نيويورك - وكالات
نفت الأمم المتحدة عقد الأمين العام، أنطونيو غوتيريش، أي اجتماعات مع شخصيات "إسرائيلية" لتغيير ولاية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
ورداً على سؤال حول ما ورد في صحيفة "إسرائيل اليوم" عن لقاءات أجراها زعماء مؤيّدون لإسرائيل يسعون لتفكيك "أونروا" وضمّها إلى المُفوضيّة السامية لشؤون اللاجئين، قال المُتحدث الرسمي للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إنّ هذه الأخبار غير صحيحة.
وسبق تصريحات دوجاريك يوم الخميس بياناً صدر عن "التجمع الديمقراطي للعاملين في وكالة الغوث"، قال فيه إنّ اجتماعات دوليّة مُكثّفة تُعقد من وراء الكواليس وفي الغُرف المُغلقة، هدفها نزع التفويض عن "أونروا"، في سياق خطة أمريكية و"إسرائيليّة" مُمنهجة لتصفية حق العودة وقضيّة اللاجئين.
وأوضح الإطار النقابي للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين أنّ مسؤولي الأمم المتحدة وفي مُقدمتهم الأمين العام أنطونيو غوتيريش، عقدوا أكثر من لقاء مع منظمات دولية وأمريكية و"إسرائيلية" من أجل بحث إمكانية إنهاء وشطب دور "أونروا" عبر خطة مُتدحرجة تبدأ بالتقليص التدريجي لخدماتها ومُوظفيها، وصولاً لتحويلها إلى مُجرد مؤسسة خدماتيّة صغيرة تتولّى مُفوضيّة اللاجئين إدارتها.
وبالعودة لتصريحات دوجاريك، قال "إنه لأمر سخيف أن يُحاول الأمين العام تغيير ولاية أونروا، والذي أقرّ من قِبل الجمعيّة العامة، فولاية أونروا سابقة للمُفوضيّة، وما يأمله الأمين العام أن تبقى الدول الأعضاء مُلتزمة ومُهتمّة بالناس الذين تدعمهم الأونروا."
وأضاف "أونروا حاضرة ف يعدد من المواقع في الشرق الأوسط حيث تُقدّم الخدمات المُهمّة لهم، وبالإضافة إلى ذلك فإنها تُساعد على الاستقرار في المنطقة، هذا هو موقف الأمين العام."
كما أكّد دوجاريك أنه لم يطّلع على مقال الصحيفة "الإسرائيلية" ولا يعنيه هذا التقرير لأنّ موقف الأمين العام واضح من الوكالة.
وكانت صحيفة "إسرائيل اليوم" قد زعمت في تقريرٍ نشرته في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري أنّ غوتيريش التقى بمسؤولين اثنين من مركزي أبحاث "إسرائيلي" وأمريكي معروفين بتأييدهما لـ "تل أبيب" وانتقادهما الدائم لـ "أونروا"، وبعد نقاش طلب غوتيريش من أحد مُستشاريه الاستمرار في التواصل معهما من أجل "بحث الفكرة"، طريقة بديلة لعمل "أونروا."
وقالت الصحيفة إنّ هذين المسؤولين هما دافيد بدين الذي يرأس "مركز دراسات سياسات الشرق الأوسط" لدى الاحتلال، والمعروف بهجومه الدائم على "أونروا"، وأبراهام كوبر أحد رؤساء مركز "سيمون وايزنتال" في لوس انجلس، وهو معروف بدعمه للكيان، واتهام مُنتقدي الاحتلال بمُعاداة السامية، ويعمل على قضايا تخص "أونروا" منذ سنوات طويلة.
يُذكر أنّ الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش كان قد زار متحف التراث اليهودي في مدينة نيويورك مساء الخميس، وأعرب خلال ذلك عن أهميّة تذكّر المحرقة "الهولوكوست" والأحداث التي وقعت يومي التاسع والعاشر من تشرين الثاني/نوفمبر 1938.
وأشار في حديثه إلى أنّ أقدم كراهية في العالم لا تزال مُستمرة اليوم بعد عقود من المحرقة التي تعرّض لها اليهود في الحقبة النازية، لافتاً إلى أنه "في الأشهر الأخيرة وحدها شهدنا في جميع أنحاء العالم تخريب المقابر اليهودية وتشويه نصب تذكاري للهولوكوست وحرق المركز اليهودي وانتشار الدعاية الخسيسة حول اليهود."
ولفت أيضاً إلى أنّ الأمم المتحدة وبرنامج التوعية بشأن "الهولوكوست" يُواصلان عملهما في جميع أنحاء العالم من خلال المؤسسات التعليمية ومتحف "ياد فاشيم" في الأراضي الفلسطينيّة المُحتلّة عام 1948، ومتحف التراث اليهودي.
ويأتي ذلك قبل أيام من التصويت في اللجنة الرابعة للجمعيّة العامة للأمم المتحدة على تقديم الدعم لتجديد "أونروا"، بتاريخ الخامس عشر من الشهر الجاري، ويليه تصويت في الجلسة العامة للجمعيّة العامة في كانون أوّل/ديسمبر المُقبل.
فيما يتزامن ذلك مع الإعلان عن تنحّي المُفوّض العام لـ "أونروا" بيير كرينبول، وتسلّم كريستيان سوندرز منصبه، على خلفيّة بعض نتائج التحقيقات الجارية حول شبهات فساد وسوء إدارة في أروقة "أونروا."