كشفت تالا البرغوثي، ابنة الأسير الفلسطيني عبد الله البرغوثي، عن تفاصيل التعذيب الشديد الذي يتعرض له والدها في سجون الاحتلال "الإسرائيلي"، ضمن سلسلة الانتهاكات التي تستهدف الأسرى الفلسطينيين خلف القضبان.
وأوضحت تالا أن محامية والدها خرجت من الزيارة التي أجرتها له والدموع تملأ عينيها، عاجزة عن التعبير عما شاهدته بسبب بشاعة المعاملة.
وقالت البرغوثي في منشور عبر صفحتها على فيسبوك: "خرجت المحامية من زيارة الأسير الأردني عبد الله البرغوثي والدموع تملأ عينيها، عاجزة عن التعبير أمام ما رأته من بشاعة التعذيب الذي يمارس بحقه. لم يكن لقاء عاديا، بل صدمة إنسانية تختصر فيها معاناة أسير يعذب كل يوم، وتسحق كرامته بلا رحمة".
وأوضحت أن والدها يتعرض للضرب المبرح يوميا ولساعات طويلة، بعد أن يتم إخلاء القسم من الأسرى، ليترك وحيدا تحت أدوات القمع، مثل القشاط والعصي الحديدية.
وأضافت أن هذا الضرب ترك آثارا مروعة على جسده، حيث أصبحت كل عظامه مصابة بكسور وآلام حادة، ولا يقوى على الوقوف أو الحركة، مشيرة إلى أنه يعاني من دمامل مؤلمة وجروح مفتوحة، ولا يتلقى أي علاج طبي.
وذكرت أن الذين يساعدونه على البقاء هم الأسرى الآخرون الموجودون معه في القسم، حيث يقومون بتعقيم جراحه بسائل الجلي، في ظل غياب تام لأي رعاية صحية أو وسائل إنسانية بسيطة.
وأشارت إلى أن والدها لا يستطيع النوم مستلقيا، بل ينام جالسا نتيجة شدة الكسور والألم، وقد انخفض وزنه إلى 70 كيلوغراما، في مشهد يعكس حجم الإهمال والمعاناة.
وطالبت البرغوثي، على لسان والدها، الحكومة الأردنية والسفارة الأردنية ووزارة الخارجية الأردنية بالتحرك الفوري، وزيارة مكان احتجازه، والاطلاع على ما يتعرض له من تعذيب ممنهج وإهمال متعمد، والعمل على إنقاذه قبل أن يفقد تماما.
يشار إلى أن الأسير عبد الله البرغوثي، فلسطيني يحمل الجنسية الأردنية، اعتقل عام 2003، وحكم عليه بالسجن 67 مؤبدا، وعرف كأبرز مهندسي كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس" في الضفة الغربية خلال الانتفاضة الثانية، وتضعه سلطات الاحتلال على قائمة أخطر الأسرى في سجونها.
وتحمل قوات الاحتلال القائد البرغوثي مسؤولية عدة عمليات استشهادية نوعية، أسفرت عن مقتل أكثر من 66 "إسرائيليا" وإصابة نحو 500 آخرين بجروح، وإحداث دمار هائل في شوارع الكيان، وخسائر مباشرة تقدر بملايين الدولارات.