يواصل أسطول الصمود العالمي تقدمه نحو سواحل قطاع غزة، متحدياً التهديدات "الإسرائيلية" المتصاعدة، مع دخوله، فجر اليوم الأربعاء، إلى "منطقة الخطر الشديد"، التي تبعد 120 ميلاً بحرياً من شواطئ غزة، في مهمة إنسانية تهدف إلى كسر الحصار المفروض على القطاع منذ 18 عاماً، ومواجهة حرب التجويع التي يشنها الاحتلال على الفلسطينيين في القطاع في اطار حرب الإبادة المتواصلة منذ قرابة العامين.

وأعلن الأسطول عن تعرض سفينتيه "سيريس" و"ألما" لتشويش إلكتروني واسع، أعقبه قطع في الاتصالات والإنترنت، بعد أن حاصرت عدة قوارب "إسرائيلية" سفن المشاركين لنحو 15 دقيقة قبل أن تبتعد.

وأكد المنسقون أن بعض القوارب أصيبت بأعطال إلكترونية، لكن الرحلة مستمرة، فيما تتخذ الطواقم كافة الإجراءات لضمان السلامة.

الناشط البحريني ضمن الاسطول، محمد عبد الله، قال في تسجيل فيديو وصل لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، إنّ الاسطول يبعد 160 كيلو متراً عن سواحل قطاع غزة، مشيراً إلى أنّ المسافة تساوي طول الشريط الساحلي لبلده البحرين.

واضاف :"اقتربنا كثيرا من شواطئ غزة، وكلنا أمل بأن نصل لأهلنا في غزة الذين ينتظروننا، ونتابع الفيديوهات اللي تصلنا يوميا سواء لمن يحملون الأمل بوصولنا أو من يحملون الألم بما يحدث لهم."

وعبر عبد الله عن أمله بوصول الأسطول، الذي قد يساهم في تخفيف المعاناة عن أهالي قطاع غزة، وكسر الحصار لفتح ممر إنساني بإدخال مساعدات وإدخال ما تحتاجه غزة من غذاء ودواء لتتنفس غزة قليلاً".؟

واضاف :"نحن علينا مسؤولية تاريخية، وكلنا مسؤولون عن ما يجري في غزة وعلينا أن نتحرك جميعاً وفوراً وبشكل جماعي، وأن ننهض فإنها حرب وإبادة مفروضة، ومن العار أن نخوضها متفرقين، فإما أن ننهض جميعاً وإما أن يقتلونا فرادى".

تهديدات "إسرائيلية" بالاعتراض والإغراق

وذكرت هيئة البث "الإسرائيلية" أن هناك خطة "إسرائيلية" موضوعة تتضمن سحب السفن المشاركة إلى ميناء أسدود أو إغراق بعضها، وسط تحليق مكثف للطائرات المسيّرة فوق منطقة الإبحار.

كما استدعت قيادة جيش الاحتلال قوات احتياط من وحدة الكوماندوز البحري "شاييطت 13"، ورفعت حالة التأهب في مستشفيات جنوب ووسط "إسرائيل"، تحسباً لوقوع مواجهات عنيفة.

ووفق الخطة، سيتم نقل المشاركين في حال السيطرة على الأسطول إلى سجن "كتيسعوت" المحصن في صحراء النقب، حيث ستتولى الشرطة ومصلحة السجون استقبالهم، مع تخصيص محكمة خاصة داخل السجن للمحتجزين الرافضين العودة إلى بلدانهم. كما مُنح أفراد الشرطة تصريحاً دينياً استثنائياً يسمح لهم بالعمل خلال "يوم الغفران" العبري.

تحذيرات حقوقية ومطالب عربية

من جهتها، طالبت منظمة العفو الدولية في بيان مشترك لفروعها في تونس والجزائر والمغرب بضرورة حماية الأسطول، محذّرة من "التهديدات الإسرائيلية بتنفيذ عملية عسكرية في عرض البحر على بعد نحو 180 كيلومتراً من غزة، أي خارج المياه الإقليمية الإسرائيلية".

وأشارت المنظمة إلى أن الأسطول يتحرك في ظل "مجاعة منظمة وانهيار النظام الصحي والحصار الشامل"، مؤكدة أن ذلك يجعل إيصال المساعدات الإنسانية "ضرورة عاجلة"، وداعية دول جامعة الدول العربية إلى تحمل مسؤولياتها القانونية والسياسية والأخلاقية تجاه حماية المشاركين وإدانة أي هجوم محتمل.

ورغم التهديدات، شدد ناشطون يونانيون مشاركون في الأسطول، خلال اتصال مباشر من العاصمة أثينا، على أنهم "عازمون على الوصول إلى غزة مهما كانت المخاطر"، في فعالية تضامنية نظمتها مبادرة "مسيرة إلى غزة – اليونان".

في المقابل، أكدت تقارير عبرية أن "إسرائيل" أجرت خلال الأيام الماضية اتصالات مع عدة أطراف أوروبية، أوضحت خلالها، تصميمها على منع الأسطول من دخول غزة، حتى وإن تطلب الأمر استخدام القوة، كما حدث مع أساطيل سابقة.

وفي تطور آخر، أعلنت وزارة الدفاع الإيطالية أمس الثلاثاء انسحاب فرقاطتها العسكرية التي كانت ترافق الأسطول، بمجرد وصوله إلى مسافة 150 ميلاً بحرياً من شواطئ غزة، وهو ما يجعل النشطاء أكثر عرضة للتهديدات "الإسرائيلية".

بوابة اللاجئين الفلسطينيين/ متابعات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد