خاص


مُنذ ساعات، تناقل نشطاء خبر وفاة الشاب تامر السلطان من غزة، أثناء مروره بدولة "البوسنة والهرسك"، وقد أفاد تقرير منشور لمستشفى " "Dr. Irfan Ljubijankić  في مدينة بيهاتش، أنّ تامر السلطان، والمولود في 1 مايو 1981 قد وصل المستشفى في 15 أغسطس 2019، مُنهكًا وفي حالة إعياء شديدة، فيما ظهرت عليه آثار الحمى والضعف وتغيرات في جلد ساعده الأيسر، مما استدعى نقله لقسم الأمراض المعدية. في يوم 16 أغسطس، أي بعد يومٍ على وصوله إلى المستشفى، وبعد التشخيص الكامل لحالته، والتصوير المقطعي المحوسب لمنطقة البطن، تم نقله إلى قسم الجراحة لإجراء عملية جراحية عاجلة. لكن وجراء نزيف جرح ساعده وجدار بطنه، أُعيد فحصه من جديد من قبل أخصائي أمراض الدم، فقد أثار النزيف شكوكًا بإصابته بسرطان الدم النخاعي الحاد، وأُوصي بنقله إلى مستشفى أمراض الدم في مدينة سراييفو.

عند البدء في اجراءات النقل، تفاقمت حالة تامر تدريجيًا، وفق رواية المستشفى. وعلى الرغم من جميع إجراءات الإنعاش المتخذة والعلاج المكثف، توفي تامر في 17 أغسطس 2019 في الساعة 05:06 صباحًا.

 

"يرجى التكرم بإخبارنا إذا كانت تريد أسرته نقل جثته في أسرع وقت، بسبب الحرارة المرتفعة"

ختم المستشفى تقريره، "نحن تحت تصرفكم لمزيد من التعاون، ونرجو منكم الرد في أسرع وقت ممكن"، وجاء هذا الاستعراض، بعد أن طالب المستشفى عائلة المتوفى بالتواصل معه، إذا كانت تريد نقل جثمانه إلى أرض الوطن، غزة، بسبب درجة الحرارة العالية في مدينة بيهاتش، وقدرة الثلاجة في قسم علوم الأمراض محدودة. فيما أوضح المستشفى، أنّه أبلغ الشرطة وإدارة شؤون الأجانب في المدينة عن تفاصيل الحالة، وأنّ المريض، وفقًا للمعلومات التي أعطاها للمستشفى، قد دخل "البوسنة والهرسك" وحيدًا، دون أن يرافقه أحد من أفراد أسرته.

 

من غزة إلى أوروبا مرورًا بتركيا واليونان .. مشهدية العبور الصعب

منذ حوالي شهرين، قرّر تامر السلطان، وهو يعمل صيدلاني في غزة، السفر إلى تركيا، وصولًا إلى اليونان، استكمالًا لقرار الهجرة وطلب اللجوء في أوروبا، وأفاد نشطاء في غزة، أن تامر، قد تعرض لأكثر من مرة لاعتقالٍ لدى الأجهزة الأمنية بغزة، على خلفية نشاطه في حراك "بدنا نعيش"، وهو حراك اجتماعي جاء كنتيجة للظروف الاقتصادية الصعبة التي يمرّ بها قطاع غزة.

وفور وصول تامر السلطان إلى اليونان، تحرّك برًا، باتجاه دولة "بلجيكا"، وفق ما أفاده مقربون من المتوفى. وعند عبوره الغابات مروراً بدولة "البوسنة والهرسك" تعرض لوعكة صحية، أُدخل على إثرها المستشفى، في اليوم الخامس من اصابته.

 

"'أيقتلك البرد؟. أنا .. يقتلني نصف الدفء.. ونصف الموقف أكثر!"

مات تامر السلطان، مخلّفًا وراءه زوجة وثلاثة أطفال، في محاولة لتغير مسار ظروفه المعيشية، وبحثًا عمّا افتقدته غزة، وانتهت محاولته بالموت. فيما يظّل الواقع المتردي الذي تعيشه غزّة دافعًا لهجرة عشرات الآلاف من الشباب الغزّي في الآونة الأخيرة. والذين فُقد العشرات منهم في طرق الهجرة، في مياه البحار ومجاهيل الغابات. عائدون جثامين إلى بيوتهم وعائلاتهم، وتظّل حكايا موتهم مراثي حزينة تغص بها مدينة الحصار، غزة.

 

خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد