بغداد
بدأت 17 عائلة فلسطينية معظم ربّاتها من الأرامل، بإخلاء المبنى الذي يسكنوه والمعروف بـ" عمارة الأرامل" في منطقة بغداد الجديدة في العاصمة العراقيّة، وذلك بعد أن أنذرهم صاحب البناء، بإخلائه في مدّة أقصاها 20 تموز/ يوليو الجاري، لتخلّف المفوضيّة السامية لشؤون اللاجئين عن دفع الإيجار.
وقالت إحدى للاجئات الفلسطينيات من ساكنات العمارة لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إنّ معظم العوائل قد غادرت المبنى، وبعضهم لا يمتلك أجرة منزل بديل كحالها، ما اضطّرهم للسكن عند أقاربهم أو معارفهم.
وأضافت الساكنة التي اضطّرت للمغادرة وطلبت عدم الكشف عن اسمها، أنّ معظم الأهالي الذين غادروا لا يمتلكون إيجارات منازل بديلة بسبب فقر حالهم واعتمادهم على الإعانات، مشيرةً إلى أنّ إيجار أرخص منزل يصل إلى 350 ألف دينار عراقي أي ما يُعادل 300 دولار امريكي.
وحول موقف المفوضيّة قالت: إنّ مسؤول الملف الخاص بفلسطينيي العراق لدى المفوضيّة الأممية لشؤون اللاجئين علي البغدادي، قد أخبرهم بأنّ المفوضيّة قد تدفع لهم قيمة إيجارات منازل بديلة أو قد لا تدفع، ما أثار تخوّفات من تنصّل المفوضيّة من دفع إيجارات المنازل بشكل نهائي، وخلق أزمة إيواء لهذه العائلات المحتاجة.
الجدير بالذكر، أنّ مناشدات عدّة أطلقها سكّان " عمارة الأرامل" عبر " بوابة اللاجئين" كان آخرها قبل نحو أسبوعين، ناشدوا خلالها المفوضيّة السامية لشؤون اللاجئين، بالتحرك العاجل بعد أن تلقوا إنذاراً من قبل صاحب المبنى بإخلائها في حال تخلّفوا عن دفع أجرة 4 أشهر مقدّماً.
وأوضح السكّان في مناشداتهم، أنّ قيمة الإيجار الشهري يبلغ 375 ألف دينار عراقي أي ما يُعال 315 دولار أمريكي، مؤكدّين أنّ معظم العائلات لا تمتلك هذا المبلغ لشهر واحد، ومعظمهم يعيشون بمبلغ 50 و100 ألف دينار في الشهر.
كما أكّدوا أنّ العديد من السكّان قد راجعوا نادي حيفا التابع للمفوضيّة، وقاموا بعرض المشكلة على مسؤول الملف الخاص بهم المدعو علي البغدادي، إلّا أنّهم يُواجهون بالتجاهل في كل مرة.
يذكر أن رئيس حكومة السلطة الفلسطينية محمد اشتيه غادر العراق اليوم في زيارة رسمية على رأس وفد كبير، ولكن على ما يبدو أن احتياجات الفلسطينيين في العراق لم تكن على رأس جدول أعمال هذا الوفد، بحسب ما يقول لاجئون فلسطينيون في العراق، رغم أنهم وجهوا له رسالة قبل قدومه وطالبوه بزيارتهم والإطلاع على أوضاعهم.