سوريا - خاص
يعاني مخيّم الرمدان للاجئين الفلسطينيين، في الريف الجنوبي الشرقي للعاصمة السوريّة دمشق، من الإهمال الخدمي والتهميش الإعلامي لأوضاعه الخدمية والمعيشيّة، ما يثير شكاوى الأهالي بشكل مستمر من غياب الجهات المعنيّة للوقوف عند متطلبّاتهم ومعالجتها.
وتُعتبر مشكلة انقطاع المياه، من أكثر المسائل الحاحاً لدى الأهالي، حيث يعاني المخيّم من انقطاع المياه لفترات طويلة، وحين تُضخّ يكون ضغطها ضعيفاً ولساعات محدودة ولا تصل إلى خزّانات المنازل. الأمر الذي يدفع السكّان لشراء الماء من صهاريج البيع بأسعار عالية لا تتناسب مع مستوى الدخل المتدني، وفق ما يؤكده العديد من ساكني المخيّم.
بطالة عالية
يعاني أهالي المخيّم ظروفاً اقتصادية ومعيشيّة قاسيّة، ونسب بطالة عالية، فاقمتها سنوات الحرب، حيث كانت تشكّل المناطق الصناعيّة في بلدة الضمير التي تبعد 7 كلم عن المخيّم، ومنطقة عدرا الصناعيّة، المقصد الأوّل للعمل لشبّان المخيّم، بالإضافة لبعض الاعمال الزراعية، والتي تأثّرت بمجملها خلال سنوات الحرب، كون تلك المناطق كانت إحدى ساحاتها، في حين ما تزال تبعات الحرب مستمرة في تأثيرها على الحركة الصناعية والزراعيّة للمنطقة.
واقع صحّي متدنّي
كما يعاني أهالي المخيّم من نقص في الرعاية الصحيّة، حيث لا يتوفّر سوى مستوصف واحد يتبع للهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين، ويقدم بعض خدمات الرعاية الأوليّة، إضافةً إلى مركز تابع لوكالة " أونروا" يعمل ليوم واحد في الأسبوع، ما يضطّر الأهالي لخوض مسافات بعيدة للحصول على الاستشفاء. كما تزداد المعاناة عند مواجهة حالات إسعافية، حيث تبعد أقرب مدينة 9 كلم، في منطقة تشحّ فيها المواصلات.
مواصلات شحيحة
ويشكّل ضعف المواصلات العامّة، أحد أبز المشكلات اليومية التي تواجه شريحة الطلّاب والعمال والموظفين في المخيّم، حيث يضطر جلّهم للخروج من منازلهم قبل موعد دوامهم بساعات، لانتظار عربة نقل تقلّهم إلى مناطق أعمالهم ودراساتهم.
ويضطّر العشرات من طلّاب المخيّم خلال الموسم الدراسي، للذهاب بشكل يومي لمدينة الضمير من أجل الالتحاق بمدرستهم الثانوية، وكذلك الأمر بالنسبة لعمّال الورش والموظفين في مناطق العاصمة دمشق وسواها، ما دفع كثيرون لإطلاق مناشدات بتخصيص المزيد من وسائط النقل.
الجدير بالذكر، أنّ مخيّم الرمدان غير معترف به من قبل وكالة "أونروا" كمخيّم رسمي مسجّل ضمن سجلّاتها، ويسكنه نحو 4 ألاف لاجئ فلسطيني، فضلاً عن مئات النازحين إليه من مناطق سوريّة منكوبة بسبب الحرب، ويعاني تهميشاً كبيراً من قبل المؤسسات والهيئات الدوليّة، حيث لم تسجّل طوال سنوات الحرب سوى حملة إغاثيّة واحدة في العام 2016 وزّعت حينها طروداً غذائيّة على الأهالي. كما يعاني تهميشاً خدميّاً من كافة النواحي الخدمية والاقتصادية والاجتماعية.