قطاع غزة
قام وفد من اللجنة الشعبية للاجئين في مُخيّم البريج للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة، بزيارة الحاج أ. حسن إبراهيم وشاح "أبو ماهر" لتكريمه على إعداد كتابين حول قضية اللاجئين.
وكرمت اللجنة ممثلة برئيسها حاتم قنديل الحاج أبو ماهر وشاح "لاجتهاده الشخصي وإعداده لكتاب عن بلدته الأصلية بيت عفا ويحمل اسم "بيت عفا والتاريخ"، وكتاب آخر وثق بهِ النكبة والمذابح الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، حيث قام بطباعة مئات النسخ منهم على حسابه الشخصي".
وأكَّدت اللجنة أنّ "هذا الجهد الشخصي للحاج أبو ماهر الذي يبلغ من العمر 66 عاماً يعتبر بمثابة انجاز وطني لكل لاجئ فلسطيني، ومثالاً يقتدى به بين أبناء شعبنا الفلسطيني"، مُتمنيةً من "جميع كبار السن والشباب والمثقفين في مُخيّم البريج بأن يوثقوا تاريخ قراهم وبلداتهم التي هُجروا منها آبائهم وأجدادهم في كتب لتدرّس للأجيال القادمة بشكلٍ أكبر وأوسع، ولإسقاط المقولة الصهيونية التي قالها مؤسس الكيان الصهيوني المحتل بن غوريون "الكبار يموتون والصغار ينسون"، وأن يكون عنوان هذا التوثيق: إن مات الكبار لم ولن ينسى الصغار".
وأشارت اللجنة إلى أنّ الأستاذ حسن ابراهيم محمد وشاح من مُخيّم البريج وسط قطاع غزة أعد كتاباً عن بلدة بيت عفا والتاريخ التي احتلها الصهاينة عام 1948، واعتمد الكتاب على التسجيل الشفوي من ذاكرة أهل القرية من عائلتي وشاح وبعض العائلات التي كانت تقطن قرية بيت عفا وكذلك على المراجع المساعدة، ويحتوي الكتاب الذي يبلغ عدد صفحاته 199 على مجموعة من الفصول حيث يشمل الفصل الأول على جذور أل وشاح منذ القدم إلى العصر الحديث ويحتوي الفصل الثالث على مكان وموقع القرية والتي تقع بالقرب من السهل الساحلي ضمن قضاء المجدل لواء غزة، وكذلك على تسميتها الذي ينبع من كلمة عفا "سريانية" بمعنى أزهر وكما تعني دفن وخير، ويكون معناها بيت الزهر أو بيت المدفن وتبلغ مساحة القرية 5808 دونماً ولا يملك اليهود منها أي دونم ويحدها بلدات السوافير وعبدس وعراق سويدان وكرتيا.
ويحتوي كذلك الفصل الثالث على المسيرة النضالية والجوانب الاقتصادية والاجتماعية والصحية التي كانت سائدة في البلدة، ويتضمن الفصل الرابع من الكتاب الزواج ومصطلحاته من الحب والغزل ومراحله وليلة الحناء وسير الزفة وليلة الدخلة وأغاني الأفراح، وملحق خاص عن أغاني القرية، وكذلك يتضمن الفصل الولادة والتعليم والأغاني والطهور والألعاب وكذلك العادات والتقاليد، أما الفصل الخامس من الكتاب فيتضمّن الاحتفالات الدينية وعادات أهل القرية والملبوسات والمأكولات والمجاملات والتعابير العامة والأمثال الشعبية ومحلق للصور عن احتلال "إسرائيل" للبلدة، بحسب اللجنة.
وأهدى وشاح الكتاب إلى "أرواح الشهداء وإلى الأسرى القابعين خلف القضبان وإلى الذين ماتوا بعيداً عن بلدهم بيت عفا وإلى المغتربين الذين لم يروا بأعينهم ثرى الوطن وإلى الشيوخ والشباب الذين راهن عليهم العدو الصهيوني في نسيان الأرض والوطن، كما يحتوي الكتاب في نهايته على نبذة بسيطة عن مؤلف الكتاب وهو مواليد مُخيّم البريج عام 1954 لعائلة هاجرت من بلدة "بيت عفا "ودرس في مدارس وكالة الغوث، والثانوي في مدرسة خالد بن الوليد، وأنهى تعليمه المهني عام 1972 ليتفرغ للعمل في الحدادة على صعيد مُخيّمات المحافظة الوسطى، ومن ثم للعمل الحر بعد حصوله على دبلوم في الهندسة المدنية، ثم عمل في مجال المقاولات حيت أنشأ شركة "وشاح للمقاولات للتجارة والمقاولات العامة" برفقة ابن عمه الحاج محمود عبد الله وشاح، والتي قامت بتنفيذ العديد من المشاريع الحكومية منها بناء صالة مطار غزة الدولي، وبعض من الأبراج في النصيرات وتل الهوى وبعض العيادات والمشافي الحكومية، وكان للحاج أبو ماهر وشاح بصمة في تنفيذ بعض مشاريع وكالة الغوث لتشغيل اللاجئين الفلسطينيين من مدارس حديثة وعيادات والتي بدأت تمولها وكالة "أونروا" منتصف التسعينات بالقرن الماضي وبداية القرن الحالي، حيث كانت تتميّز شركة وشاح التي يملكها الحاج حسن وشاح والحاج محمود وشاح من أفضل الشركات على مستوى فلسطين بشهادة مهندسين من وكالة "أونروا" ووزارة الأشغال في حكومة السلطة الفلسطينيّة.
وبعد دخول انتفاضة الأقصى وتشديد الحصار على قطاع غزة عمل الحاج أبو ماهر مدرّساً في وكالة الغوث بالقسم المهني بالمدارس، ومن ثم التدريس بعد الغاء قسم الصناعة بالمدارس وبلغ سن التقاعد عام ٢٠١٧ بعد ١٧ عاماً من التدريس في مُخيّم البريج.
وبحسب اللجنة أيضاً، يهدف تأليف كتاب "بيت عفا والتاريخ" للحفاظ على تاريخ قرانا ومدننا المحتلة عام 1948 من قِبل الاحتلال الصهيوني ولترسيخ الذاكرة في عقول الأجيال الحالية والقادمة، وقام بطباعة وتوزيع أكثر من ألف نسخة على حسابه الخاص.