامها بدورها الأساسي في إغاثة الفلسطينيين في قطاع غزة، مشيراً إلى أن وكالة "أونروا" تراجعت كثيرا أمام التهديدات الإسرائيلية واستجابت لضغوط سلطات الاحتلال وعجزت عن القيام دورها، على حد قوله، مطالباً الوكالة، بالضغط على الأمم المتحدة من أجل فتح المعابر كافة وإدخال المساعدات الإغاثية العاجلة، وحماية المستشفيات والطواقم الطبية، وتزويدها بكافة المستلزمات والفرق الطبية، كذلك إعادة المياه والكهرباء وادخال الوقود إلى القطاع.
ودعا الناشط الفلسطيني إلى عودة موظفي وكالة "أونروا" للعمل في جميع مناطق القطاع وتشغيل كل مراكزها لإنهاء المأساة الإنسانية الحالية. ودعا حمود المؤسسات والمنظمات الحقوقية والدولية إلى رفع دعاوى ضد قادة وجنود الاحتلال "الإسرائيلي" لارتكابهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق المدنيين المحاصرين في قطاع غزة.
من جهته، مدير الهيئة (302) لحقوق اللاجئين الفلسطينيين علي هويدي، أكد أن المؤسسات التي شاركت في الوقفة طالبت وكالة "أونروا" في رسالة مشتركة، بعدم الانصياع إلى إرادة حكومة الاحتلال "الإسرائيلي"، منتقداً سلوك وكالة "أونروا" الذي وصفه بأنه تنفيذ للطلب "الإسرائيلي" بتوزيع المساعدات الإنسانية على النازحين فقط في جنوب قطاع غزة وليس النازحين في شمال ووسط القطاع.
وأضاف هويدي: بأن التماهي مع هذا القرار "الإسرائيلي" بتوزيع المساعدات في الجنوب، يمثل طلباً غير مباشر للنازحين الموجودين في منطقة الشمال أو الوسط بالنزوح إلى منطقة الجنوب، وهذا يكرس مفهوم التهجير الذي يدعو له الاحتلال "الإسرائيلي"، مشيراً إلى أن وكالة الأونروا ليس مطلوب منها أن توافق على هذا القرار، وأن تدفع باتجاه توزيع المساعدات على جميع اللاجئين الفلسطينيين والمحتاجين.
ونفذ النازحون داخل أحد مراكز الإيواء في منطقة جباليا شمال القطاع، وقفة غاضبة، لتخلي وكالة "أونروا" عنهم، وانسحابها إلى مناطق جنوب غزّة، ورفعوا لافتات طالبت الوكالة بتحمل مسؤولياتها، واعتبروا انسحابها من مراكز النزوح، عمل غير إنساني، ويتناقض مع دورها ووظيفتها.
وألقى المحتجون بياناً، نبهوا فيه إلى خطورة انسحاب الوكالة من مهامها الإنسانية شمال القطاع، معتبرين ذلك أوّل تخل للوكالة عن مهامها تجاه اللاجئين الفلسطينيين منذ العام 1948، وتركها النازحبن في غزّة دون غذاء ودواء ومأوى.