فلسطين المحتلة
انطلقت مسيرة جماهيريّة حاشدة، الأربعاء 26 حزيران/يونيو، من أمام مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" غربي مدينة غزة، وصولاً إلى دوّار أنصار ومنه إلى مقر الأمم المتحدة قرب دوّار حيدر، وذلك في إطار الفعاليات الرافضة لـ "مؤتمر البحرين" الاقتصادي الذي يأتي كخطوة تمهيدية لـ "صفقة القرن" الأمريكية.
وشارك في المسيرة اللجان الشعبيّة للاجئين وقيادات الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية والمؤسسات والجمعيات والفرق الكشفيّة، وسط مُشاركة شعبيّة حاشدة وهتافات ولافتات تُندد بالمشاركة في "مؤتمر البحرين" والتطبيع واصفةً الأمر بالخيانة، كما ردّد المُشاركون هتافات ضد الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، وارتفعت أعلام فلسطين والرايات السوداء.
وكذلك ملأت اللافتات السوداء شوارع القطاع مُعلنةً عن الإضراب الشامل منذ اليوم الأوّل في المؤتمر الاقتصادي الذي دعت له واشنطن في العاصمة البحرينية المنامة، والذي يُمثّل خطوة اقتصادية للاستثمار بمبلغ يُقدّر بـ (50) مليار دولار أمريكي في المنطقة العربية والضفة المحتلة وقطاع غزة، في إطار الخطة الأمريكية للتسوية، وذلك على مدار (10) سنوات، وهو ما رفضه الفلسطينيون على المستوى السياسي والوطني والشعبي، مُعتبرين الأمر خطة لتصفية القضيّة الفلسطينية.
في الكلمة المُمثلة عن لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية، قال عضو المكتب السياسي لحزب "فدا" عامر الجعب "يا جماهير شعبنا نحن اليوم أمام مؤامرة إمبريالية صهيونية، وبغطاء عربي للقضاء على المشروع الوطني وإنهاء حلم شعبنا بالحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة وعودة اللاجئين."
وأشار الجعب إلى أنّ ما تحاول الإدارة الأمريكي ترويجه من مشاريع وفي مقدمتها "صفقة القرن" و"ورشة البحرين" يُخرجها من داعم للاحتلال إلى شريك له، "لذا هي لم تعد مؤهلة بأي شكل من الأشكال كراعي عملية سياسية في المنطقة."
كما جدّد الجعب رفض الشعب الفلسطيني القاطع لكل ما تُروّج له الإدارة الأمريكية من مشاريع مشبوهة، وتابع "لذا شعبنا سيبقى مُوحداً في مواجهة هذه المشاريع ويعمل على إسقاطها وإفشالها كما أفشل المشاريع السابقة التي لم تُلبي الحد الأدنى من طموحات شعبنا."
وأكّد أنّ شعبنا ومعه الشعوب العربيّة وكافة أحرار العالم، لن يغفروا ولن يتسامحوا مع كل من يتآمر على شعبنا وقضيّته الوطنية ويعمل على إرضاء الإدارة الأمريكية"، مُضيفاً "لن نقبل بملياراتكم مقابل حفنة من الوطن أو التنازل عن حق من حقوق شعبنا، ولن نقبل بأي حقوق منقوصة أو المساومة على حقوقه، سيعمل شعبنا على مواصلة كفاحه والتصدي للمؤامرة."
وأكد الجعب أنّ "التحديات الموجودة والتي تُهدد شعبنا وقضيته العادلة؛ تتطلب منّا أن نعمل على إعادة الاعتبار للقضية الوطنية والمشروع الوطني؛ وذلك لن يتم إلّا بتوحيد الصفوف وتمتين الجبهة الداخلية وتعزيز صمود شعبنا."
ودعا لأخذ زمام المبادرة والدعوة لمؤتمر وطني يكون على رأس أولوياته الدعوة لتطبيق اتفاقيات المصالحة الموقعة في القاهرة 2011 و2017 وتطبيق ما تم الاتفاق عليه ببيروت وتشكيل حكومة وحدة وطنية يكون برنامجها الأساسي التحضير لانتخابات عامة وتعمل على توحيد الوطن ومؤسساته وتعمل على تعزيز صمود المواطن.
وطالب الجعب لاجتماع عاجل للإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير، وتفعيل عمل المنظمة وتطويرها، ووضع برنامج وطني بمشاركة الكل الفلسطيني، ووضع استراتيجية وطنية تعمل على توحيد النظام السياسي الفلسطيني وتوحيد الوطن لنتصدى للمشاريع المشبوهة التي تُحاك ضده.
يُذكر أنّ مسيرة أخرى انطلقت بمحافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة، بالإضافة إلى تنظيم مؤتمر شعبي عشائري في مُخيّم ملكة شرقي حي الشجاعية الواقع شرق مدينة غزة، وذلك في تمام الساعة الخامسة من مساء الأربعاء.