أوضاع اللاجئين
قال الناشط السياسي خليل عاصي وهو مختص في التخطيط الاستراتيجي ومقيم في السويد، إن ما يلاقيه أبناء الشعب الفلسطيني داخل فلسطين وفي مخيمات الشتات و بلدان اللجوء الأوروبية هو حصاد لغياب التخطيط من قبل منظمة التحرير الفلسطينية والفصائل كافة منذ ثلاثين عاماً.
وأضاف عاصي لبوابة اللاجئين الفلسطينيين إن استمرار الوضع الفلسطيني الحالي كما هو الآن، وعدم طرح مشاريع فكرية وخطط استراتيجة من شأنها تعزيز صمود الفلسطينيين، سنجد تأثيراتها حتى لو بعد عشرين عاماً.
كلام الناشط السياسي جاء في معرض تعليقه على دعوة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين "UNHCR" الاتحاد الأوروبي في 11 من كانون ثاني/يناير الجاري إلى زيادة حماية اللاجئين في الدول الأوروبية وخارج الاتحاد عبر مجموعة من التوصيات.
وفي هذا الصدد أكد عاصي أن الفلسطيني في أوروبا معاناته مضاعفة، فهو لجأ إلى هناك للهروب من واقع مزري سواء في سوريا أو لبنان أو قطاع غزة تتحمل مسؤوليته منظمة التحرير والفصائل كافة، مشيراً إلى إن على الدول الأوروبية مراعاة خصوصية اللاجئ الفلسطيني من باب إنساني فمعظم اللاجئين الفلسطينيين الذين قدموا إلى اوروبا ضحوا بالغالي والنفيس لديهم، وخاضوا غمار البحار ومخاطرها من أجل نيل حياة كريمة، لذا على دول الاتحاد الأوروبي النظر في وضع الفلسطينيين من خلال توصيات المفوضية العامة للاجئين حول كافة اللاجئين.
وتبرز معاناة آلاف الفلسطينيين في دول أوروبية كبلجيكا والسويد واليونان وغيرها في عدم حصولهم على موافقات على طلبات لجوئهم، وتهديدهم المستمر بترحيلهم، وهو شرط لا يتحقق كونهم فلسطينيين لا يزالون محرومين من العودة إلى أراضيهم المحتلة عام 48 ، أما البلدان التي غادروها فهي بطبيعة الحال بلدان لجوء سواء العراق أو سوريا أو لبنان وغيرها، وحتى اولئك القادمين من قطاع غزة، فهم لن يستطيعوا العودة في معظم الحالات نظراً لصعوبة حصولهم على تصريح أمني يخولهم الدخول إلى مصر، من أجل العبور نحو معبر رفح.
وطفت إلى السطح في 8 من الشهر الجاري أزمة حقيقية يعاني منها فلسطينيون في السويد بعدم حصولهم على إقامات، منهم من لا يزال يقيم في هذا البلد منذ 14 عاماً دون أي حقوق معيشية، ما استدعى حشد كبير منهم لمواصلة الاعتصام في أحد ساحات مدينة يتوبوري السويدية.
وفي بلجيكا، يتأثر 2407 فلسطينيين منذ تشرين ثاني / نوفمبر الماضي بسياسات الحكومة اليمنية التي ترفض منحهم حق اللجوء، وبالتالي فهم مهددون بالترحيل أو العيش دون حقوق معيشية، بينما في اليونان فإن آلاف الفلسطينيين ما يزالون عالقين في جزر هذا البلد يعانون تردي المساعدات الإنسانية وظروف الطقس المتقلب.
يؤكد عاصي أن لا منظمة التحرير ولا السلطة الفلسطينية يمكنهما التدخل لدى الأوروبية لاستثناء اللاجئين الفلسطينيين من سياسات عامة يواجهها اللاجئون بشكل عام، ولكن يشير إلى أن ما أوصل بالفلسطينيين إلى هذه الحال، وجعل الهجرة خيارهم الوحيد هو غياب الخطط الاستراتيجة لمنظمة التحرير والفصائل منذ عقود، ما جعل من المخيمات الفلسطينية مكاناً غير قابل للعيش، وبالتالي فإن ما تستطيع المنظمة والفصائل فعله هو تحسين أوضاع الفلسطينيين في مخيمات الشتات.
وفي حال لبنان، تساءل الناشط السياسي عن مؤسسات منظمة التحرير بعد انسحابها من هذا البلد عام 1982، مشيراً إلى أن المنظمة لم تترك لللاجئين في المخيمات بنية تحتية يستطيعون الاستفادة منها، في تلك المرحلة غابت عنها النظرة البعيدة لما ستؤول إليه أوضاع اللاجئين الفلسطينيين، وكل ما تفعله في الوقت الحاضر هي وباقي الفصائل هي خطط تكتيكية كمنح دراسية أو مساعدات غذائية وهذا لا يستطيع أن يبني مجتمعاً صامداً.