سنى حمود – صيدا
لعل أكثر ما يميز الفلسطيني في اللجوء، صموده في شتى المجالات، فأينما وجد تراه يناضل بكافة الطرق ليجسد صورة لجوئه مترقباً التحرير والعودة.
"شو صار بهالقطار" مسرحية للمخرج الفلسطيني، محمد الشولي، عُرضت في مركز معروف سعد الثقافي بمدينة صيدا جنوبي لبنان، تحاكي الواقع الفلسطيني في الشتات والظروف الحياتية الصعبة التي يعيشها اللاجئ الفلسطيني وهو ينتظر تحقيق العودة.
قطار سريع يمر بعدة محطات ليصل لعالم ليس كعالمنا – والقصد هنا هو فلسطين قبل النكبة-، هكذا قال وليد سعد الدين – مساعد مخرج المسرحية في حديث لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، مضيفاً أن: "الشعب الفلسطيني انتظر ومازال ينتظر العودة إلى فلسطين، الانتظار صعبٌ واللجوء صعبٌ والمنفى صعبٌ، لكن الشعب الفلسطيني واحد لا يتجزأ".
ليست المرة الأولى التي يعبر فيها فلسطينيون عن معاناة اللجوء بالفن، ولعل الفن ذاته هو أحد ضحايا تبعات هذا اللجوء، فواقع حال اللاجئ الفلسطيني في لبنان يجعل من فكرة إنجاز كعمل إبداعي أو فني أمراً صعباً، ويتطلب إمكانيات مادية قد لا يمتلكها أي جهة أوفنان، ويزيد على ذلك عدم احتواء الفنانين الفلسطينيين في أطر واتحادات فاعلة، قادرة على تبني فنونهم وعطاءاتهم الإبداعية، ما يؤثر سلباً على بوابة مهمة من بوابات المقاومة التي يخوضها الشعب الفلسطيني في الشتات.
وغالباً ما نجد ميل كثير من الشباب الفلسطيني إلى الفن كالرسم والغناء والكتابة الأدبية والتمثيل، للتعبير عن مكنونات لا يشعر بها سوى اللاجئ الفلسطيني، ولكن للأسف كثيراً ما تدفن هذه المواهب داخل أزقة المخيمات لعدم وجود الحاضن الثقافي لها، ما يشكل خطراً على مستقبل هؤلاء الفنانين وعلى الفن بحد ذاته، لا سيما وأن "الفن الفلسطيني ساهم في تشكيل الهوية الفلسطينية لأنه جسد الانسان الفلسطيني بمرارته وتشرده ولجوئه"، جملة قالها الشاعر الفلسطيني جهاد الحنفي، مشيراً إلى أنّه من الضروري لكل من يعيش الشتات الفلسطيني أن يرى صورته على المسرح في هذا العرض.
ليضيف الممثل عبد عسقول قائلاً: "الفن هو أهم بوابة للعبور للوطن في ظل الثورة الفكرية والإبداعية".
محطاتٌ عديدة يعيشها الفلسطيني في المنفى، عرضها الممثلون في المسرحية، محافظاً خلالها على حلمه بالوصول للعالم الآخر الذي عاشه أجداده.. وهي رسالة رمزية إلى أن كل لاجئ هو راكب في هذا القطار الذي يسير متمهلاً، وقد يتعطل أحياناً، ولكنه في النهاية سيصل.
شاهد الفيديو